أكد أنّه جزء من إعداد الجيل وتربيتهم لمواجهة الاعداء
عمّان – رائد صبيح
أكد المختص الأسري والتربوي مفيد سرحان في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ المقاطعة سلاح اقتصادي فعال وهو بحاحة الى الاستمرارية وطول النفس، في ظل ما تواجهه الأمّة العربية والإسلامية من هجمة شرسة تستهدف دينها وأرضها ومقدساتها.
ولفت سرحان إلى أنّ الأمم والدول والمجتمعات لها مصالح وأهداف تسعى إلى تحقيقها بكل الوسائل المشروعة، وتحقيق المصالح والأهداف مطلوب في كل الظروف، وهذا يحتاج الى تظافر جميع الجهود الشعبية والرسمية وكلما زادت نقاط القوة لدى أي أمة أو دولة كانت قدرتها أكبر على تحقيق مصالحها وزاد نفوذها وحجم تأثيرها.
وشدد على أنّ المقاطعة واحدة من هذه الأسلحة التي تستخدمها الشعوب كما تستخدمها الدول وهي سلاح اقتصادي وهي سلاح ردع فعال في مواجهة الاخر لما له من آثار اقتصادية كبيرة، مما يعني التأثير على القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدول التي يتم مقاطعة منتجاتها. فالمؤسسات الاقتصادية ورأس المال من أكثر عوامل الضغط على القرارات السياسية بل هي الموجه لها في كثير من الأحيان.
وقال سرحان إنّ المقاطعة الشعبية تعبير مدني عن مواقف الشعوب وقناعاتها وهي إحدى أشكال الاحتجاج والتعبير عن الرأي والضغط لإجبار دولة او مجموعة دول على تغيير موقفها في قضية ما. او على الاقل التأثير على رأيها.
الاقتصاد ودعم الآلة العسكرية
وأوضح أنّه في حالة الحروب فأن الاقتصاد عنصر أساسي في دعم الآلة العسكرية وتقويتها وامدادها بأسباب الاستمرارية.
وأشار إلى أنّ المقاطعة الاقتصادية وسيلة ضغط على المؤسسات والشركات التي تقبل أعداد كبيرة من الناس. ليكون هؤلاء أداة ضغط على صانعي القرار في دولهم. او في الحد الأدنى لفت نظرهم إلى مواقف الدولة من قضية ما. وان هذا الموقف يتعارض مع مصالح الشعوب التي تتبنى المقاطعة.
وأكد سرحان أنّ المقاطعة سلاح قوي، وقد يماثل أو يزيد في بعض الأحيان عن الأسلحة العسكرية، وفي كل الأحوال فهو داعم ومكمل لها.
واستدرك بالقول: حتى الدول التي لا تمتلك إمكانيات عسكرية كبيرة تقابل بها أعدائها فأنها تمتلك في الأغلب سلاح المقاطعة مما يجعلها أكثر قوة وتأثيرا. وأنها تمتلك إرادة قوية، وهي رسالة قوية تنقلها للآخرين ووسيلة تأثير على القرارات والرأي العام.
ونبّه إلى أنّ المقاطعة أيضا لها آثار نفسية كبيرة على من يستخدمها كسلاح فهي تشعره بقوة الإرادة والاستعداد للتضحية وان عليه مسؤولية في مناصرة قضايا أمته وقضاياه. وان هذه المسؤولية ليست مطلوبة من الدولة فقط ومؤسساتها الرسمية والعسكرية.
المقاطعة وسيلة تربوية
وقال سرحان: إنّ سلاح المقاطعة لا يمكن أن يتحكم به أطراف خارجية وهو لا يحتاج إلى قرار رسمي.
ونوه إلى أنّ المقاطعة تجعل من القضية التي يتم العمل على مناصرتها حاضرة باستمرار وهي جزء من حياة الإنسان اليومية.
ومن جانب آخر أوضح سرحان بالقول: إنّ المقاطعة كذلك وسيلة تربوية عملية مهمة لتربية الأبناء على مناصرة قضايا أمتهم العربية والإسلامية وان يكون لهم دور فاعل.
وقال سرحان إنه وفي هذا العدوان الإجرامي المستمر منذ أكثر من ثلاثين يوما ضد أهلنا وإخواننا في قطاع غزة. والذي أدى الى استشهاد أكثر من عشرة آلاف شخص معظمهم من الناس والأطفال وتدمير آلاف البيوت وقطع الماء والكهرباء ومنع الدواء والغذاء والقطع المتكرر للاتصالات والإنترنت، تتنادى الشعوب للتعبير عن رفضها لهذا الإجرام من خلال المظاهرات والمسيرات والوقفات وغيرها من الوسائل. التي تؤثر على الرأي العام العالمي وترفع من معنويات الأهل في غزة.
الحاجة ماسة لسلاح المقاطعة
وأكد أنه في هذه الظروف تزداد أهمية سلاح المقاطعة الاقتصادية لمنتجات العدو ومنتجات الدول الداعمة له بالموقف والسلاح والمال خصوصا أن بعض هذه الدول تحمل العداء ليس فقط لأهالي فلسطين وغزة بل للعرب والمسلمين. وهي لا تخفي ذلك في مواقفها ليس فقط في هذا العدوان بل في مواقف متعددة.
وأوضح سرحان: أنّ مسؤوليتنا جميعا في تفعيل هذه المقاطعة والالتزام بها وعدم التقليل من شأنها وحث الآخرين على الالتزام بها لتكون جزء من واجبنا تجاه أنفسنا وتجاه أهلنا وإخواننا.
وشدد على أنّ دعم صناعتنا الوطنية وصناعات الدول العربية والإسلامية لتكون سببا في دعم اقتصادنا الوطني.
وأضاف بالقول: يجب أن نتذكر أن سلاح المقاطعة بحاجة إلى طول النفس والصبر والاستمرارية، وهو مطلوب في كل الظروف وليس فقط في ظروف الحرب والعدوان. لان مواقف الدول المعادية لأمتنا واضحة ومعروفة.
وختم سرحان تصريحاته لـ “البوصلة” بالقول: إنه يجب أن لا يكون كل واحد منا عونا وداعما لعدونا ومن يدعمه من خلال مساهمتنا في دعم اقتصاديات هذه الدول.
(البوصلة)
