سرحان: العيدية تقليدٌ اجتماعيٌ ينتظرها الصغار ويفرح لها الكبار

سرحان: العيدية تقليدٌ اجتماعيٌ ينتظرها الصغار ويفرح لها الكبار

عمّان – البوصلة

يترقب المسلمون في كافة أقطار العالم حلول أيام عيد الأضحى المبارك بفارغ الصبر بما فيها من خيرٍ وبركةٍ وفرح، لا سيما الأطفال الصغار والنساء وهم ينتظرون ما سيقدم لهم من “عيديات” تدخل السعادة والسرور على نفوسهم جميعًا.

يقول الخبير الاجتماعي مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان، في تصريحاته لـ “البوصلة”: إنّ العيدية عادة اجتماعية متوارثة وهي جزء من فرحة العيد خصوصاً عند الأطفال، حيث ينتظر الأطفال قدوم العيد بفارغ الصبر، وهي من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد، فهي عادة جميلة تحمل معاني الود والحب والتكافل الاجتماعي والحرص على إسعاد الآخرين.

ويتابع بالقول: إنّ العيدية كلمة عربية نسبة إلى العيد، وهي تحمل معنى العطف والعطاء، ويُعتقد أن عادة العيدية ترجع إلى عصر المماليك، حيث كان السلطان المملوكي يصرف راتباً مناسباً في العيد للجنود وغيرهم ممن يعملون معه، وفي العصر العثماني أخذت العيدية أشكالاً متعددة منها النقود والهدايا، واستمر توارث هذه العادة حتى أيامنا هذه.

ويقول سرحان: العيدية تساهم في زيادة الفرح والسرور لدى الشخص سواء الصغير أم الكبير، فالأطفال ينتظرون العيدية منذ الصباح حيث يبدأ الأب بتقديم العيدية لأبنائه والجد لأحفاده، وكذلك الأعمام والأخوال الذين يسكنون في أماكن متقاربة ومنذ صباح يوم العيد.

ويضيف: اعتاد بعض الأطفال على زيارة الجيران منذ صباح يوم العيد لأخذ العيدية، وإن كانت هذه العادة بدأت بالتلاشي نظراً للظروف الاقتصادية وطبيعة العلاقات الاجتماعية الضعيفة بين الجيران.

كما أن الأطفال يشاركون الكبار في الزيارات طمعاً في كسب مزيداً من العيديات، وكذلك فهم يجتمعون للسلام على كل من يأتي للبيت ليقدم التهنئة لذويهم.

بل إنهم يتباهون فيما بينهم ويتنافسون من جمع عيدية أكبر من غيره.

ويقول سرحان: إن العيدية ليست مقتصرة على الأطفال بل تشمل الأخوات وبنات الأخ وبنات الأخت والعمات والخالات والأجداد عند بعض الأسر. وهي تقدم لهم على شكل نقود أو هدية، ومها كانت قيمتها فإن لها أثراً كبيراً في النفس.

ويؤكد سرحان: في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ربما تشكل العيدية عبئاً على الكثير من الأسر، وهنا لا بد أن توازن الأسرة بين حرصها على إدخال الفرح والسرور على قلوب الآخرين

وخصوصاً الأطفال، وبين قدراتها المادية المتاحة، مع عدم إغفال الجانب المعنوي الذي يترك أثراً كبيراً في النفس، وهو تبادل مشاعر الحب والفرح والدعاء للآخرين.

ويبين أن من واجب الأهل تدريب الأبناء على الاستفادة من العيدية وجمعها لشراء بعض الحاجيات النافعة والضرورية لهم، لا أن تكون سبباَ وموسماً للبذخ والمصروف غير المبرر وشراء ما لا ينفع، أو استخدامها لشراء الألعاب النارية والمفرقعات التي ربما تؤدي إلى الضرر، وأن يتحول العيد – لا قدر الله- من مناسبة فرح إلى مناسبة حزينة.

ومن الواجب تذكر أبناء الفقراء والمحتاجين والأيتام لتقديم العيدية لهم لجعلهم يفرحون كما يفرح الآخرون.

ويؤكد سرحان في نهاية حديثه لـ “البوصلة” أن الفرح الحقيقي يكون بأداء العبادة والطاعة، والعيد يوم للتكافل الاجتماعي ومظهر من مظاهر الوحدة الإسلامية.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: