سرحان: “التباعد الجسدي الوقائي” لا يضعف التكافل الاجتماعي

سرحان: “التباعد الجسدي الوقائي” لا يضعف التكافل الاجتماعي

عمان – البوصلة

أكد مدير جمعية العفاف مفيد سرحان أنه ومع ظهور وباء “كورونا” شاع استخدام مصطلح “التباعد الاجتماعي” عالميا ومحليا، كوسيلة لمنع انتقال هذا الوباء ومنع انتشاره؛ إلا ان هذا التباعد لم يؤثر على متانة علاقاتنا الاجتماعية وقوتها، مشددًا على أن “هذه العلاقات في كثير من الحالات قد ازدادت قوة”.

وقال سرحان: العادات الاجتماعية هي حصيلة موروث ثقافة المجتمع يتناقلونها جيل بعد جيل، وهي تأخذ طابع القداسة عند البعض، وتغيير العادات الاجتماعية أمر صعب وبطيء، ويحتاج إلى وقت.

وتابع حديثه: وفي مجتمعنا الأردني كثير من العادات الاجتماعية، بعضها جيد إيجابي وبعضها غير ذلك. ومن هذه العادات ما يرمز إلى المحبة والاحترام، كالجلوس بجانب الآخر في المجلس والمصافحة عند اللقاء، وعدم التقدم على الآخر عند المشي.

وأكد سرحان على  أن انتشار فايروس كورونا وما صاحبه من حملات توعية مكثفة محليا وعالميا تقوم عليها الجهات الصحية وتتناقلها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، بهدف الوقاية من هذا الوباء. منوهاً إلى أنه كان التركيز عل ضرورة التباعد الجسدي بين الأشخاص، داخل المنزل أو خارجه،  عند الجلوس أو المشي أو التسوق أو الاصطفاف في الطوابير أمام المحلات التجارية والبنوك والمخابز وغيرها إضافة الى عدم المصافحة ولمس الأشياء.

وشدد على أن الهدف هنا وقائي يقوم على قاعدة” أن يتعامل كل إنسان مع الناس على انهم مصابون، ويعامل كل الناس على أنه مصاب” وهذا السلوك دليل وعي وحرص على صحة الفرد والأسرة والمجتمع.

وأشار إلى أن هذا السلوك غير مكلف ماديا، بل الإلتزام به كما يؤكد أهل الاختصاص من أكثر  الأسباب التي تمنع إنتشار  الوباء.

وأضاف سرحان: الأمر الإيجابي الذي يعكس الصورة المشرقة لمجتمعنا الاردني أنه مع التزام الكثيرين بالتباعد الجسدي إلا ان ذلك لم يضعف من مشاعر المحبة بين الأشخاص سواء داخل الأسرة أو خارجها. بل على العكس من ذلك فإن هذه الظروف قد زادت  قلوب الناس قربا ومشاعرهم توحدا. فالجميع يعيش في مركب واحد. عدوهم هذا الوباء الخطير .

وتابع سرحان حديثه بالقول: نرى التكافل الإجتماعي في أبهى صوره ويأخذ صورا متعددة منها تفقد الأقارب والأصدقاء  والجيران من خلال وسائل التواصل الاجتماعي للاطمئنان على صحتهم واوضاعهم المالية، وانطلاق العديد من المبادرات الشعبية والاستعداد الكبير لتقديم العون والمساعدة، مع الإلتزام بالاحتياطات الوقائية.

واستدرك بالقول: كما ان الظرف الحالي دفع الكثيرين الى مراجعة انفسهم والتسامي على الخلافات وتجاوزها. بإعتبار أن هذا الظرف الاستثنائي يتطلب التضامن والتعاون والتكافل، لا التباغض والكراهية. كما أن الشعور بأن هذا الوباء يمكن أن يصيب أي شخص سارع في تجاوز الكثير من الناس عن أخطاء الآخرين  وإنهاء القطيعة معهم.

وأعاد سرحان التأكيد على أن: مصطلح “التباعد الاجتماعي”، المقصود منه التباعد الجسدي بين الاشخاص.   ويزيد:  في هذا الظرف لا نريد أن نختلف حول المصطلح أو دلالاته؛ إلا  أنه من المهم التأكيد أن التباعد لا يعني النفور، وأن تباعد الأجساد الهدف منه الوقاية من “كورونا” والحرص على النفس وعلى الآخر  والمجتمع، وأن التباعد الجسدي لا يحمل أي معنى سلبي تجاه الآخرين،  والتباعد الجسدي الوقائي لا يعني العداء مع أفراد الأسرة والأقارب أو الزملاء والمجتمع.

وقال: خلال الفترة السابقة لمس الجميع أن التباعد الجسدي قد ساهم في زيادة التعاضد الاجتماعي خصوصا مع فرض حظر التجول وعدم السماح للتنقل بالسيارات.  حيث  التواصل عن بعد للاطمئنان على الآخرين، وتقديم المساعدات للفقراء او من إعتمد دخلهم على العمل اليومي.

وختم سرحان بالقول: ان مجتمعنا الأردني الخير لن يزيده التباعد الجسدي إلا مزيدا من التعاضد الاجتماعي وظهور صور جديدة من التكافل. وتجذر للقيم الأصيلة.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: