شهادات الأسرى المحررين تكشف عن فظاعات سجون الاحتلال بعد “طوفان الأقصى”

شهادات الأسرى المحررين تكشف عن فظاعات سجون الاحتلال بعد “طوفان الأقصى”

متعكزا على رفيقيه عن يمينه ويساره، بالكاد يستطيع الأسير المحرر محمد الخطيب (40 عامًا) من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، أن يخطو.

يعاني الخطيب من مشاكل صحية مزمنة في الظهر (انزلاق غضروفي حاد)؛ لم تشفع له، حيث كان ضحية من ضحايا جريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء)، التي كانت تنفّذها إدارة سجون الاحتلال بحقّه على مدار سنوات طويلة، قبل أن يطلق سراحه قبل عدة أيام فقط، وقد سرقت السجون أحلى سني عمره.

ومنذ عامين تحديدا، تصدر اسم الأسير الخطيب الذي اعتقل عام 2003، وحكم بالسّجن 21 سنة، كونه من أبرز الأسرى المرضى التي تعكس حالته مستوى الجريمة، وتفاصيل الإهمال الطبي الذي تعرض له، الذي تسبب له بصعوبة بالغة في الحركة، حتّى أصبح يعتمد على كرسي متحرك لتلبية احتياجاته.

وبكلمات ثقيلة قال الخطيب لمراسل “قدس برس”: “الحمد لله على نعمة الحرية… ما كنت متخيلاً أني أخرج عايش (على قيد الحياة)… الأسرى داخل السجون يموتون كل يوم ألف مرة، وما حدا سائل” وفق قوله.

ويشير أحد رفاقه – الذي عايشه لسنوات في سجون الاحتلال – إلى أن محمد دخل السجن في عنفوان شبابه وقوته وهو في الـ19 من عمره، “وكالآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني، أمضى زهرة شبابه وراء القضبان، وفي الزنازين الباردة جدا في الشتاء، حيث بدأ يعاني أوجاعاً وآلام كبيرة في قدميه، ولم يكن يوليه السجانون أي أهمية، حتى لم يعد قادرا على السير وحده”.

ويضيف “في النهار كان يتغلب محمد على أوجاعه، لكن ما أن يحل الليل حتى تداهمه بقوة ويبدأ بالصياح، ولا حل إلا بتناوله لكمية كبيرة من المسكنات، التي أصبحت ومع الوقت غير مجدية، أمام الألم الذي يشعر به… لكن المعضلة الكبرى كانت بسحب الاحتلال لتلك المسكنات، بعد السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، وهو ما ضاعف من حالته سوءا”.

3 أشهر عن 10 سنوات

شهادات الأسرى المحررين، كانت مرعبة، كتلك التي قدمها الأسير المحرر جهاد الشخشير من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، والذي أمضى 10 سنوات في سجون الاحتلال، وأفرج عنه بداية الأسبوع الجاري.

يقول لـ”قدس برس” إن “السنوات العشر التي عشتها في السجون في كفة، والأشهر الثلاثة الأخيرة في كفة أخرى، فهي أصعب من كل تلك السنين، لا أستطيع أن أصف لك ما مررنا به، ففي ساعات تغير كل شيء للأسوأ، وانقلبت الحياة في المعتقلات، وعشنا أياما لا توصف من شدة الكرب والمعاناة”.

وأضاف “كنا نتعرض لعمليات اقتحام لغرفنا من السجانين… حيث يدخل نحو 30 جنديا مدججين بالسلاح ومعدات القمع والعصي والصواعق الكهربائية إلى الغرفة، ويبدؤون بالضرب الجنوني على الرؤوس بالعصي دون هوادة ودون أن مراعاة لحالة بعض الأسرى إن كان مريضا أو كبيرا بالسن، ويبدأ الصياح الممزوج بنزيف الدماء الذي يغطي أرض الغرفة”.

وفي حال حاول أحد الأسرى مناقشة السجانين باللغة العبرية، فإنهم يستفردون به، وينهالون عليه بالضرب والركل لمدة قد تزيد أحيانا عن عشر دقائق متواصلة.

مجدو… نموذج للقمع

وكان “نادي الأسير” الفلسطيني قال، في أحدث بياناته، إن سجن “مجدو” شكّل أحد أبرز سجون الاحتلال التي شهد فيها المعتقلون عمليات تعذيب وتنكيل، كانت الأشد، إلى جانب ما جرى في سجن “النقب”، بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وأشار إلى أن “مجدو” يعتبر من السّجون المركزية التي يحتجز فيها الاحتلال المعتقلون، وبعد السابع من أكتوبر، خرجت عشرات الشهادات حول ما نفّذته قوات القمع التابعة لإدارة السّجون، إلى جانب وحدات من جيش الاحتلال، حول عمليات التعذيب والتنكيل الوحشية التي تعرضوا لها بشكل ممنهج وجماعي.

وذكر النادي أنه “إلى جانب الاعتداءات الوحشية والمروّعة في السّجن، فإن إدارة سجون الاحتلال تواصل نهجها في سياسة التجويع التي أثّرت في أوضاعهم الصحية، إضافة إلى البرد القارس الذي فاقم إلى حد بعيد من معاناتهم، وما يرافقه من حرمان الأسرى من توفير ملابس، وأغطية بدرجة كافية، عدا الاكتظاظ الشديد الذي تشهده الأقسام”.

وقال “بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ارتبط اسم سجن (مجدو) بارتقاء ثلاثة شهداء، نتيجة لعمليات التنكيل والتعذيب والجرائم الطبية، حيث ارتقى فيه كل من عمر دراغمة من طوباس، وعبد الرحمن مرعي من سلفيت، وعبد الرحمن البحش من نابلس.

(وكالات)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: