محللون يحذرون من “الميناء الأزرق” الأمريكي على سواحل غزة

محللون يحذرون من “الميناء الأزرق” الأمريكي على سواحل غزة

البوصلة – عمان

طرح إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، توجيه الجيش الأمريكي، لإنشاء ميناء مؤقت، قبالة سواحل غزة، تساؤلات حول ماهية هذه الفكرة والوقت الذي تستلزمه وحقيقة الغرض منه، وكيفية نقل المساعدات منه إلى داخل القطاع.

خطوة متأخرة
واعتبر المحلل السياسي عريب الرينتاوي، الخطوة الأمريكية متأخرة كثيرا، وأنها تحتاج لوقت طويل لتنفذها، متسائلاً، “كم فلسطيني سيقضي جوعاً قبل إتمام المهمة؟”.

وتعد الأرصفة البحرية المؤقتة، واحدة من الحلول، قصيرة المدى، في حالات الطوارئ سواء الحروب أو الكوارث الطبيعية، للوصول إلى مناطق صعبة، ونقل المعدات و المساعدات إليها بواسطة السفن، في حال تعذر النقل البري، لكن هذا غير مستحيل في حالة غزة وما يمنعه هو رفض الاحتلال السماح للمساعدات بالوصول.

وحذر الرينتاوي، عبر حسابه على منصة “إكس” ورصدتها “البوصلة“، أن “تفضي المساعدات بحراً وجواً إلى تبديد الضغط لفتح المعابر البرية، هذا سيعطي إسرائيل الفرصة لتمديد احتلالها لقطاع غزة دون خشية من ضغط العامل الإنساني”.

والموانئ المؤقتة بحاجة إلى دراسة العمق المائي، لتكون مناسبة لرسو السفن، وهو ما يحتاج وقتا من المهندسين الذين سيعملون عليه، وهي في حالة غزة المجاعة تفتك بالسكان، وهو ما يعني استشهاد الكثيرين، قبل أن يحدث تطور يمكن أن يدخل المزيد من المساعدات.

واستهجن الرينتاوي مما وصفها “معادلة بايدن” وهي “شحنات قمح للفلسطينيين وشحنات قنابل ك لإسرائيل (100 شحنة منذ بدء الحرب اثنتان منهم فقط عرضت على الكونغرس”.

وأكد أن، “واشنطن ما زالت تتبنى أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة، وما زالت في مرحلة تجريب كل الخيارات بإستثناء الخيار الوحيد المفضي للحل: الضغط الفعلي على إسرائيل لوقف المذبحة، وبيدها أن تفعل ذلك”.

احتلال امريكي جديد
من جهته، قال الخبير العسكري الفلسطيني اللواء واصف عريقات ان تدشين الممر البحري والميناء على ساحل غزة هو احتلال امريكي اوروبي اسرائيلي جديد تحت يافطة المساعدات الإنسانية ، مبينا ان هناك اهداف متعددة لهذا الميناء منها سيطرتها المباشرة على المنطقة من خلال إقامة قاعدة عسكرية وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة تحت عناوين متعددة.

وكان المتحدث باسم “البنتاغون” باتريك رايدر،قال، إن بناء الرصيف سيتطلب، على الأرجح، الاستعانة بقرابة 1000 عسكري أميركي لإكماله.

واضاف عريقات، في تصريحات صحفية، ان الخطة تهدف الى استثمار غاز البحر الابيض المتوسط مقابل شواطئ غزة وكذلك السيطرة على أموال الإعمار وتثبيت وضع الكيان الصهيوني كقاعدة خدماتية متقدمة لأمريكا والغرب في المنطقة إلى جانب تطلعها لإقامة مشاريع طرق المواصلات البحرية والبرية المستقبلية وغيرها من مشاريع الهيمنة على المنطقة.

ويأتي إنشاء الرصيف العسكري الأميركي ضمن سلسلة من الإجراءات التي أعلنها المجتمع الدولي للتخفيف من حدة الأزمة في غزة، حيث يحتاج أكثر من مليوني شخص إلى الغذاء ويكاد النظام الطبي ينهار.

ميناء مُريب ويقسم القطاع
بدوه، أكد الكاتب والصحفي الفلسطيني المقيم في شمال قطاع غزة، عماد زقوت، وجود حالة تخوف وريبة “من التحركات الأمريكية على شاطئ غزة، وحول ما أعلنه المتحدث باسم البنتاغون أن قوات من الجيش الأمريكي ستأتي بمعدات خاصة لإنشاء ميناء مؤقت، وأن الأمر سيستغرق شهرين تقريباً، والحديث المعلن أن ذلك بهدف إيصال المساعدات بكميات كبيرة إلى شمال غزة”.

واعتبر أن ذلك يعني “أن الحرب على غزة ستطول لأشهر قادمة، وربما سنوات على اعتبار أن تشييد الميناء سيستمر أسابيع”.

 وشدد زقوت على أن “الميناء سيعزز فصل شمال القطاع عن جنوبه إلى حد بعيد”، متسائلاً: “هل الميناء الأمريكي على شاطئ غزة سيكون بديلاً عن معبر رفح وما هو موقف مصر من ذلك؟”.

 وأعرب عن مخاوفه قائلا إن “الولايات المتحدة الأمريكية تستغل الوضع الإنساني في شمال غزة لفرض واقع جديد لا نعرف ملامحه حتى الآن”.

وتم طرح خطة الجيش الأميركي لإنشاء رصيف عائم، والتي أعلن عنها بايدن في خطابه عن حالة الاتحاد، الخميس، بعد أيام فقط من بدء الولايات المتحدة إسقاط وجبات الطعام جوا على غزة في محاولة لمساعدة السكان، الذين تحذر الأمم المتحدة من أنهم على شفا المجاعة.

الشاطئ الأزرق
وتم تطوير مفهوم الرصيف المؤقت جزئيًا من قبل منظمة تسمى فوجبو، وهي مجموعة استشارية تتألف من موظفين سابقين في الجيش الأميركي والأمم المتحدة والوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووكالة الاستخبارات المركزية.

وقال الشخص المطلع على التخطيط إن العملية يشار إليها داخليا باسم خطة “الشاطئ الأزرق”.

وقال مسؤول قطري لشبكة CNN، إنهم يستثمرون 60 مليون دولار في مبادرة الممر البحري التي من المتوقع أن تتولى فوجبو زمام المبادرة التشغيلية فيها، بما في ذلك عن طريق نقل المساعدات من الرصيف إلى الشاطئ وتسليمها للتوزيع.

وأضاف المسؤول: “نحن ملتزمون بدعم الممر البحري الذي خططت له فوجبو، وستنقل هذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص 200 شاحنة محملة بالمساعدات عبر بارجة من قبرص إلى غزة كل يوم وقد وافقت قطر على مساهمة مالية كبيرة”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: