البوصلة – محمد سعد
مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر منذ 2006، يومها السادس والثلاثين، وبعد اكثر من أربعين الف انسان بين شهيد ومصاب ومفقود تحت الأنقاض غالبيتهم من الأطفال والنساء وتدمير عشرات الالاف من المنازل والمدارس والمستشفيات في جريمة لم يشهد مثلها العصر الحديث، تنعقد قمة عربية إسلامية استثنائية مشتركة اليوم في العاصمة السعودية لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة .
واستشهد منذ بدء العدوان 10328 فلسطينيا بينهم 4237 طفلا و2719 نساء، فيما وصل عدد المصابين إلى 25956، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
ومع استمرار العدوان الهمجي، توقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، إما بسبب القصف أو نفاد الوقود.
وقال المحلل السياسي منير دية، أن “الشعوب العربية والإسلامية تتطلع لموقف جريئ يصدر عن القمة يتم من خلاله وقف اطلاق النار فوراً وفتح معبر رفح بشكل كامل لإدخال المساعدات الإنسانية دون قيد او شرط والبدء في مفاوضات لتبادل الاسرى والمحتجزين و الاتفاق على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بأسرع وقت كطريق وحيد لحل الصراع “.
ويرى دية أن ما شاهده العالم من جرائم حرب ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة تجاوزت كل القوانين والأعراف الدولية يفرض على القمة العربية موقفاً مختلفاً تماماً عما كان يصدر في القمم السابقة ويعطي مبرراً لتصعيد لهجة الخطاب والتلويح بإلغاء اتفاقيات السلام الموقعة مع بعض الدول العربية وقطع العلاقات بشكل كامل مع هذا الكيان واستخدام جميع أوراق الضغط لوقف الحرب”.
وكانت وزارة الخارجية السعودية أعلنت مساء الجمعة، عن قرار عقد (قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية) بشكلٍ استثنائي اليوم، عوضا عن “القمة العربية غير العادية” و”القمة الإسلامية الاستثنائية” اللتين كانتا من المُقرر أن تُعقدا في التاريخ نفسه.
وبررت الخارجية السعودية القرار بالقول، أنه “يأتي ذلك استشعارًا من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موّحد يُعبّر عن الإرادة العربية الإسلامية المُشتركة بشأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهتها واحتواء تداعياتها”.
وأكد دية في تصرحات لـ”البوصلة“، أن “الكثير من الدول العربية تمتلك علاقات سياسية واقتصادية مع دول العالم ويجب استغلال هذا الجانب لحشد تأييد دولي يجبر إسرائيل على وقف الحرب فوراً فاستمرار هذه المجزرة تهديداً لأمن المنطقة باسرها وستدفع شعوب العالم ثمن هذا العنف”.
وأشار إلى الإجراءات الرسمية للمملكة لمحاولة وقف العدوان الصهيوني ومخططاته قائلا، “الأردن اعلن الحرب مبكرا على الكيان الإسرائيلي اذا اقدم على تهجير الفلسطينيين او نقل الحرب الى الضفة الغربية وقاد جلالة الملك جهوداً دبلوماسية كبيرة لوقف الحرب وإدخال المساعدات وكان الموقف الأردني متقدماً على الكثير من المواقف ،وكان لوزير الخارجية ايمن الصفدي صوتاً معبراً عن ضمير الأردنيين والذي وصل لعواصم العالم ووضع النقاط على الحروف”.
,طالبت حركة حماس، الجميع وبالأخص الدول العربية والإسلامية بالتحرك العاجل والضغط على الإدارة الأمريكية لوقف العدوان وفتح المعابر وإدخال المساعدات وتسهيل خروج الجرحى.
قال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إنه “يجب وقف الحرب الإسرائيلية على مستشفيات قطاع غزة”.
وكتب غريفيث، في تدوينة عبر منصة “إكس” (تويتر سايقا)، أن “التقارير المروعة عن قصف مستشفى الشفاء في غزة اليوم تؤكد تعرض حياة آلاف المرضى والعاملين والنازحين للخطر”.
