“سيليكون فالي”.. أكبر انهيار مالي منذ 2008 يعزز المخاوف من رفع الفائدة في الأردن

“سيليكون فالي”.. أكبر انهيار مالي منذ 2008 يعزز المخاوف من رفع الفائدة في الأردن

البوصلة – محمد سعد

رسميا، أعلنت الجهات المنظمة للخدمات المصرفية في كاليفورنيا، الجمعة، عن غلق مجموعة وادي السيليكون المصرفية، والمسؤولة عن بنك وداي السليكون “SVB”، في أكبر انهيار مالي منذ الأزمة المالية العالمية 2008.

يعود غلق المصرف، إلى تعرضه لأزمة سيولة وعجز عن سداد فوائد الودائع، دفعته إلى بيع محفظة استثمارية وطرح أسهم في محاولة لتوفير الأموال.
واليوم الإثنين، سيفتح البنك أبوابه للمرة الأخيرة، حتى يتمكن أصحاب الودائع المؤمن عليها، من الحصول على أموالهم بحد أقصى 250 ألف دولار أمريكي.

وقال الخبير الإقتصادي منير دية أن بنك سيليكون فالي يعتبر من اكبر 16 بنك في الولايات المتحدة الامريكية وهو المقرض الرئيسي لشركات تكنولوجيا المعلومات والشركات الناشئة ومع نهاية 2022 كان يملك البنك اصولاً بقيمة 209 مليار دولار وودائع مصرفية تقدر ب 175 مليار دولار، ومع  ذلك  كان  البنك يحتاج  لاكثر من 2،25 مليار دولار سيولة نقدية  لسد الخسارة الناتجة عن بيع الاوصول والسندات الحكومية المتأثرة برفع أسعار الفائدة.

إقرأ أيضا: أرباح “ضخمة” حققتها البنوك الأردنية من رفع أسعار الفائدة وتوقعات باستمرارها

وأضاف دية في تصريحات لـ”البوصلة“، “خسر البنك اكثر من 60٪؜ من قيمة سهمه في أسواق التداول يوم الخميس أي ما يقارب 80 مليار دولار وانتشر الهلع في سوق الأسهم الامريكية والعالمية ويبدوا ان ما حدث لهذا البنك سيحدث لبنوك أخرى في ظل الخسارات المتتالية لسندات الخزينة بسبب رفع أسعار الفائدة المتواصل”.

ويؤكد دية أن “النظام المالي العالمي يتأرجح بعد رفع أسعار الفائدة الجنوني والمتزايد” واعتبرأنه تسبب باتساع الفجوة بين ما يدفعه البنك من فوائد على الودائع وما يأخذه من فوائد على القروض وأصبحت الأموال المودعة والتي زادت بشكل كبير لدى البنك وشكلت عبئاً إضافيًا في ظل تراجع القروض نتيجة تراجع الطلب على القروض بسبب ازدياد أسعاار الفائدة .

واعتبر ان ما يحصل في القطاع المصرفي الأمريكي يجب ان يكون تحذير واضح للبنك المركزي الأردني بأن يغير من سياستة في رفع أسعار الفائدة المستمر وبنفس النسب التي يرفعها الفيدرالي الأمريكي.

وقال دية “يكفينا 8 رفعات متتالية خلال الفترة الماضية لان البنوك المحلية لن تستطيع الاستمرار في دفع أرباح بنسب عالية للمودعين في ظل انكماش الطلب ودخول الكثير من القطاعات في ركود واضح وتخلف الكثيرين عن السداد بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها اقتصادنا الوطني”.

احتمال خفض اسعار الفائدة

بدوره توقع الخبير الاقتصادي عامر الشوبكي خفض رفع اسعار الفائدة من الفدرالي الامريكي مجدداً في ضوء الضغط على القطاع المصرفي، بسبب افلاس بنك “وادي السليكون” وافلاس بنك امريكي ثاني وهو سيغنتشر.

وقال الشوبكي في تغريدة له عبر تويتر، “وفي هذا بشرى سارة للمقترضين في الاردن والعالم وعلى مستوى ازمة الديون على اقتصادات الدول النامية وفي هذا بشرى سارة للمقترضين في الاردن والعالم وعلى مستوى ازمة الديون على اقتصادات الدول النامية”

وقال البيت الأبيض قبل أيام، إنه لن يتدخل في السياسات النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لكن عليه أن يتمهل فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة.

ويتجه المركزي الأميركي فيما يبدو لرفع الفائدة أعلى مما كان متوقعا بعد أن أظهرت بيانات حديثة تقدما أقل مما كان يأمله مسؤولو البنك في خفض التضخم.

وردا على سؤال عن تصريحات رئيس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول الثلاثاء بأنه سيكون من المناسب رفع أسعار الفائدة أكثر من المتوقع، وربما بوتيرة أسرع، قال مسؤول بالبيت الأبيض رفض الكشف عن هويته إن من المهم عدم الاعتماد كثيرا على بيانات شهر واحد.

وأضاف المسؤول “البيت الأبيض لن يتدخل في إدارة مجلس الاحتياطي الاتحادي.. لكننا نتعامل مع بيانات شهر واحد ويحتاج الناس إلى الجلوس لالتقاط الأنفاس”.

يعتمد البيت الأبيض على باول، وهو جمهوري معتدل، لتوجيه الاقتصاد نحو “هبوط سلس” للاقتصاد ينخفض فيه التضخم دون الوقوع في براثن الركود، فيما يستعد الرئيس الديمقراطي جو بايدن لحملة رئاسية ثانية تركز على توفير فرص العمل وزيادة الاستثمارات.

القصة من البداية

في العامين ونصف العام الماضيين (2020 – حزيران 2022)، شهد البنك تضخما كبيرا في الودائع لديه، من جانب العملاء، ومعظمهم من أصحاب المشاريع التكنولوجية الناشئة.
بلغت قيمة الودائع ذروتها بحلول منتصف 2022، حين بلغت قرابة 210 مليارات دولار، وكان البنك يستثمر هذه الأموال في السندات الأمريكية طويلة الأجل (لأجل 30 عاما في معظمها).

إقرأ أيضا.. قندح: رفع أسعار الفائدة سيكون لها تداعيات سلبية على هذه الفئات

كان البنك يقدم فوائد مرتفعة لأصحاب الودائع، كإحدى أدوات جذب السيولة إليه، لكن ما حصل لاحقا شكّل نهاية رحلة البنك.
منذ النصف الثاني 2022، ومع استمرار الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة منذ مارس/آذار 2022، حتى اليوم، هجرت ودائع من البنك، ليستثمرها أصحابها في السندات قصيرة الأجل.

السندات قصيرة الأجل حتى موعد استحقاق 3 شهور أو 6 شور، تجاوزت عائداتها 5 بالمئة، أي أنها مربحة أكثر من بقائها في البنك والحصول على عائد لا يتعدى 3.5 بالمئة.
أمام هذه السحوبات من الودائع، وجد البنك نفسه أمام أزمة سيولة تتمثل في عدم قدرته على الاستمرار في دفع فوائد على الودائع المتبقية، وسط تباطؤ الإقراض المصرفي بسبب ارتفاع أسعار الفائدة عالميا.

إقرأ أيضا.. خبير يحذر من مخاطر “الزحف نحو الودائع” مع توقعات إستمرار رفع أسعار الفائدة

كذلك، لم يعد بمقدور البنك تحمل سحب المزيد من الودائع من جانب العملاء، وهو تطور جاء بالتزامن مع انهيار بنك للعملات المشفرة في السوق الأمريكية وهو بنك “سيلفرغيت”، الأسبوع الماضي.
اضطر بنك “SVB” إلى بيع محفظة سندات بقيمة 21 مليار دولار، خسر فيها قرابة 1.8 مليار دولار، كما طرح أسهما بقيمة 2.25 مليار دولار، والهدف توفير السيولة.

فجر الجمعة، أصدرت وكالة موديز للتصنيف الائتمانية تقريراً خفضت فيه التصنيف الائتماني للبنك، نتج عنه ما يسمى مصرفيا بـ “Bank Run” أي هرع المودعون لسحب أموالهم.

الجمعة الماضية، أعلنت الجهات المنظمة تعليق تداول السهم بسبب انهياره بنسبة 60 بالمئة الخميس، وبنسبة تراجع 24 بالمئة في تعاملات ما قبل فتح البورصة، الجمعة.

تبع ذلك، إعلان الجهات المنظمة عن غلق المصرف، وتحويل وصايته إلى المؤسسة الاتحادية لتأمين الودائع التي ستتصرف في أصوله.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: