خبير عسكري: هذا ما تريده موسكو من تصعيدها في أوكرانيا

خبير عسكري: هذا ما تريده موسكو من تصعيدها في أوكرانيا

تقديرات تشير إلى أن الوحل هو سبب تأخير التحرك الروسي نحو أوكرانيا

عمان – رائد الحساسنة

قال الخبير العسكري ورئيس هيئة الأركان الأسبق، قاصد محمود، إن روسيا ذاهبة لأبعد الحدود لأن أوكرانيا بالنسبة لها هي منطقة استراتيجية تهدد الأمن الروسي وبالتالي للوضع الروسي الدولي كله.

وأضاف محمود في تصريح لـ”البوصلة” أن روسيا لن تسمح أن يتكرر ما حدث مع دول الاتحاد السوفيتي الأخرى في أوكرانيا مجددا، فالأخيرة تمتلك حدودا ملاصقة مع روسيا وهي قريبة للغاية من منشآت حيوية روسية مختلفة.

ولفت إلى أن روسيا سابقا لم تكن تذهب إلى هذا المدى لعدد من الاعتبارات، لكنها الآن بعد إدارة دونالد ترامب استطاعت أن تكسب الزمن لتؤسس لموقف استراتيجي هو الأقوى خلال العقود الثلاثة الماضية، كما أنها ساهمت في صناعة عدد من بؤر المواجهة الواضحة جدا بين الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة وبين شركائها الاستراتيجيين وعلى رأسها الصين.

وأكد محمود أن الولايات المتحدة غير قادرة على الدخول بحرب كاملة في هذه البؤر، إلا أنها كذلك لن تقبل بحصول روسيا والصين على حصول مكاسب استراتيجية واضحا على المستوى العالمي.

وأوضح أن الإدارة الأمريكية الجديدة ومع قدوم بايدن قررت تغيير الاستراتيجية التي انتهجها ترامب مع روسيا، وذهبت باتجاه المواجهة دون أن تؤمن موقفها في بؤر المواجهة.

وقال إن التساؤل الأساسي متعلق بما إذا كنا امام مواجهة محدودة تفرض فيها روسيا معادلة جديدة وتحقق من خلالها عددا من الاتفاقيات والقواعد الجديدة بينها وبين الغرب، أم أننا سنذهب باتجاه حرب مفتوحة قاسية والكل سيكون فيها خاسرا.

وأشار إلى أن العناد الروسي مرتبط بالرئيس فلاديمير بوتين نفسه ولديه حلفاء عنيدون كذلك، إضافة إلى وجوده القوي في سوريا وهو خطأ استراتيجي للولايات المتحدة التي منحت روسيا تفوقا في الشرق الأوسط.

وفي الوقت ذاته، أكد الخبير العسكري محمود أن قوة روسيا قد تمكنها من حسم معركة أوكرانيا والقرم لكنها لن تستطيع هزيمة الغرب على المدى الطويل، ومهما كانت قوتها العسكرية فهي غير قادرة على الاستمرار في مواجهة طويلة.

وشدد على أن الهدف الاستراتيجي لروسيا هو تحقيق تفاهمات ووضع تفاوضي أفضل، يبعد الأسلحة بعيدة المدى عن حدودها.

ونوه محمود إلى أنه من الصعوبة الجزم بمستقبل الحرب رغم كل هذا، فالوضع على الأرض يفرض أبعادا متجددة مع الوقت.

اقترب الاجتياح

وتشير التقارير إلى اقتراب اجتياح القوات الروسية لأوكرانيا، رغم نفي موسكو الرسمي المتكرر، وهو ما يخلق توترا دوليا متفاقما.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الجمعة، لنظرائه في بولندا وألمانيا وكندا وفرنسا ورومانيا وإيطاليا، إن الغزو الروسي “قد يبدأ في أي وقت”.

وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية إن “أوستن استعرض مع الوزراء الخطوات الأمريكية لطمأنة حلفاء الناتو، وأكد على الالتزام الثابت بالدفاع الجماعي”.

تصريحات أوستن جاءت بعد تصريحات لمستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، قال فيها إن “ثمة احتمالا كبيرا بأن تُقْدم روسيا على غزو أوكرانيا قبل نهاية الألعاب الأولمبية المقامة في الصين، والتي تختتم في الـ20 من الشهر الجاري”.

وأضاف أن “هجوما روسيا على أوكرانيا قد يحدث في أي يوم من الآن، وسيبدأ على الأرجح بهجوم جوي، وتحدث عن احتمالات كبيرة بأن يشمل الاجتياح الروسي مدنا كبرى في أوكرانيا، بما فيها العاصمة كييف”.

وفيما تبدو إشارات على قرب تصاعد الأزمة عسكريا أعلن مسؤولون أمريكيون، السبت، أن الولايات المتحدة تستعد لإخلاء سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف، وسط مخاوف من غزو روسي وشيك لأوكرانيا، بحسب وكالة أسوشييتد برس.

ونقلت الوكالة الأمريكية عن المسؤولين (لم تسمهم) أن وزارة الخارجية تخطط للإعلان، اليوم، أنه سيُطلب من جميع الموظفين الأمريكيين في كييف المغادرة قبل حدوث غزو روسي محتمل.

وأوضح المسؤولون أن عددا صغيرا من المسؤولين الأمريكيين قد يبقون في كييف لكن الغالبية العظمى لنحو 200 أمريكي في السفارة سيغادرون أو سيتم نقلهم إلى أقصى غرب أوكرانيا قرب الحدود البولندية حتى تحتفظ الولايات المتحدة بوجود دبلوماسي في البلاد.

على الجهة المقابلة نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر وصفته بالطلع أن دبلوماسيين وموظفين قنصليين روس بدأوا مغادرة أوكرانيا.

وقال المصدر: “وفقا لبيانات المواطنين الأوكرانيين، بدأ الدبلوماسيون الروس وموظفو القنصلية في أوكرانيا في المغادرة إلى روسيا. ويتجلى ذلك على وجه الخصوص من خلال الصعوبات التي واجهتها عند تحديد موعد في القنصليات والسفارة”.

وبحسب المصدر: “على خلفية الإخلاء الذي أعلنته رسميًا عدد من الدول الغربية، فإن هذا يشير إلى أن موسكو قررت السير على نفس المنوال”.

من جهته طلب الاتحاد الأوروبي من موظفيه الدبلوماسيين مغادرة أوكرانيا، باستثناء الذين لهم أولوية قصوى.

وأعلن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو، في بيان، أنه سُمح للموظفين الذين ليس لهم أولوية قصوى بمغادرة أوكرانيا.

وذكر موقع “بوليتيكو” الإخباري، الجمعة، أن رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى أوكرانيا السفير ماتي ماسيكاس، قال في رسالة بريد إلكتروني بعثها إلى الموظفين الدبلوماسيين في البلاد: “أريد أن يغادر جميع الموظفين الأجانب أوكرانيا في أقرب وقت، باستثناء أولئك الذين لهم أولوية قصوى”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: