شيخ الأقصى يحذر من المخططات الصهيونية.. ويدعو الأمة لشدّ الرِحال

شيخ الأقصى يحذر من المخططات الصهيونية.. ويدعو الأمة لشدّ الرِحال

عمّان – البوصلة

قال رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح إن استمرار الكارثة الإنسانية التي يراقبها كل أهل الأرض في غزة يتماشى معها زيادة في التصعيد على المسجد الأقصى المبارك والتدرج بالمجاهرة وصولًا لتحقيق الأهداف من قبل الاحتلال الصهيوني.

وأضاف الشيخ رائد صلاح، في مقابلة له عبر فضائية اليرموك، مساء الإثنين، أن الاحتلال الصهيوني وعبر نشرات ورقية يوزعها باللغة العبرية يحاول فرض سياسة “دينية تلمودية” جديدة في المسجد الأقصى.

 وبين الشيخ، أن تلك النشرات يروج لها إعلاميًا ويعدّ لها أفلامًا وثائقية تحمل في طيّاتها دلالات خطيرة جدا، تدعي أن المسجد الأقصى ما هو إلا الجامع القبلي، وما سوى ذلك من ساحات ومقدسات هي أماكن عامة تتبع الى إدارة “بلدية القدس العبرية” وهي من تتحكم بها، مشيرًا الى أن الخطة القادمة لهم بدأت بالمجاهرة في أداء الصلاة التلمودية وبعدها ستأتي خطوة ذبح القرابين التي سيلحقها محاولات فرض تقسيمات مكانية على المسجد.

وأكد الشيخ على أن الصمت العربي والمواقف شبه المفقودة اتجاه القدس والمسجد الأقصى هيأت للاحتلال الصهيوني ظروف التمادي وجعلت قضية المسجد الأقصى رهينة لزيادة الأطماع الصهيونية، لافتًا بأن مفاهيم تطبيع الدول العربية مع الاحتلال الصهيوني هي من شرعنة الاقتحامات وسمحت بإقامة الصلوات التلمودية للمستوطنين.

استعداد الاحتلال لطقوس البقرات الحمراء

في مطلع عام 2024، دخلت البقرات التي تمت رعايتها في مستوطنة “شيلو القديمة” التي أقيمت على أنقاض “خربة سيلون” شمال شرق رام الله بالضفة الغربية المحتلة، في عامها الثالث، مما يعني أنها أصبحت صالحة للذبح، وبناء على ذلك، بدأت التجهيزات في إسرائيل للقيام بالطقوس، والتي يتزامن توقيت تنفيذها في عام 2024 مع عيد الفطر، أي يوم 10 أبريل/نيسان بالتقويم الميلادي.

وتقف جهات عديدة في دولة الاحتلال وراء التحضيرات لتنفيذ طقوس البقرة الحمراء، وكانت هذه الجهات كذلك قد أشرفت على عملية البحث عن البقرات ورعايتها، وأهمها: منظمة “نبني إسرائيل”، التي تضم مسيحيين إنجيليين ويهودا متطرفين بقيادة تساحي ميمو. و”معهد الهيكل” برئاسة يسرائيل أرييل، الشخصية الثانية في حركة “كاخ” اليمينية المتطرفة.

وتقدم الحكومات الإسرائيلية اليسارية واليمينية على حد سواء الدعم الكامل للإجراءات المتعلقة بالتحضير لطقوس البقرة الحمراء، والتي تحظى بدعم هائل من وزارة الأمن القومي، بقيادة الوزير إيتمار بن غفير، ووزارة المالية برئاسة بتسلئيل سموتريتش.

ودشنت سلطات الاحتلال مشروعا للبحث عن بركة سلوان التي لا يظهر سوى جزء منها. وقدّمت وزارة القدس تصميما مقترحا لبناء منتزه على جبل الزيتون، يخدم الاحتفال بحرق البقرة العاشرة.

وفي أواخر مارس/آذار 2024، عقدت الجماعات الدينية اليهودية المتطرفة مؤتمرا في مستوطنة “شيلو القديمة”، شارك فيه نحو 100 من الحاخامات من مختلف التيارات الدينية، بهدف مناقشة التحضيرات اللازمة لذبح البقرة الحمراء وحرقها. وشارك في المؤتمر “إدارة جبل الهيكل” ووزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، وقسم الثقافة اليهودية في وزارة الاستيطان والبنية التحتية الوطنية.

كما نشر “معهد المعبد” إعلانا يطلب فيه كهنة متطوعين لتدريبهم على طقوس الذبح والحرق والتطهير، واشترط في المتطوع أن يكون مولودا في منزل أو مستشفى في القدس، احترازا من تدنسه بنجاسة الموتى.

طقوس ذبح البقرة الحمراء

يقوم الطقس على ذبح بقرة حمراء وحرقها، ويضاف أثناء الحرق خشب الأرز ونبات الزوفا وصوف مصبوغ باللون القرمزي الداكن، ثم يُجمع الرماد ويُدق، ويُوضع في إناء فيه ماء نقي، ويرش به الشخص المراد إزالة نجاسته، في عملية تستمر 7 أيام، حتى تزول عنه النجاسة، ويرش الإنسان المتنجس بالماء في اليوم الثالث، ولا يصبح التَّطهر مقبولا حتى يرش في اليوم السابع.

ويشرف على الطقس نائب رئيس الكهنة تحديدا، إذ جاء في التعاليم اليهودية، أن الرب كلف أليعازر بالمهمة في البقرة الأولى، ولم يكلف رئيس الكهنة هارون. ويستعد الكاهن المكلف مدة 7 أيام، فيقيم في غرفة حجرية في الهيكل -حيث يعتقدون أن الحجر لا يتأثر بالدنس- وفي هذه الفترة، يجب ألا يأكل أو يشرب إلا بآنية حجرية، ولا يمس شخصا أو شيئا ينجسه.

ويشترط عند الذبح حضور جماعة من الحكماء وجمهور من بني إسرائيل، لا سيما الرجال، وكل من يحضر من الكهنة وغيرهم، عليه أن يستعد للمناسبة عن طريق التعميد بالمياه الطاهرة، ويُرَش الكاهن المكلف بالطقوس بمياه مخلوطة برماد البقرة السابقة.

وتذبح البقرة على مرأى من الكاهن المكلف، ثم ينثر دماءها باتجاه الهيكل 7 مرات، ولا يشارك بالذبح ولا بالحرق ولا بجمع الرماد ولا برش الماء، بل يقوم بكل واحدة من المهام رجل آخر طاهر.

البقرة الحمراء تم استقدامها من ولاية تكساس الأميركية إلى البلاد في عهد حكومة بينيت لبيد في أيلول 2022. المصدر: تصوير مجلس المستوطنات عن صفحة فيسبوك مستوطنة شيلو القديمة

البقرة الحمراء الموعودة تم استقدامها من ولاية تكساس الأميركية إلى إسرائيل عام 2022 (مواقع التواصل الاجتماعي)

وتحرق البقرة كاملة، اللحم والجلد والدم والفرث، ويكلف بجمع الرماد 3 صِبية ذكور طاهرين، يتراوح عمرهم بين 7 و8 أعوام، يشترط فيهم أن ينشؤوا في خدمة الرب في ساحات حجرية مجوفة من الأسفل، للتأكد من عدم وجود قبر أسفلها، ويُحرص بشدة على عدم سيرهم فوق المقابر. ويساعدهم في الجمع رجل طاهر، نُذر منذ ولادته لهذه المهمة، ورُبي وفق الشريعة اليهودية، وخضع لرقابة صارمة، بحيث لا يتعامل قط مع أجساد الموتى حتى لا يفقد طهارته.

ويوم تأدية الطقوس يُحمل الصبية على ثيران، احترازا من أن يعلق بهم شيء من النجاسات أثناء مسيرهم إلى موضع الذبح والحرق، أو ينقلون مع الكاهن عبر الطابق الثاني من جسر يُشيَّد من الحجر بين جبل الهيكل (المسجد الأقصى) وجبل الزيتون.

ثم يسحق الصِبية ما تبقى من البقرة بعد حرقها ويجمعون الرماد، ويستخدمون في ذلك مطارق ومناخل حجرية، ويحفظ الرماد في أوان حجرية في مكان طاهر 3 أيام، ثم يخلط بماء طاهر، يُحضره الصِبية قبل يوم التضحية من بركة سلوان، الواقعة في قرية سلوان جنوبي مدينة القدس.

ويُرش الماء المخلوط بالرماد، أو ما يسمى “ماء النجاسة”، على كل من تنجس وعلى الناس جميعا والأمتعة والمكان الذي سيقام عليه الهيكل، ويحفظ شيء منه في كل مدينة لعمل التطهير اللازم لمن تنجس.

وفي الوقت الذي تُطَهِّر البقرة المتنجسين، فإنها تُنجِّس- بحسب المعتقدات اليهودية- كل من يقوم بالطقوس، فالكاهن وكل من يشارك في طقوس الذبح والحرق وجمع الرماد ورش الماء يتنجس ذاك اليوم إلى المساء، ويجب عليه أن يغسل ثيابه وجسده بالماء.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: