عايش لـ “البوصلة”: اللاجئون الفلسطينيون ما زالوا ينتظرون عدالة العالم المزعومة

عايش لـ “البوصلة”: اللاجئون الفلسطينيون ما زالوا ينتظرون عدالة العالم المزعومة

في اليوم العالمي للاجئين الـ20 من يونيو

عمّان – البوصلة

يوافق اليوم الـ20 من يونيو اليوم العالمي للاجئين، الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل 23 عامًا، في الوقت الذي ما زال فيه أكثر من 7 ملايين لاجئ فلسطيني يتوقون للعودة إلى أراضيهم المحتلة.

وقال رئيس جمعية حق العودة للاجئين الفلسطينيين كاظم عايش، في تصريحاته لـ “البوصلة”: إنّه في اليوم العالمي للاجئين لا بد أن نستحضر أقدم قضية لاجئين في العالم وهي قضية الشعب الفلسطيني، الذي مضى على قضية لجوئه أكثر من 75 عامًا، وما زال ينتظر العدالة التي تدّعيها الأمم المتحدة والأمم الحرة، وهو لا يجد منها شيئًا ، على الرغم من القرارات الدولية التي تساند حق الشعب الفلسطيني في العودة، والقرارات الدولية التي تدين احتلال الأراضي الفلسطينية في مجلس الأمن، وبالرغم من كل هذا ما زال العالم يقف عاجزًا عن إعطاء اللاجئين حقوقهم، وخاصة اللاجئين الفلسطينيين.

وأضاف عايش، أنّه ممّا يؤسف له أنّ العالم يخضع لموازين القوى، وليس لموازين العدالة ومعاييرها، وهذا الذي يجري في فلسطين الآن بعد النكبة والاحتلال والنكسة وحالة التمدد الاسيتطاني والجدار العازل الذي صدر قرار دولي بعدم شرعيته ولم يحرك العالم ساكنًا أمام هذا الجدار وكذلك الاسيتطان رغم عدم شرعيته بشهادات العالم، التي تصف هذا العدوّ بالمحتل والذي لا يحق له أن يستوطن في الأراضي التي احتلها، ورغم ذلك يصمت العالم أمام قضية الشعب الفلسطيني.

لا حلول بغير المقاومة

وشدّد على أنّ الشعب الفلسطيني أدرك أنّه لا يمكن لأحد أن يحل قضيته سوى الشعب الفلسطيني نفسه، وهو يقاوم الاحتلال بما يستطيع، وبالرغم من أنّ موازين القوى بينه وبين الاحتلال غير عادلة، إلا أنه يقاوم بكل بسالة وإباء، الأمر الذي يعطي اللاجئين الفلسطينيين الأمل بأنّ قضيتهم ستبقى حيّة حتى تتغير الموازين، وحتى يصحوا العالم على الجريمة التي يرتكبها بسكوته وصمته تجاه الحق الفلسطيني، وتجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين.

وقال عايش: يأتي يوم اللاجئين وبعضهم يعيشون ظروفًا مأساوية، وعندما نتحدث عن اللاجئين في لبنان وفي سوريا وفي العراق، وفي كل مكان، ظروف صعبة لا إنسانية يعيشها اللاجئ الفلسطيني في كثيرٍ من المواقع، وهذا يضاعف المسؤولية على المجتمع الدولي، وعلى الأمّة العربية التي يجب أن تقوم بدورها تجاه هذه القضية، وينسجم مع مبادئ الجامعة العربية إن كان هناك جامعة عربية، ومبادئ الحق والعدل التي تعارفت عليها البشرية.

رئيس جمعية حق العودة كاظم عايش: لا شيء في الدنيا يمكن أن ينسي الفلسطيني أرضه ووطنه وانتماءه

واستدرك بالقول: نعم نحن في يوم اللاجئ الفلسطيني، نشد على أيدي المقاومين الآن في فلسطين، الذين يجعلون قضيتنا دائمًا حاضرة في ذهن العالم، ونشد على أيدي الأسر المفجوعة بشهدائها، والأسر المفجوعة بجرحاها، والأسر المفجوعة بأسراها وهم بالآلاف.

“في اليوم العالمي للاجئين، فإنّ الفلسطيني إمّا أن يكون لاجئًا أو شهيدًا أو أسيرًا أو جريحًا، وهذا قدر هذا الشعب خلال هذه المدّة كلها”، على حد وصف عايش.

وتابع بالقول: نسأل الله عزّ وجل أن يكون لهذه المعاناة حدٌ ونهاية وأن يقوم الناس بواجبهم تجاه هذه القضية، قضية الحق والعدل، وقضية إنسانية سياسية حقوقية شغلت العالم طويلاً ويجب أن تصل لنهاياتها، وأن تصل لتحقيق العدالة فيها.

هل يمكن المساومة على حق العودة للاجئ الفلسطيني؟

وأجاب عايش على السؤال بالقول: بالطبع لا، لأنّ اللاجئ الفلسطيني لو أراد المساومة على حقه لتنازل منذ البداية، ولكن منذ أن تمّ تهجير اللاجئين الفلسطينيين وهم متمسكون بحقهم، وهذا حقٌ فرديٌ وحقٌ جماعيٌ، ولا يستطيع أحدٌ أن يتنازل عنه إلا اللاجئ الفلسطيني نفسه، وهو متمسكٌ بهذا الحق، بالرغم من كل الظروف التي يمر بها سواْ كانت ظروفًا سيئة أو ظروفًا حسنة.

ولفت إلى أنّه “حتى اللاجئون الذين ذهبوا لأمريكا وأوروبا، ما زالوا متمسكين بحقوقهم ، ورغم أنهم حصلوا على جنسيات دول أجنبية ويعيشون حياة طبيعية، فالموضوع ليس موضوع مستوى معيشي، بل هو قضية وطن وقضية انتماء وهذه لا يعوضها كل مال الدنيا، ولا كل شيء فيها يمكن أن ينسي الفلسطيني أرضه ووطنه وانتماءه لهذا الوطن وهذه الهوية النضالية التي يعتزّ بها”.

7 ملايين فلسطيني يتوقون للعودة

وخصصت الجمعية الأممية هذا اليوم للتعريف بقضية اللاجئين واستعراض معاناتهم وأزماتهم، وبحث إمكانات تقديم الدعم لهم في ظل تزايد الأزمات وأعداد أولئك اللاجئين.

ووفقًا لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء، فإن نحو 6.4 ملايين لاجئ فلسطيني موثقين لدى “أونروا” لا زالوا يعانون أزمة اللجوء جراء تعرضهم للتهجير من أراضيهم بالقوة خلال نكبة العام 1948.

ومثّلت أحداث النكبة وما لحقها من تهجير مأساة هائلة للشعب الفلسطيني، لما شكّلته وما زالت هذه الكارثة من عملية تطهير عرقي.

فقد تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات يهودية من دول العالم مكانه، كما شملت النكبة تهجير نحو 800 ألف فلسطيني من بلدانهم وقراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليونًا كانوا يقطنون في فلسطين التاريخية عام 1948 في أكثر من 1300 قرية وبلدة ومدينة.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: