عايش لـ “البوصلة”: تعود ذكرى وعد بلفور المشؤومة و”معركة التحرير” قد بدأت

عايش لـ “البوصلة”: تعود ذكرى وعد بلفور المشؤومة و”معركة التحرير” قد بدأت

عمّان- رائد صبيح

عبّر رئيس جمعية حق العودة للاجئين الفلسطينيين كاظم عايش عن تفاؤله الكبير بأنّ ذكرى وعد بلفور المشؤوم على الرغم من أنّها عادت هذه الأيام بظروف قاسية على الشعب الفلسطيني والأمّة في ظل شلالٍ من الدم، ولكنّها في الحقيقة بداية “معركة التحرير”.

وقال عايش: إنّ ذكرى وعد بلفور المشؤوم تعود على الفلسطينيين والأمّة بهذه الظروف التي أسمّيها “معركة التحرير” التي بدأت من غزة ولن تتوقف حتى يعود الحق لأصحابه.

وأضاف، “وعد بلفور.. هذا الوعد المشؤوم الذي أعطاه لليهود، وعد من لا يملك لمن لا يستحق، كما وصفوه، وهو بلا شك سبب مصيبة الشعب الفلسطيني والمنطقة بوجود هذا الكيان الاستعماري، الكيان الوظفيفي، الكيان الذي وضع من أجل تحقيق غايات الغرب في منطقتنا وللأسف الشديد أدى إلى تخلف المنطقة كلها بشكلٍ عام”.

كاظم عايش: الشعوب العربية هي المستفيدة من زوال الاحتلال حتى تتخلص من التبعية والارتهان للغرب

وشدد عايش على أنّ “وعد بلفور لم تكن مصيبته على فلسطين وحدها؛ بل كانت نتائجه كارثة على المنطقة كلها، فالاستبداد والفساد والتخلف السياسي والاقتصادي وكل نواحي الحياة، في الدول المحيطة بفلسطين وحتى القريبة منها، جميعًا تأثرت بهذا الكيان الاستعماري الغاصب”، لافتًا إلى أنّ الكيان الصهيوني هو المشروع الذي استثمرت فيه بريطانيا في البداية، ومن ثم أمريكا والغرب، من أجل وضع “شرطي” في المنطقة من أجل حماية مصالح الغرب، وحماية مصادر الثروة والطاقة، التي امتصها الغرب دون أن يغير شيئًا في هذه المنطقة لصالحها.

وأكد عايش على أنّ “هذا الوعد بلا شك، وهذه المعركة أثارت في نفوس العرب جميعًا معنى هذه الجريمة وأصبحت حاضرة في النفوس أكثر من ذي قبل، وأثر الشعور بخطورة هذا الوعد وما تلاه من احتلال لفلسطين، وكانت المنطقة كلها تحت الاحتلال بعد سايكس بيكو، ولا زالت المنطقة تعاني من آثار ذلك الوعد المشؤوم وتلك الاتفاقية المشؤومة”.

وقال: أظن أنه آن الأوان أن يتخلص العالم من كل هذه الإشكالات التي حصلت بسبب هذه الوعود والجرائم التي ارتكتبها وما زالت تدعم هذا الكيان وتمده بالحياة، وأكبر دليل على ذلك هذه الهجمة الأخيرة والفزعة غير المسبوقة من دول عظمى من أجل مواجهة تنظيم فلسطيني يريد أن يحرر وطنه ويعيش بكرامة، وكل العالم جاؤوا ليحاربوه.

وأكد أنه وبلا شك، فإنّ الشعور بكارثية هذا الوعد ومصيبة هذا الوعد في هذه المرة، أكثر من أي وقتٍ مضى.

النظام الرسمي العربي.. الضرب في الميّت حرام

وحول الخسّة والدناءة والذل والهوان والخذلان الذي أظهره النظام الرسمي العربي لأهل غزة في وجه العدوان الظالم، قال عايش: لو كان فعلاً هناك أنظمة سياسية تعمل لصالح شعوبها ونفسها وأمتها وكرامتها، لكانوا استغلوا فعلاً هذه الفرصة التي هيأتها لهم المقاومة للتخلص من هذا الكيان بشكلٍ نهائي.

واستدرك بالقول: لكن للأسف الشديد يبدو أنّ بعض الأنظمة والكيانات أصبح وجودها مرتهن بوجود هذا الكيان، بحيث باتت تشعر أنّ زوالها سيكون بزوال الاحتلال، ولذلك هي تجدها أحرص على هزيمة ومحاصرة المقاومة أكثر من الكيان الصهيوني نفسه.

وأضاف بالقول: “لذلك نرى هذا الخذلان غير المسبوق لهذه الأنظمة ولهذه التجربة الرائدة والرائعة للشعب الفلسطيني بالتخلص من هذا الكيان”.

وتابع، يبدو أن زوال هذه الانظمة سيتزامن زوالها مع زوال الاحتلال، ولذلك نحن لا نناشد الأنظمة؛ بل نناشد الشعوب لأنها المستفيدة من زوال الكيان الصهيوني، وهي التي ستتحرر من “نير” الغرب.

وختم عايش تصريحاته لـ “البوصلة” بالقول: أدعو الشعوب لتنهض وأن تقف على قدميها من جديد وأن تحاول ما استطاعت أن تقف إلى جانب المقاومة، وتدعمها، فالشعوب فيها خيرٌ كثير، أمّا الأنظمة فقد كبّرنا عليها أربعًا منذ زمن وغسلنا أيدينا منها كما قالوا.

وعد من لا يملك لمن لا يستحق

من الجدير بالذكر أنّ ذكرى وعد بلفور المشؤوم الذي أطلقه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور في الثاني من تشرين الثاني سنة 1917 باسم الحكومة البريطانية والذي يتعهد بإقامة وطن قوميّ للشعب اليهوديّ في فلسطين، وما تزال آثاره الكارثية واضحة للعيان في المنطقة كلها كخنجر مسموم في خاصرة المنطقة كلها، كما يصفها مراقبون.

وتحل الذكرى المشؤومة في الوقت الذي دخلت فيه عملية “طوفان الأقصى” التي أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف انطلاقها، يومها السابع والعشرين، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأٌقصى، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية “سيوف حديدية” ضد قطاع غزة.

8800 شهيد

ومنذ بدء العملية فقد بلغ إجمالي ما وصل لمستشفيات قطاع غزة حتى اللحظة 8800 شهيد بينهم 3648 طفلًا و2290 سيدات، و397 مسنًا، وإصابة 22219 آخرين.

وأشارت وزارة الصحة إلى أن الطواقم الطبية لازالت تعمل بكل طاقتها من أجل إنقاذ عشرات الحالات الخطيرة والحرجة في غرف العمليات والعنايات المكثفة.

واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 17 جنديا وإصابة آخرين بجروح تراوحت بين المتوسطة والخطيرة منذ بدء عملياته البرية واشتباكه مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك في اليوم الـ26 للحرب التي يشنها الاحتلال على القطاع المحاصر، علما بأنه كان قد أعلن مساء الثلاثاء، عن مقتل اثنين منهم خلال في الاشتباكات التي وصفها بـ”الضارية”.

في حين أشارت التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أن نحو 2000 إسرائيلي على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 4000 آخرين في الهجوم الذي شنه مقاتلون من كتائب القسام يوم السبت السابع من أكتوبر.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: