طبيب مختص يوجه نصائح ذهبية عبر “البوصلة” لمواجهة حساسية الربيع (شاهد)

طبيب مختص يوجه نصائح ذهبية عبر “البوصلة” لمواجهة حساسية الربيع (شاهد)

عمّان – رائد صبيح

قال الدكتور محمود هاشم رئيس الرابطة العربية لجمعيات الطبيب العام في تصريحاته لـ “البوصلة” إنّ “الحساسية الموسمية” أو ما يعرف بحساسية الربيع “كابوسٌ” يؤرق عيون الكثيرين منّا، لا سيما مع عودة فصل الربيع وبدء تفتح الأزهار واكتساء الطبيعة بالألوان الزاهية.

وتطرق هاشم إلى تعريف الحساسية طبيًا وأسبابها وكيف نستطيع التخفيف من أعراضها حتى يمر فصل الربيع على من يعانون منها بشدة بلطفٍ وسلامٍ وتخفيف الأضرار الصحية إلى أدنى حدٍ ممكن.

وأكد أنّ حساسية الربيع تُعدّ أحد أنواع الحساسية التي تعتبر “ردة فعل” لجهاز المناعة لمواد يعتبرها أجسامًا غريبة وغير مرغوبٍ فيها، وتُعدّ أيضًا من الأمراض الموسمية التي تظهر في مثل هذا الوقت من السنة.

ولفت هاشم إلى أنّ هذه الحساسية تمنع المصابين بها من التمتع بهذا الجوّ الربيعي اللطيف، لا سيما ما يسببه لهم قدوم فصل الربيع حالة من عدم الارتياح وظهور بعض الأعراض المزعجة مثل الاحتقان وذرف الدموع وغيرها.

وفي جملة الأسباب التي تقف خلف حساسية الربيع لدى البعض أوضح الدكتور هاشم أنه ومع بدء فصل الربيع وانتشار الدفء تجد النباتات في هذه الأجواء الوقت المناسب لإطلاق غبار الطلع ونشره في الجوّ، ومن ثمّ نستنشقه مع الهواء فيدخل إلى أجسامنا من خلال المجاري التنفسية.

واستدرك بالقول: وبالرغم من أنّ هذه المواد طبيعية، إلا أنّ بعض الأجسام تعتبرها مواد مهيجة غير مرغوبٍ فيها، فتحفز جهاز المناعة مما يسبب هذه الأعراض المعروفة والشائعة.

وأضاف أنه “عند تشخيص الطبيب لهذه الحساسية فإنّه يبدأ بعلاج المريض من أعراضها المتمثلة في: حكة في الأنف، وسقف الفم، والحلق والعيون، واحتقان وسيلان في الأنف، وذرف الدموع ووجود هالاتٍ سوداء حول العينين”.

كيف نخفف من أعراض حساسية  الربيع؟

وفي إجابته على هذا السؤال، يقول الدكتور محمود هاشم: “إنّ تجنّب مسببات التحسس الربيعي هي أفضل وسيلة للتخفيف من أعراض الحساسية وقد يكون من المستحيل تجنّب مسببات الحساسية بشكلٍ كاملٍ إلا أنه من الممكن اتخاذ احتياطات تقلل من التعرض لها عبر مجموعة من الخطوات”.

وأوضح أنّ هذه الخطوات تتمثل في “إغلاق نوافذ المنزل وفي السيارة للتقليل من التعرض لغبار الطلع ومن الممكن الاعتماد على مكيف الهواء”.

ولفت هاشم إلى ضرورة “الاستحمام بالمياه الساخنة فور الدخول إلى المنزل من أجل التخلص ممّا علق بالشعر والجسم من غبار الطلع”، منوهًا في الوقت ذاته إلى ضرورة “عدم الخروج من المنزل في ذروة تواجد غبار الطلع وعادة ما يكون ذلك في الصباح الباكر ويفضل استخدام الأقنعة الواقية للأنف والفم عند الخروج”.

وشدد على أهمية “تنظيف الفلاتر الخاصة بمكيف الهواء وكذلك تنظيف أرفف الكتب والأماكن التي قد يتجمع فيها الغبار الداخل من الخارج وما يحتويه من غبار الطلع”.

كما أكد هاشم على أهمية تنظيف وكنس الغبار من المنزل مرتين أسبوعيًا وارتداء قناع واقٍ للأنف والقم أثناء القيام بذلك، منوهًا إلى ضرورة غسل شراشف السرير أسبوعيًا بالماء الحار وتجفيفها في الداخل، لأنّ الشراشف التي تنشر في الخارج يمكن أن تجمع غبار الطلع.

ولفت إلى أهمية “غسل وتجفيف الثياب بشكلٍ جيد”، ودعا في الوقت ذاته المصابين بحساسية الربيع إلى حلٍ منزليٍ بسيطٍ وسهلٍ للتخفيف من الأعراض يتمثل في: استنشاق الماء مع الملح، وذلك عبر إذابة نصف ملعقة من الملح في كوبٍ من الماء واستنشاقها عند الاستيقاظ وفي المساء لتنظيف الأنف ممّا علق به من مسببات الحساسية، لا سيما وأنه توجد في الصيدليات محاليل ملحية جاهزة على شكل بخاخات موضعية في الأنف.

العلاج الدوائي

وبالنسبة للعلاج الدوائي، أوضح الدكتور محمود هاشم أنّ الطبيب قد يقرر استخدام الأدوية لعلاج حساسية الربيع والتخفيف من أعراضها ومن الأدوية التي تستخدم لذلك: مضادات الهستامين، التي تقلل من العطاس، وسيلان الأنف والحكة، وتعمل على التقليل من الهستامين وهي المادة التي يفرزها الجسم خلال وجود تفاعلٍ تحسسي.

ونوه إلى أنّ الطبيب قد يستخدم أدوية مزيلة للاحتقان، تعمل على التقليل من احتقان الأنف، أو تراكيب دوائية تحتوي على مضادات الهستامين والأدوية مزيلة الاحتقان معًا.

وشدد هاشم في نهاية حديثه لـ “البوصلة” على أهمية الالتزام بوصفة الطبيب لأي من هذه الأدوية وبالجرعات الموصوفة وبمواعيدها وبتعليمات الاستخدام المرفقة بالدواء، محذرًا في الوقت ذاته من أنّ معظم هذه الأدوية تسبب النعاس فيفضل عدم استخدامها عند قيادة السيارة وعند القيام بالمهام التي تتطلب تركيزًا عاليًا.

يذكر أنّ الطبيب محمود هاشم هو رئيس الرابطة العربية لجمعيات الطب العام، وهو طبيبٌ مختص في الطب العام والجراحة العامة وأمراض الباطنية والأطفال، وحاصل على دبلوم علاج الأزمة والحساسية من جامعة آرهس في الدانمارك، وحاصل كذلك على دبلوم في علاج أمراض السكري من جامعة جورج واشنطن بأمريكا.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: