دعوات في الضفة الغربية لاقتصار العيد على الشعائر الدينية تضامنا مع غزة

دعوات في الضفة الغربية لاقتصار العيد على الشعائر الدينية تضامنا مع غزة

يؤكد الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة، أن جرائم الاحتلال ومجازره، في قطاع غزة والضفة الغربية، دمرت أي مساحة ممكنة للفرح بحلول “عيد الأضحى”، ليكون هذا العيد امتدادا لأحزان عيد الفطر.

وأمام مشاهد الدماء والدمار والأشلاء، وحرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة منذ أشهر، وتزامنا مع ما تشهده الضفة الغربية من جرائم احتلال شبه يومية أدت إلى ارتقاء العشرات من كافة المدن والمخيمات، تعالت الأصوات المطالبة باحترام تلك التضحيات والمشاهد الأليمة من خلال عدم إظهار مظاهر البهجة والفرح بالعيد والاقتصار فقط على الشعائر الدينية كأقل رد فعل يحترم تلك التضحيات.

ويقول الفلسطيني سعيد الفارس من مدينة نابلس إن التضامن مع غزة ليس فقط بالكلام، بل أيضا معنوي هدفه أن يشعر الجميع بأن ما تقدمه تلك البقعة الجغرافية من تضحيات تحتاج إلى وقفات، وليس وقفة وتضحيات بغض النظر عن شكلها.

وتابع: “حتى لا ندمن المشاهد، ونمر عليها مرور الكرام لا بد أن نستشعر المأساة من خلال بعض الخطوات المعنوية، وفي مقدمتها إلغاء أي مظاهر احتفالية داخل منازلنا وحتى في أسواقنا والاقتصار على تأدية الشعائر الدينية والدعاء لأهل غزة بالنصر والتمكين”.

وذكر الفلسطيني أمير حمادنة بأنه قرر وكافة أفراد عائلته عدم إظهار أي مظهر من المظاهر الاحتفالية المعتادة كشراء الحلويات والمكسرات والاكتفاء بتقديم قهوة، وتمر لزوّار العيد.

وأردف: “المطلوب منا جميعا الشعور بالجرح الكبير، وأن نبقى متصلين بمعاناة أهلنا في غزة وحتى في الضفة الغربية، ولنعلّم الصغير والكبير بأن المصاب واحد، وأن الجريمة لن تنسى، وأنه لا عيد بفرحته، إلا بانتصار المقاومة”.

وتساءل “ألا تستحق غزة وأهالي الشهداء منا خطوة معنوية تضامنية إنسانية تليق بما قدموه من تضحيات؟، فهم من أعادوا لنا الكرامة بعد أن كدنا نيأس”.

وفي وقت سابق دعا خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري في تصريحات صحفية، الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية إلى التكافل والتضامن مع قطاع غزة بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك، والاكتفاء بالصلاة وذبح الأضاحي وزيارة صلة الرحم دون إبداء مظاهر فرح وابتهاج؛ نظرا للحرب المدمرة في غزة.

 كما طالب صبري بضرورة شد الرحال إلى المسجد الأقصى، وأضاف: أن “على كل مسلم يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى أن يشد الرحال إليه ويعمره، فالارتباط بالمسجد الأقصى ارتباط عقيدة وإيمان لا ارتباط هيئة أمم ولا مجلس أمن”.

وتابع: “علينا أن نشعر بإخواننا في غزة وسائر المناطق الفلسطينية التي تتعرض للنكبات”.

بدوره قال الكاتب والباحث الاجتماعي عبد السلام عواد إن وجود مثل تلك المبادرات والأفكار يدل على تماسك المجتمع الفلسطيني ونضج العلاقات الإنسانية، رغم حالة الإحباط العامة التي تسود الجميع.

وتابع في حديث مع “قدس برس” اليوم الجمعة، ” لاحظنا أن حالة التضافر والتعاضد والتضامن عالية بين المواطنين خلال شهر رمضان الفائت وما تلاها من العيد واليوم نلمس أيضا حالة من التضامن من خلال الدعوات لتكرار ذات السلوكيات والمشاعر في أثناء الاحتفال بعيد الأضحى المبارك”.

وأردف عواد:”شعار الجميع اليوم: كيف لنا أن نعيش العيد وأهلنا في غزة يعيشون القتل والدمار والحرب على أيدي قوات الاحتلال، وما يزيد واجب التضامن أيضا هو حالة المجاعة التي تعيشها مناطق كثيرة في قطاع غزة.

وأضاف يقول إن “الأمر لا يتوقف على ما تعيشه غزة؛ فالضفة أيضا تعيش نكبات تلو الأخرى وعدد الشهداء التي خسرتها خلال الأشهر الأخيرة لا يستهان بها وجرائم القتل والاغتيال باتت شبه يومية”.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة لليوم 252 على التوالي، والتي تسببت بكارثة إنسانية غير مسبوقة، وأدت إلى نزوح أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع بواقع 1.9 مليون شخص.

(قدس برس)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: