عمّان – رائد صبيح
عبّر الخبير الاقتصادي محمد البشير، في تصريحاته لـ “البوصلة“، عن أمله بتحسن حركة الاستهلاك في الأسواق خلال الأيام الأخيرة من رمضان وقبيل العيد، مؤكدًا في الوقت ذاته أنّ إحجام الأردنيين عن الإقبال على الاستهلاك خلاف الفترة الماضية كان لاعتباراتٍ عديدة، ذكر منها تعاطفهم مع أهل غزة وما يعانونه من العدوان الصهيوني الغاشم المتواصل منذ أكثر من ستة أشهر، وحرصهم المتواصل كذلك تقديم الدعم لأهل غزة بما تيسر من مالٍ لدى الأسر الأردنية، والأمر الآخر يتعلق بأوضاع الأردنيين الاقتصادية والمعاناة في ميزانيات الأسر من قبل أحداث غزة أصلا وما ترافق معها من ارتفاع للأسعار وبطالة وغيرها.
وقال البشير إنّ الأردنيين تأثروا بشكلٍ عامٍ بسبب الاعتداء الصهيوني على قطاع غزة، وكان المزاج العام خلال هذا الشهر مختلفًا عن كل الأشهر في السنوات السابقة، لاعتبارات متعددة، وأثرت مباشرة على موضوع الاستهلاك بشكلٍ أو بآخر.
هذا الاستهلاك الذي كان شهرًا مميزًا في الإنفاق والتواصل مع ذوي القربى، وإقامة الولائم، وبالنتيجة الاستهلاك الأعلى في كل الأشهر على مدار السنة.
ولفت إلى أنّ هذا الشهر كان مختلفًا، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فتراجع الاستهلاك في أغلب القطاعات، وكما يتحدث كل ذي علاقة، فمثلا نقيب أصحاب المخابز تحدث عن التراجع في مبيعات “القطايف”، وآخر كان يتحدث عن تراجع مشتريات اللحوم.
واستدرك البشير بالقول: طبعًا الأولويات كانت بالنسبة للأردنيين دعم غزة بما يستطيعون من مال وبحسب إمكانياتهم، منوها إلى أنّ “الحالة النفسية اقتصدت بحجم الولائم، وأيضًا دعوة الآخرين إلى الولائل تناقص بشكل كبير”.
وشدد على أنّ هذا كله أسهم في تراجع الطلب على السلع بشكلٍ كبيرٍ وبالتالي تراجع الاستهلاك بشكل عام، منوها إلى أنّ “هذه سمة رئيسية خلال الأيام الماضية”.
وأوضح أنه وخلال هذه الأيام الأخيرة في شهر رمضان وأيام العيد، ستكون هناك بعض الأعباء على المواطنين، لكنّها ستكون منسجمة مع الوضع الذي يعيشه الأردنيون تجاه غزة، وكذلك إمكانيات الناس المعاشية.
وقال البشير في ختام حديثه لـ “البوصلة“: أصلاً أوضاع الأردنيين المعاشية وارتفاع الأسعار بشكلٍ أو بآخر وزيادة الأعباء مع مزيد من البطالة، كل هذا يساهم في أن يؤثر على تحسن وتيرة الأيام الأخيرة بشكلٍ طفيف، لكنّها ليست كما هي في السنوات السابقة.
توقعات بتعافي الطلب على سوق الملابس
بدوره قال نقيب تجار الألبسة والأحذية سلطان علان، إن جميع أصناف الألبسة والأحذية متوافرة في السوق المحلية وتلبي متطلبات المستهلكين، وتوفر خيارات عدة من ناحية الجودة والأسعار، مشيرا إلى أن الأسعار للموسم الحالي بالمستوى نفسه المعتاد.
وأضاف أن واردات القطاع من الألبسة توزعت على 42% من الصين، و24% من تركيا، وقرابة 12% من مصر، بالإضافة إلى الاستيراد من بنغلاديش وفيتنام وأوروبا، مشيرا إلى أن النقابة اتخذت إجراءات مع غرفة تجارة الأردن، عدلت مسار رحلات الشحن إلى الأردن، عير خطوط مباشرة منتظمة إلى ميناء العقبة، حتى تصل البضائع إلى السوق المحلية بالوقت المناسب.
وبشأن حركة الإقبال على الأسواق استعدادا لعيد الفطر السعيد، قال علان إنه في الأسبوعيين الأوليين من شهر رمضان كانت الحركة أقل من المتوسط، وبدأت بالانتعاش قليلا في الأسبوع الثالث لتصبح متوسطة، مؤكدا أن التجار يعولون بشكل كبير على الأسبوع الأخير من رمضان إذ يتوقع أن تشهد الأسواق إقبالا كبيرا.
انخفاض الطلب على الحلويات واللحوم
وكان نقيب أصحاب المخابز والحلويات، عبدالاله الحموي أكد ان الطلب على مادة القطايف انخفض خلال الايام الماضية بنسبة ٥٠ بالمئة مقارنة ببداية الشهر الفضيل.
ولفت الحموي في تصريحات صحفية إلى أن الطلب ينخفض على مادة القطايف بعد الأسبوع الأول من شهر رمضان مبينا ان الطلب على مادة القطايف ينخفض بشكل تدريجي بعد الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك.
ولفت الحموي الى ان تداعيات الحرب على غزة وتراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين ساهمت ايضا بتراجع الطلب على مادة القطايف.
ولفت الى ان الطلب على الخبز انخفض مبينا ان الطلب يقتصر على منتجات الخبز مثل خبز رمضان والخبز المنقوش.
كما كشف رئيس جمعية مربي المواشي، المهندس زعل الكواليت، عن هدوء الطلب المحلي على اللحوم الحمراء بشقيها خلال النصف الثاني من رمضان بنسبة وصلت 35 بالمئة، بعد فترة نشاط وصلت لـ50 % خلال الأيام الأولى للشهر الفضيل.
وما زالت الأسواق تأمل بحدوث انتعاش للحركة التجارية في مختلف القطاعات قبيل عيد الفطر السعيد وخاصة قطاعات الألبسة والمطاعم التي كانت تشهد إقبالا جيدًا خلال الأعوام السابقة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الفضيل.
(البوصلة)
