رؤساء مستوطنات الشمال: فقدنا الاتصال مع نتنياهو

رؤساء مستوطنات الشمال: فقدنا الاتصال مع نتنياهو

رؤساء مستوطنات الشمال: فقدنا الاتصال مع نتنياهو

للمرة الأولى منذ بضعة أسابيع، سمعت أمس علامات من تفاؤل حذر في إسرائيل بخصوص احتمالية إحراز تقدم في المفاوضات حول صفقة تبادل مع حماس. يبدو أن التغيير حدث نتيجة جهود أمريكية جديدة للتوصل إلى اختراقة في المفاوضات. يقود هذه الجهود رئيس الـ سي.آي.ايه وليام بيرنز، ويشارك فيها مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط بيرت ماكغورك. أمس، سافرت بعثة لحماس إلى القاهرة برئاسة المكتب السياسي إسماعيل هنية، ويتوقع إجراء اتصالات مع كبار رجال المخابرات المصرية. مصر وقطر تشاركان في الجهود الأمريكية الجديدة. وقالت بعثة قطر أمس إن الأدوية التي نقلت إلى القطاع قبل بضعة أسابيع في عملية تم تنسيقها مع إسرائيل، بدأت تصل إلى المخطوفين المحتجزين لدى حماس.

تتقدم المفاوضات الآن في عدة بنود رئيسية، منها “البند الرئيسي” – العلاقة بين عدد المخطوفين الإسرائيليين الذين سيطلق سراحهم، وعدد السجناء الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم في المرحلة الأولى، ومدة وقف إطلاق النار التي سترافق نبضات إعادة المخطوفين وإبعاد انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع خلالها. تركز الإدارة الأمريكية جهودها في محاولة للتوصل إلى صفقة قبل بداية رمضان، الذي سيبدأ بعد ثلاثة أسابيع، في 10 آذار.

بدأت في القطاع نفسه، هذا الأسبوع، عملية هجوم جديدة تديرها الفرقة 162 في شمال القطاع بواسطة طاقمين قتاليين لوائيين، اللذين اجتاحا منطقة حي الزيتون شرقي مدينة غزة. هذه مناطق عمل فيها الجيش الإسرائيلي في كانون الأول، لكن المطلوب الآن اقتحام جديد لمنع محاولة حماس إعادة بناء كتيبة لها سبق أن دمرها الجيش في القتال. وثمة معارك محلية تستمر أيضاً في قطاع الفرقة 98 في خانيونس. والجهود هناك تركز على هزيمة الكتيبة الأخيرة في خانيونس غربي المدينة، إضافة إلى الاستمرار في ملاحقة السنوار في أنفاق المنطقة.

وأصدر رئيس الأركان هرتسي هليفي، أمس، ورقة تعليمات حربية لجنود الجيش الإسرائيلي تطرق فيها إلى “التحديات التي تواجهها القيادة في الحرب الطويلة”، كتب فيها: “نتصرف كبشر، ونحافظ -خلافاً للأعداء- على الصورة الإنسانية. علينا أن نحرص على عدم استخدام القوة دون حاجة لذلك، وعدم أخذ أي شيء ليس لنا، تذكاراً أو قطعة سلاح، وعدم تصوير أفلام انتقام. لسنا في حملة قتل وانتقام أو إبادة شعب. جئنا لننتصر ونهزم عدواً وحشياً يستحق الهزيمة”. كل هذه الأقوال جديرة ويجب أن تقال، لكن يبدو أنه كان يجب نشرها قبل فترة طويلة على خلفية عدد من الظواهر التي تم الكشف عنها خلال القتال.

       العلاقة متفجرة

عاموس هوكشتاين، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن الأزمة على الحدود مع لبنان، قال أمس إن قرار حزب الله عدم وقف إطلاق النار في الشمال قبل إنهاء الحرب في قطاع غزة يصعب على جهود تسوية الأزمة. وحسب هوكشتاين، فإن استمرار القتال يفاقم خطر تدهور المواجهة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله إلى نزاع أوسع.

منذ تشرين الثاني، مع سلسلة جولاته في المنطقة، يحاول هوكشتاين التوصل إلى حل يشمل وقفاً لإطلاق النار وفتح حوار جديد بين إسرائيل ولبنان حول نقاط الخلاف في مسارات خط الحدود المشتركة وإبعاد رجال حزب الله عن الحدود. في نهاية تشرين الثاني، عندما تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع في إطار صفقة التبادل الأولى، أوقف حزب الله إطلاق النار، لكن حزب الله جدد الإطلاق بعد أسبوع عندما انهارت الصفقة في القطاع، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف إطلاق النار.

الأمريكيون على قناعة بأن إسرائيل وحزب الله وأسياده في إيران أيضاً، غير معنيين بالتدهور إلى مواجهة إقليمية شاملة. ولكن العلاقة التي أوجدها رئيس حزب الله بين الساحتين تحافظ على نار المواجهة في الشمال وتزيد خطر خروج الأمور عن السيطرة. أمس، نشر في لبنان عن مهاجمة أهداف كثيفة بعد يوم على مهاجمة صيدا، كانت الأهداف هذه المرة في مناطق جنوبية أكثر، وشملت مخازن لحزب الله. تعتقد إسرائيل أن إطلاق الصواريخ على قاعدة قيادة المنطقة الشمالية في صفد الأسبوع الماضي، التي قتلت فيها جندية، لم يكن من قبل حزب الله، بل من شريكته حركة أمل. مع ذلك، دعم حسن نصر الله هذه العملية كي لا يخلق أي شرخ في الجبهة بينه وبين حركة أمل والمنظمات الفلسطينية في جنوب لبنان، مثل حماس والجهاد الإسلامي. في نهاية الأسبوع الماضي، ارتفع التوتر في المنطقة بشكل كبير حول زيارة قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، لبيروت. بعد ذلك، تبين أن هدف الزيارة هو ضمان انضباط ما لنشاطات حزب الله كي لا تتدهور المنطقة إلى حرب شاملة.

مصادر في إيران قالت لصحيفة “واشنطن بوست” إن طهران غير معنية بحرب إقليمية تشارك فيها الولايات المتحدة، وأنها تعمل على تأكيد عدم خروج عمليات حزب الله عن السيطرة. في لبنان خوف كبير من حرب يرافقها دمار كبير للبنى التحتية وقتل حاشد للمدنيين. حسن نصر الله حساس بشكل خاص الآن لقتل المواطنين اللبنانيين في الهجمات الإسرائيلية. في كل مرة يحدث فيها ذلك، يحاول حزب الله توجيه النار نحو المستوطنات المدنية الإسرائيلية لجباية ثمن مشابه من القتلى.

رئيس مستوطنات خط المواجهة، موشيه دافيدوفيتش، قال للصحيفة أمس إنه وبعد أربعة أشهر ونصف من قتال الحكومة والجيش، لا يوضحون للسكان خططهم ولا يضعون جدولاً زمنياً مخططاً أو مقدراً لإعادة سكان الحدود الشمالية إلى بيوتهم. دافيدوفيتش الذي يشغل أيضاً رئيس المجلس الإقليمي “متيه آشر” على الحدود مع لبنان، أضاف بأن الحكومة تخشى من أن تعد السكان بالأمن، لذا تطلق تصريحات غامضة وتختبئ وراء الجيش.

“رئيس الحكومة، نتنياهو، كان هنا وضرب على الطاولة ووعد بأن يعدّ وزير المالية خطة اقتصادية تهتم بنا خلال عشرة أيام”، قال. “منذ ذلك الحين، مر 45 يوماً ولم يحدث شيء. ليس السنوار وحده من قُطع معه الاتصال، وبيبي أيضاً”. وقد وصف الأجواء السائدة في أوساط السكان بـ “الخوف الفظيع”. وحسب قوله: “من الواضح لنا جميعاً أن حزب الله يمكنه فعل أمور أسوأ من الأمور التي فعلتها حماس في 7 تشرين الأول”.

القدس العربي

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: