رمضان اقترب.. فهل نحن مستعدون؟

رمضان اقترب.. فهل نحن مستعدون؟

البوصلة – بدأ العدّ التنازليّ ‏في أيّامنا هذه بشتى بقاع العالم ‏للاستعداد للضيف الحبيب رمضان

وبدأ تنافس العديد من المحلات والشركات في أنواع العروض التجارية وأشكالها مستغلين عاطفة الناس في الشرق والغرب تجاه هذا الموسم والشهر الفضيل

ولا بأس بنوع من الإعداد ‏والاستعداد خاصة لمن لديه أطفال صغار يريد أن يجِد لهم البديل الجميل عما يرونه ويواجهونه طوال العام من احتفالات ومغريات بشتى أنواع الأفكار و الديانات والمعتقدات.

وذلك لا يخلو من زينة معقولةٍ مقبولةٍ أو تجهيز لأكلاتٍ معينة

أو لألبسة تقليدية يعتزُّ بها أهل كلّ بلد بقدوم هذا الشهر العظيم

رمضان اقترب.. فهل نحن مستعدون؟؟

لكن نجد في ظلّ هذه المتسارعات الازدحام التجاريّ البحت و الملصق في كثير من الأحيان بما لا يليق أو يتعلق برمضان بحال من الأحوال !!

وربما قد يدخل بعضها في التجسيم و التصنيم والشرك من حيث لا نعلم. متغافلين ومتناسين الهدف الحقيقيّ من تلك الثلاثين يومًا الرمضانية.

و تلك المدرسة الربانية التي كان يستعدّ لها السلف الصالح بستة أشهر سالفة ويطلبون من الله قبولها بستة أشهر خالفه

فما لذلك فرض الله صيام رمضّان! وما لذلك أُسيء فهمه وفقهه الذي لأجله شُرِع

رمضان اقترب.. فهل نحن مستعدون؟؟

الاستعداد لرمضان

إنَّ الاستعداد والعدّة الحقيقية المطلوبة هي إعداد النفس وتزكية القلب و وشحن الهمة

وتغيير الطباع نحو الأفضل و الاقتداء بسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلّم في هذه الأيام الفضيلة

والحرص على السنن والنوافل والرواتب وعلى أذكار الصباح والمساء وكسب أكبر عدد ممكن من الحسنات والختمات القرآنية المباركة

لأنّها مزرعة والحصاد رمضان فأنت تزرع في نفسك كلّ طيب وجميل لتحصُد بركاته في اليوم نفسه وربّما بعد أيّام وربّما عند استلام جائزتك من ربّك بعد أداء صلاة العيد

رمضان اقترب.. فهل نحن مستعدون؟؟

إنَّ استعدادنا وإعداد أولادنا وتفقيههم وتعميق معنى صيام رمضان لديهم لهو لبُّ الشرع الحكيم في تشريع تلك العبادة الجليلة وما طريقة صومه ويومه صلى الله عليه وآله وسلم بمخفية عنَّا

ولا طريقة أصحابه الكرام ولا سلفنا الصالح الذين هم كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم

في حينِ وضعنا نجومنا الحقيقية في زماننا هذه جانبًا واتخذنا مفرقعات لا تلبث أن تحترق وتكون ذرًّا مع الرياح. فكما قال الله تعالى في ختامِ آيةِ الصوم (لعلكم تتقون) البقرة 183

تلك الخلاصة لفرضيّة هذه العبادة و لخيريّتها، هي (صناعة التقوى)

والوصول إلى شعور ربانيّ بينك وبين الله سبحانه وتعالى لا يشاطرك فيه أحد ولا يعلم عنه مخلوق

رمضان اقترب.. فهل نحن مستعدون؟؟

لذلك جاء في الحديث القدُسيّ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَسْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ “«وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» (رواه البخاري ومسلم).

ندعو الله في أيّامنا هذه ونحن نستعدّ بشحذِ نفوسنا وتقويمها وإصلاح ما بيننا وبين الله فنقول ( اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي لرَمَضَانَ، وَسَلِّمْ رَمَضَانَ لِي، وَتَسَلَّمْهُ مِنِّي مُتَقَبَّلًا )
آمين يا ربّ العالمين

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: