عايش لـ “البوصلة”: السلطة تصدر أزماتها لمخيمات فلسطين بالخارج خدمةً للاحتلال

عايش لـ “البوصلة”: السلطة تصدر أزماتها لمخيمات فلسطين بالخارج خدمةً للاحتلال

دعوات لوقف فوري لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة ورفض الاحتكام للغة العنف

عمّان – البوصلة  

أكد رئيس جمعية حق العودة للاجئين الفلسطينيين كاظم عايش، أنّ الأحداث المؤسفة التي شهدها مخيم عين الحلوة في لبنان يأتي في سياق خدمة الاحتلال وسعيه الحثيث عبر الأذرع التي تدور في فلكه لتصدير الأزمة التي تعيشها السلطة الفلسطينية وحركة فتح لمخيمات اللجوء الفلسطيني في الخارج، فيما دعت هيئات فلسطينية إلى وقف فوري لإطلاق النار وسحب المسلحين من شوارع المخيم، وأن الإحتكام للغة العنف واستخدام السلاح في معالجة المشاكل ومختلف القضايا مرفوض ومستنكر.

وقال عايش في تصريحاته لـ “البوصلة“: لا شك أنّ السلطة الفلسطينية وحركة فتح تصدر الأزمات للمخيمات الفلسطينية في الخارج، وكما ذكر بعض السياسيين أنّ هذا الموضوع يتعلق بطلبات للاحتلال الإسرائيلي، من أجل الفت في عضد المقاومة والشعب الفلسطيني حتى ييأس ويعدل عن فكرة المقاومة.

لا مصالحة بوجود السلطة

وعبر عن اعتقاده الجازم بأنّ موضوع المصالحة الفلسطينية لن يتمّ بوجود السلطة الفلسطينية، وتبعات أوسلو الملقاة على أكتاف هذه السلطة، لا سيما وأنّ أسلو تمنع عمليًا المصالحة، وإنّ تمّت هذه المصالحة فهذا يعني إدارة الظهر لكل ما نتج عن أوسلو بما فيه السلطة الفلسطينية ذاتها، ولذلك هي محكومة أبديًا بموضوع الالتزام بشروط إسرائيل وأمنها، وهذه الالتزامات بكل تأكيد ستمنع حدوث أي مصالحة.

وتابع عايش بالقول: بالتالي نقلهم للمشهد إلى خارج فلسطين، إلى مخيمات لبنان، المقصود فيه أن ييأس الفلسطيني من قضيته بتحرير فلسطين والمصالحة الفلسطينية، ولا يفكروا في النهاية بالمقاومة أو غيرها، وهي بذلك رسالة إسرائيلية بالدرجة الأولى وليس فلسطينية.

وأسف بأن ما جرى في مخيم عين الحلوة ما هو إلا رسالة للاحتلال حملها بعض الذين يدورون في فلك “إسرائيل” ويحملون همّ الأمن الإسرائيلي للأسف الشديد.

الوحدة الفلسطينية ومشروع التحرير صنوان

وقال عايش إنّ الأصل في المخيمات الفلسطينية في خارج فلسطين أن تكون نموذجًا للتوحد الفلسطيني، لأنها ليست خاضعة للسلطة المباشرة للاحتلال الإسرائيلي ولا للسلطة الفلسطينية، ولذلك الأصل أن تقدم نموذجًا أفضل من هذا مع الأسف الشديد.

ولفت إلى أنّ أذرع السلطة الفلسطينية تعبث داخل المخيمات وهذا هو السبب الذي أوصل الأمور في مخيم عين الحلوة إلى هذا التصعيد الخطير.

كاظم عايش: أي فلسطيني صادق منتمي ينبذ الخلافات ولا يستسلم للمؤامرات التي تحاك ضد وحدة الشعب الفلسطيني

وأضاف عايش: أنّ رسالتنا دائمًا أنّ الوحدة الفلسطينية هي الأساس في مشروع التحرير، ولذلك فإنّ الشعب الفلسطيني عليه أن يكون موحدًا خلف هذا المشروع، وبدون هذه الوحدة لا يمكن أن نحقق أي إنجاز على أرض الواقع، وبالتالي علينا أن نتجاوز مثل هذه المظاهر في المخيمات الفلسطينية في الخارج، وكذلك في الداخل الفلسطيني تكون التوحد أوجب.

وشدد على أنّ الحل يكون بالتوحد على خلفية مشروع تحرر تقوده المقاومة بكل أشكالها، وبغض النظر عن أي شيء آخر، ويكون هناك رؤية واحدة لوحدة الشعب الفلسطيني، وأي فلسطيني صادق منتمي لقضيته، يجب أن ينبذ كل هذه الخلافات وأن لا نستسلم للمؤامرات التي تحاك ضد وحدة الشعب الفلسطيني الذي هو ومشروع التحرر الفلسطيني صنوان لا يمكن أن بدونهما أن نصل إلى تحرير فلسطين واستعادة كامل حقوق الشعب الفلسطيني.

أحداث عين الحلوة تعيد الإهتمام الدولي بقضية اللاجئين

بدورها قالت “الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين” في بيانٍ وصل “البوصلة” إنّ الأحداث المؤسفة لمخيم عين الحلوة قد أعادت قضية اللاجئين الفلسطينيين إلى صدارة الإهتمام الدولي، لا سيما بعد أن تحدثت وكالة “الأونروا” عن أن “العنف المسلح المستمر في مخيم عين الحلوة أدى الى مقتل 11 شخص وجرح 40 من لاجئي فلسطين من بينهم أحد موظفي الأونروا وتضرر مدرستين تابعتين للوكالة وفرار 2000 شخص”.

ولفتت “الهيئة 302” في بيانها الصحفي إلى أن الاشتباكات المسلحة المستمرة منذ 3 أيام في مخيم عين الحلوة، أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، قد أدت إلى ارتفاع عدد العائلات التي نزحت من المخيم الذي يعيش فيه حوالي 80 ألف لاجئ فلسطيني، ليصل إلى حوالي ألف عائلة (4000 شخص معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن وذوي الإحتياجات الخاصة)، وتدمير بنى تحتية من ماء وكهرباء ومجاري وطرقات واحتراق وتدمير عدد كبير من المنازل (حوالي 700 منزل)، والممتلكات والمحال التجارية والمركبات وخراب للعشرات من خزانات المياه، وتضرر لمساجد.

هذا وقد سارعت وكالة “الأونروا” إلى فتح مدارسها المحيطة بالمخيم ومخيم المية ومية للاجئين شرق مدينة صيدا، لإيواء العائلات المهجرة وتقديم ما يلزم من احتياجات عاجلة، كما ساهمت العديد من مؤسسات المجتمع المدني من تقديم المياه والوجبات السريعة وحليب الأطفال والأغطية والفرش.

ونوهت “الهيئة 302” في بيانها بان مخيم عين الحلوة كما بقية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شاهد على جريمة النكبة واللجوء ومحطة على طريق العودة، وتهجير السكان وتدمير المخيم لا يخدم الا الرؤية الصهيونية بشطب قضية اللاجئين وحقهم بالعودة.

وشددت “الهيئة 302” في بيانها بأنها في الوقت الذي تدعو فيه إلى وقف فوري لإطلاق النار وسحب المسلحين من شوارع المخيم، بان الإحتكام للغة العنف واستخدام السلاح في معالجة المشاكل ومختلف القضايا مرفوض ومستنكر، ويجب دائما تغليب لغة الحكمة والحوار في حل النزاعات، والاستحضار الدائم لأمن وسلامة المدنيين وأمنهم، وتفويت الفرصة على من يريد استهداف قضية اللاجئين وحق العودة من خلال استهداف المخيم.

هي ليست المرة الأولى التي تحصل فيها اشتباكات مسلحة في المخيم يرافقها سقوط ضحايا وجرحى وتدمير وعملية نزوح للاجئين، وهو ما يجب أن يتوقف بشكل جذري، إذ دعت “الهيئة 302” في بيانها أن تكون أحداث المخيم محطة لتذكير المجتمع الدولي بقضية أكثر من 8 مليون لاجئ فلسطيني يعيشون في المخيمات والتجمعات ومعاناة اللجوء والتهجير قد مضى على نكبتهم ولجوئهم أكثر من 75 سنة ينتظرون العودة تطبيقا للقرارات الأممية ذات الصلة.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: