سرحان: لا شيء يعوض خسارة أرواح الأبرياء ومرارة وحسرة ذويهم

سرحان: لا شيء يعوض خسارة أرواح الأبرياء ومرارة وحسرة ذويهم

-الشعور بالمسؤولية تجاه النفس وتجاه الآخرين  واجب ديني والتزام أخلاقي

-ضرورة تعزيز الرقابة الذاتية عند الانسان

عمّان – البوصلة

عبّر الخبير الاجتماعي ومدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان في تصريحاته لـ “البوصلة” عن أسفه الشديد من مظاهر الاستهتار التي يمارسها البعض في مجتمعنا والتي أدت لحوادث أليمة أزهقت أرواح الأبرياء إمّا بإطلاق العيارات النارية تعبيرًا عن الفرح أو القيادة بتهور، مشددًا في الوقت ذاته على أنّه “لا شيء يمكن أن يعوض خسارة أرواح الأبرياء ومرارة وحسرة ذويهم”.

وقال سرحان: إنّ الشعور بالمسؤولية تجاه النفس وتجاه الآخرين وتحمل المسؤولية واجب ديني والتزام أخلاقي وهي سلوك قويم وممارسة عملية تحقق مصلحة الفرد والمجتمع بتوازن.

ولفت إلى أنّ “من أهم القيم الأخلاقية التي يجب تعزيزها قيمة تحمل المسؤولية وهي واحدة من أهم القيم الاخلاقية الإنسانية التي يجب ان يتمتع بها الإنسان في كل الظروف والأوقات”.

وشدد الخبير الاجتماعي على أنّ “تحمل المسؤولية من صفات الشخص الواعي المسؤول عن تصرفاته وأقواله في كل الظروف وأينما تواجد:.

وأكد أنّ “تحمل المسؤولية أمر ضروري لحياة الفرد كما هي للمجتمع والأمة والإنسانية”. 

تعزيز الرقابة الذاتية

وقال سرحان: لضمان تحمل الإنسان للمسؤولية يجب أن نعزز إبتداء مفهوم “الرقابة الذاتية” وهي الكفيلة بالالتزام في السر والعلن، لتصبح سلوك ذاتي، لأن الرقابة الخارجية الدائمة أمر غير ممكن وأن القوانين لوحدها لا يمكن ان تضبط السلوك.

ولفت في الوقت ذاته إلى أنّ “القانون مهما كان قويا وشاملا يمكن التحايل عليه، كما أن  العقوبات لوحدها لا يمكن أن تردع في كل الاحوال”.

وأوضح سرحان أنّ “من مظاهر عدم تحمل المسؤولية التي أصبحت تقلق الجميع قيادة السيارة بتهور وطيش وسرعة كبيرة دون الالتزام بقواعد المرور أو القانون مما يؤدي إلى حوادث خطيرة ومتكررة وخسائر في الارواح والممتلكات”.

واستدرك بالقول: “ليس فقط للمتسببين بل للآخرين من الأبرياء وممتلكاتهم”، مؤكدًا على أنّه “لا شيء يمكن أن يعوض خسارة ارواح الأبرياء ومرارة وحسرة ذويهم”.

ولفت إلى أنّ “التنصل من المسؤولية مظهر خلل عند الشخص ومرض اجتماعي تعود جذوره إلى عملية التربية منذ الصغر، ودور الأسرة في غرس هذه القيمة الاخلاقية وترجمتها عمليا  بما يتناسب مع المرحلة العمرية”.

وشدد على أنّ “تعزيز ذلك بالقدوة الحسنة من الآباء والأمهات ووعي المربين إلى دورهم في غرس هذه القيمة وتنميتها، ويؤكد أن عدم تعويد الأبناء على الاعتماد على الآخرين واللامبالاة وعدم الاعتماد على النفس”.

وأكد سرحان أنّ “تنمية الشعور بالمسؤولية هي مسؤولية الأسرة والمجتمع والمؤسسات التربوية”.

وختم حديثه لـ “البوصلة” بالقول: أنه من المفيد التوعية بأهمية التربية على تحمل المسؤولية، والتحذير من الآثار السلبية المترتبة على عدم تحمل المسؤولية ودراسة أسباب ذلك ومعالجتها، والعمل عل  تربية الجيل على تحمل المسؤولية.

من الجدير بالذكر أنّ حادث دهس وقع على الطريق الرابط بين بلدتي حوفا وقميم في محافظة إربد، أودى بحياة 6 أشخاص وأدى لإصابة آخرين بجروح خطيرة في ليلة الإثنين الماضي.

وأكدت إدارة السير أن سبب الحادث كان نتيجة استعراض وتهور غير مسؤول، حيث كانت مركبتين تتسابقان بسرعة جنونية على الطريق الرابط بين بلدتي حوفا وقميم.

كما أودى احتفالٌ بإطلاق العيارات النارية بحياة عريسٍ في ليلة زفافه بمعان، الأمر الذي دفع الأمن العام لإصدار بيانٍ شديد اللهجة تم افتتاحه بالقول: “بأي ذنب قتلوا عريسنا، نعم هو مَن نتحدث عنه، عريس معان حمزة الفناطسة، رحمه الله، هو من قتلناه بطيشنا، وجهلنا، وتعصّبنا لعادات لم تكن يوماً من عاداتنا، لكننا كذّبنا وصدّقنا كذبتنا بأن عشائرنا القديمة والأصيلة، والعرب العاربة، والمستعربة، والبائدة، كانوا يطلقون النار في أفراحهم، ولشدّة كذبنا قلنا: إنّ هذه العادة من صميم عروبتنا، ما أكبر جهلنا وما أكثر حزننا وما أشد مصابنا”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: