خبير: بعد 200 يوم “إسرائيل” عاجزة عن تحقيق أهدافها والمنطقة على مفترق طرق

خبير: بعد 200 يوم “إسرائيل” عاجزة عن تحقيق أهدافها والمنطقة على مفترق طرق

البوصلة – عمان

بعد 200 يوم من حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة المحاصر منذ منذ أكثر 18 عاما، الاحتلال الإسرائيلي يفشل عسكريا ويتجه نحو طريق مسدود مما يجعل المنطقة برمتها تعيش أوضاعاً سياسية واقتصادية غير مسبوقة، بحسب مراقبين حذروا من انهيار اقتصادي وحرب مفتوحة بالمنطقة.

قال الخبير الاقتصادي منير دية، أن “إسرائيل” عاجزة تماماً حتى الان من تحقيق أهدافها وإعادة قدرتها على الردع وتحقيق نصر صريح على جبهات غزة ولبنان وهي غير قادرة كذلك على إعادة مختطفيها او التوصل لاتفاق مع حماس حول ذلك بشروطها.

وأضاف دية في تصريحات لـ”البوصلة“، اليوم الثلاثاء، “حكومة الحرب (الصهيونية) في ورطة بين أوضاع داخلية متفجرة وكارثة اقتصادية غير مسبوقة وإخفاقات عسكرية وسياسية قد تطيح بها في القريب العاجل”.

وتمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس من قتل ما يزيد على 354 ضابطا وجنديا إسرائيليا ومئات المستوطنين، وأسر أكثر من 140 آخرين خلال عملية طوفان الأقصى التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

اقرأ أيضا: سخرية من قوات الاحتلال بعد ظهور “أبو شجاع” حيا في طولكرم


وأكد دية، أن ” ما ترغب به إسرائيل لإعادة هيبتها امام العالم هو البحث عن نصر سريع وربما يدفعها ذلك لاجتياح رفح وجنوب لبنان وقد تكون هذه المغامرة سبباً في إشعال حرب في المنطقة وتوسع دائرة الصراع بشكل اكثر فاعلية، وحذر أن هذا بدوره سيجعل المنطقة تنزلق نحو حرب قد تتدخل بها دول عالميه لها مصالح اقتصادية وعسكرية وسياسية فالحرب الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على المنطقة وكذلك الصراع بين تايوان والصين وبالتالي فان روسيا والصين لها مصالحها في المنطقة وسوف تدافع عنها في محاولة لإشغال الولايات المتحدة الأمريكية اكبر فترة ممكنه في الشرق الأوسط في ظل الدعم الأمريكي المباشر لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان والذي تم مؤخراً من إقرار الكونغرس لحزمة مساعدات تجاوزت ٩٥ مليار دولار” .

وخلال فترة الحرب، قُتل 605 جنود من الجيش الإسرائيلي وأصيب أكثر من 5 آلاف آخرين، ولم يتمكن الاحتلال من استعادة سوى 120 أسيرا عبر صفقة تبادل مع المقاومة ضمن هدنة إنسانية استمرت أسبوعا.

وبعد 200 يوم من القصف والقتل، حاول الجيش الإسرائيلي التمركز في المنطقة الشرقية للقطاع لفصلها عن الوسط والجنوب ومنع النازحين من العودة وإقامة منطقة عازلة بعمق 500 متر من السياج الفاصل داخل القطاع.


ويرى دية أن المنطقة اليوم على مفترق طرق فبعد احداث السابع من أكتوبر الماضي والعدوان الإسرائيلي المستمر لأكثر من مئتي يوم وارتكابه آلاف الجرائم والمجازر متجاوزاً كل القوانين والمواثيق الأعراف الدولية ضارباً بعرض الحائط قرارات مجلس الأمن الدولي و محكمة العدل الدولية.

ومع توسع الصراع في المنطقة ودخول جبهات لبنان واليمن والعراق والتصعيد العسكري الأخير بين ايران وإسرائيل والذي دخل لأول مرة في التاريخ مرحلة الضرب المباشر بمئات المسيرات والصواريخ الإيرانية لأهداف داخل الكيان المحتل.

اقرأ أيضا: معبر رفح.. مفتوح أمام من يدفع فقط

حذر دية من أن اقتصاد المنطقة في خطر كبير إذا ما استمر الصراع وتوسع، وأوضح قائلا “إغلاق المنافذ البحرية وتفاقم ازمة الشحن والملاحة وارتفاع أسعار النفط والغاز والذي سيرفع نسب التضخم في المنطقة والعالم والذي سيدفع البنوك المركزية للعودة للسياسة النقدية المتشددة ورفع أسعار الفائدة او تثبيتها دون انخفاض وبالتالي المزيد من أعباء الديون على الحكومات والأفراد وخاصة في الدول العربية الضعيفة وكذلك سيؤدي توسع الصراع واستمراره إلى تراجع معدلات النمو الاقتصادي وانخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر وتراجع إيرادات دول المنطقة بالتزامن مع دخول العديد من القطاعات الاقتصادية وخاصة السياحة والنقل والخدمات والتجارة في حالة ركود وسيسهم ذلك في انهيار الأسواق المالية وتذبذب في سعر صرف العملات والعديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية مما سيضع المنطقة على حافة الانهيار الاقتصادي”.

ولم تفلح المفاوضات المتواصلة منذ 5 أشهر في التوصل لاتفاق جديد على تبادل الأسرى بين الجانبين؛ حيث تتمسك المقاومة بوقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

وختم الخبير الاقتصادي تصريحاته بالقول، “اذاً فنحن امام مفترق طرق اما تسوية نهائية للقضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية او توسع دائرة الصراع والدخول في حرب لا نهاية لها”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: