رئيس “شورى الإخوان”: استمرار المقاومة وتصاعد قوتها يشكل الضمانة لحل عادل للقضية الفلسطينة

رئيس “شورى الإخوان”: استمرار المقاومة وتصاعد قوتها يشكل الضمانة لحل عادل للقضية الفلسطينة

أكد أن من لا يمثل ضمير الأمّة وتاريخها ودينها وعقيدتها لن ينتصر على عدوٍ في معركة

عمّان – البوصلة

أكد رئيس مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين جميل أبو بكر بأنّنا نعيش اليوم في ظلال انتصار حقيقي يتحقق لأول مرة منذ بدء الصراع العربي الصهيوني عام 1948، مشددًا على أنّ “عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر وما أنجزته من نصرٍ أسطوريٍ كانت موفقة في أدائها وتنفيذها ونتائجها”.

وقال أبو بكر خلال مقابلة في برنامج “استوديو اليرموك”: إنّ غالبية الخبراء يجمعون على أنّ العملية شكلت منعطفًا تاريخيًا ومحطة فاصلة بين الحق والباطل وبين العدوّ الصهيوني الغاصب وبين المقاومة الفلسطينية صاحبة الأرض والحق.  

ولفت إلى أنّ الكيان الصهيوني بإجرامه المتواصل في غزة وكل الأراضي المحتلة يسعى لإفراغ فلسطين من أهلها حتى يستطيع إقامة دولته اليهودية النقية، التي ما هي إلا أضغاث أحلام لن تتحقق بإذن الله.

وأضاف أنّ الكيان الصهيوني يواصل إجرامه ومجازره مستمرة في الضفة وغزة منذ زمن من خلال القتل المباشر والقتل البطيء عبر حصار مستمر منذ أكثر من 17 عامًا.

وأشار أبو بكر إلى أنّ “الرسالة الحقيقية من هذا النصر التاريخ كيف أمكن تحقيق هذا الإنجاز في طوفان الأقصى الذي اقترب من “الأسطورة”.

وقال إنّ السر الحقيقي وراء هذا النصر يكمن في المنهج الأساسي للمقاومة الذي تمثل في “الإعداد” كما قال الله تعالى: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوكم، من خلف هذا الإعداد كان صمود الشعب الفلسطيني الإعجازي بعد كل هذه المجازر والدماء النازفة.

ولفت أبو بكر إلى أنّ “من نتائج المعركة التي ظهرت جلية ولفتت الأنظار الأعداد الهائلة من حفظة القرآن الكريم التي تمّ تخريجها خلال الأشهر السابقة”.

ومن الأشياء اللافتة وإحدى علامات النصر المحقق التي يراها أبو بكر، “السر في الصورة الاجتماعية الراقية التي رسمها أهل غزة خلال الحرب فلم نرى من يتذمّر أو يسخط ولم نرى من يمد يده أو يسرق، بل رأينا مجتمعا في قمة التكافل والعزة والكرامة والنخوة والنجدة والعون للضعيف والمصاب وعائلات الشهداء”.

وقال أبو بكر: إنّه لا يوجد حتى اللحظة عامل تجميع وتوحيد للأمة كفلسطين والأقصى وغزة والمقاومة التي لم يختلف عليها أحد ووحدت خطاب الأمّة.

المقاومة حياة للقضية الفلسطينية

وشدد على أنّ “كل محاولات التطبيع وخدمة المشروع الصهيوني والاتفاقيات الإبراهيمية واتفاقيات السلام فشلت أن تقتل القضية الفلسطينية”، مؤكدًا في الوقت ذاته على أنّ “المقاومة وحدها القادرة دائمًا على إبقاء القضية الفلسطينية حية في نفوس العالم أجمع وحاضرة في المنابر الدولية”.

وتساءل أبو بكر: “هل دولة الكيان بحاجة لكل هذا الحشد الدولي أمام 2 مليون مواطن أعزل ومقاومين بأسلحة خفيفة؟”، مستدركا بالقول: ” أم أنّ ما يجري يكشف التحالف الصهيوني الصليبي ضد الأمة كلها لدعم المشروع الصهيوني القائم في المنطقة لخدمة المصالح الغربية، وإبقاء حالة الضعف والهوان التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية”.

 وشدد على أنّ “صاحب الحق دائما هو الأقوى إذا ما استمسك بحبل الله واستعان به كما فعل أهل غزة”.

وحول الآثار التي يمكن أن تؤدي إليها معركة طوفان الأقصى، استبعد أبو بكر أن تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية فهذا الأمر بحاجة لمعركة طويلة، لكنّه لم يستبعد أن تفضي إلى “مسار سياسي” يمكن تحقيق مكتسبات كبيرة من خلاله لغزة وفلسطين.

ونوه أبو بكر إلى أنّه لا بد أن يرفع العالم شعار “حل الدولتين” بعد المعركة وهو المسار الذي ثبت فشله عبر السنين، وتعيد أمريكا والمجتمع الدولي تدويره دون فائدة بعد كل معركة في غزة.

ولفت إلى أنّ “اتفاقيات السلام العربية مع الاحتلال اتسمت بغياب الرؤية ووهم الحفاظ على الذات، وبعض المصالح التي لم تتحقق والوعود الواهمة التي لم يتم ولن يتم إنجازها”.  

المقاومة نموذج عظيم

وأشاد أبو بكر بالمقاومة التي قدمت تضحيات كبيرة وخطابًا يلامس شغاف قلوب الأمة، وهو الأمر الذي يعكس منهجها الوطني الصحيح”.

وشدد على أنّ المقاومة نموذجًا نموذجا غير مسبوق في التضحية والإقدام والمصداقية أمام الأمة بهذه الصورة العظيمة المتكاملة التي كان ثمنها الدم الغالي.

وأكد أبو بكر أنّ ما قامت به المقاومة يوم السابع من أكتوبر لكل صاحب قرار وكل من يحكم وكل من يحمل مشروع لا يحمل بصمات الأمة وتاريخها ودينها وعقيدتها لن يحقق النصر، وشدد على أنّ الذي يخوض معركة ضد ضمير الأمة لن ينتصر في معركة مع عدوه.  

كما أشاد بخطاب الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، لافتا إلى أنّه يعكس حالة المقاومة وما تمثله من رقيّ وخطاب متقدم ومنهج أخلاقي عظيم.

وحول فيديو الأسيرات لدى كتائب القسام الذي بثته الكتائب، قال أبو بكر: إنّه يعكس أخلاق المقاومة وقدرتها على التحكم في المشهد بدقة هائلة وقدرتها الإستراتيجية على استثمار نقاط الضعف في عدوها، مؤكدًا على أنّه شكل ضربة للجتمع الصهيوني وحكومته وزاد هوة الخلاف وانعدام الثقة بينهم.

وأوضح أبو بكر أنّ المقاومة تخوض اليوم معركة سياسية ومعركة عسكرية بشكل متوازي وبكل اقتدار.

انحياز أمريكي متواصل

وفيما يتعلق بإمكانية تحول الخطاب الغربي وتراجعه عن دعم الكيان الصهيوني بعد مرور هذه الفترة الطويلة على المعركة قال أبو بكر: لا أتوقع أن تتراجع أمريكا عن تقديم كل ما يريده العدو الصهيوني منها من سلاح وعتاد ودعم مادي ومعنوي.

واستدرك بالقول: الخطاب الأمريكي مؤخرا أبقى على مسافة من حيث رفض استهداف المدنيين، لكنها ما زالت تضغط بكل قوتها على أي طرف آخر يمكن أن يدعم المقاومة وتقف في وجهه.

ولفت إلى أنّ أمريكا أعطت فرصة للاحتلال لخوض حرب برية لكنه لم يقدم أي إنجاز يذكر، ولذلك هي تريده أن يتوقف عند نقطة معينة لكنها في الوقت ذاته لا تريده أن يخسر ويظهر فشله العسكري، وخطورة انعكاس ذلك على الجبهة الهصيونية الداخلية وانهيارها.  

ولفت إلى أنّ أمريكا ما زالت بخطابها الحالي تريد إقناع أصدقائها في المنطقة أنها تختلف عن الكيان الصهيوني ويمكن أن تلعب دورًا في الوصول إلى حلول من الممكن أن ترضي الجميع وهذا ما ثبت فشله خلال العقود الماضية لا سيما وأنّها طرف لم يكن نزيها يوما بل واصل انحيازه السافر للكيان الصهيوني.

وختم أبو بكر حواره بالتأكيد على أنّ استمرار المقاومة وتقدمها وتصاعد قوتها واستمرار الدعم الشعبي لها وتجميع قوة الأمة بكل أشكال التحالفات وتغيير النهج السابق وتصليب المواقف وزيادة أوراق القوة هو الذي يمكن أن يضمن لنا الوصول لحلٍ عادلٍ للقضية الفلسطينية، وما غير ذلك هو ضياع للوطن.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: