خبير اقتصادي يعلق على خسائر “الملكية” ويقترح هذا الحل

البوصلة – محمد سعد

بلغت الخسائر المتراكمة شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية، 321 مليون دينار، وهي تشكل ما نسبته 99٪؜ من رأسمال الشركة التي تمتلك الحكومة 85٪؜ منها.

وحسب الرئيس التنفيذي للملكية سامر المجالي، فالشركة تحتاج إلى 275 مليون دينار لتتمكن من إعادة هيكلة رأسمالها وإعادة العجز النقدي لها، وبرر سبب الخسارة انها تعود إلى فقدانها إيرادات الشركات المساندة التي تم خصخصتها “السوق الحرة، الهندسة والصيانة والتدريب وغيرها”، إضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود واحتكاره، وعدم منح الملكية أية أفضلية او حماية خاصة، في ظل منافسة شديدة من نظيراتها التي تتلقى دعما مستمراً من حكوماتها.

وتسأءل الخبير الاقتصادي منير دية، قائلا “لماذا تعودنا على سماع هذه الاخبار عن الملكية الأردنية ولماذا الخسارة دائماً ؟”.

وأضاف دية في تصريحات لـ “البوصلة“، “هل الخصخصة الجزيئة التي تمت للناقل الوطني؟! فخصخصة الأسواق الحرة و الخدمات اللوجستية و صيانة الطائرات و المحركات و المطار كلها مشاريع و شراكات كانت للملكية الأردنية والان هي تملكها شركات اجنبية وتحقق أرباح مجزية للمستثمرين و الحكومة”.

واستحضر الخبير الاقتصادي تجربة شركة (ريان اير) الايرلندية وقال ، “تستهدف (ريان اير) تحقيق أرباح مليار يورو خلال العام الحالي و قال رئيسها التنفيذي (سنشعر بخيبة أمل اذا حققنا ارباحاً اقل من مليار يورو خلال الأشهر 12 المقبلة )”، وعبر ديه عن استغرابه بالاشارة الى ان “هذه الشركة تبيع التذكر من عمان الى معظم الوجهات الأوروبية بحدود ٥٠ دينار بينما تبيعها الملكية بحوالي 500 دينار”.

وقررت الحكومة في جائحة كورونا توقيف الطيران ما كبد الملكية خسائر فادحة.واستغنت عن خدمات 600 موظف خلال جائحة كورونا، بحسب رئيسها التنفيذي.

واقترح ان تتحول الملكية الأردنية الى شركة طيران اقتصادي، وقال، “..التوجه العالمي نحو الطيران الاقتصادي حيث زادت نسبة النمو في هذا المجال عن ١٢٠٪؜ وهناك توجه من معظم دول العالم ليكون لديها شركات طيران اقتصادية وهناك موشرات عديدة لنجاح الملكية في هذا المجال و قدرتها على المنافسة وتحقيق أرباح بدل الخسائر ان توفرت الإرادة و العزيمة والإدارة والتخطيط لتحقيق ذلك”.

وتملك الملكية الأردنية 25 طائرة منها 5 مملوكة و20 مستأجرة، والأجنحة الملكية طائرة واحدة مملوكة، بحسب سجل الطائرات المدني الأردني العام الماضي .

وأكد دية، “ان لم تنجح الخصخصة للملكية سابقاً فيجب على الحكومة ان تفكر خارج الصندوق وان تبحث عن حلول لجعل الملكية الأردنية شركة منتجة ومنافسة وتقلب الخسائر الى أرباح”، مشير الى ان “مواصلة مسلسل الخسارات و طلب الدعم سنوياً فهذا يشكل عبئاً اضافياً على الخزينة ويدفع ثمن هذه الخسارات المواطن الأردني حتى الذي لم يركب الطائرة ابداً”.

ارتفعت إيرادات المسافرين عبر خطوط الملكية 49 مليون دينار في الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

وعرضت الشركة لأبرز ملامح الخطة الاستراتيجية للملكية خلال السنوات الخمس المقبلة، والتي تتضمن مراجعة الخطوط، وزيادة الوجهات إلى نحو 60 وجهة عالمية، وتحديث الطائرات، وتطوير مستوى الخدمات، لافتاً الى تخفيض خسائر الشركة العام الماضي بنسبة 54 بالمئة مقارنة بعام 2020.

رئيس لجنة السياحة والآثار والخدمات العامة النيابية ماجد الرواشدة، قال في تصريحات اعلامية هذا الاسبوع، إن الحكومة دعمت الملكية مؤخرا، بحوالي 50 مليون دينار، وقال إن “الرقم لا يشكل شيئا بالنسبة للملكية”.

وأشار الرواشدة إلى توقع انخفاض الخسائر خلال 5 سنوات وتحقيق بعض الأرباح لكن هناك حاجة إلى دعم حكومي.

ودعا الرواشدة وزارة النقل لدعم الملكية الأردنية، إلى دعم الملكية الأردنية لأنها المشغل الرئيسي لمطار عمان المدني، ويحق أن يكون له امتياز مقابل هذا التشغيل.

المجالي تحدث عن تفكير في زيادة رأسمال الملكية على دفعات، والتي ستخفف من نقص رأس المال الموجود وتساعد الملكية على الاستمرار وتوسعة شبكتها وتجديد أسطولها والذي يعد قديما.

وأوضح أن 30% من الكلف المالية مخصصة للوقود والحرب في أوكرانيا رفعت الأسعار 100%.

“الآن أصبح مطلب بتغيير طائرات الملكية بطائرات أحدث تستهلك وقودا أقل وصيانتها أقل”، وفق المجالي، الذي قال إن المسافرين يفضلون ركوب الطائرة الحديثة التي تتوافر بها جميع وسائل الترفيه الحديثة، وهو الأمر الذي أصبح ضروريا جدا لاستمرار تنافسية الملكية الأردنية.