عربيات: الخيرُ بنا فِطرَة وعلينا غرس قيم العطاء في أبنائنا

عربيات: الخيرُ بنا فِطرَة وعلينا غرس قيم العطاء في أبنائنا

أكدت المستشارة التربويَّة بشرى عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة” على ضرورة أن يغتنم كل مسلم حلول الأيام العشر من ذي الحجة وما فيها من فضلٍ عظيمٍ بكل أنواع العمل الصالح والخير، وعلى رأسها “غرس قيم العطاء في نفوس أبنائنا”.

وقالت عربيات: هذه أيامٌ مباركة تهلُّ علينا، وهي أيام العشر من ذي الحِجَّة، هناك من قصد بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج، وهناك من تعذَّرَ عليه الذهاب هذا العام، لكن مما لا شكَّ فيه أنها أيام وليالي مباركة، أقسم فيها ربُّ العالمين في سورة الفجر، في قوله تعالى “وليالٍ عشر” ، فهنيئاً للقاصدين وهنيئاً للعاملين بطاعة الله.

وتابعت بالقول: لبَّيكَ ربي، وإن لم أكن بين الحجيجِ مُلَبِّيّاً..لبَّيكَ ربي، وإن لم أكن بين الزُّحامِ ساعياً.. هذا النداء الخالد، الباقي في نفوسنا وقلوبنا وأرواحنا حتى قيام السَّاعة، نداءٌ تتردد أصداءَهُ في ضلوعنا وجوارحنا، “لبَّيكَ اللَّهُمَ لبَّيك”، نداءُ المخبتين، نداءُ المشتاقين للطَّواف ببيت الله الحرام، المشتاقين لزيارة روضة رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلَّم، لا أحد ينكر أن لهذا النداء معانٍ عميقة في النفس البشرية فكيف لو كانت هذه النفس نذرت حياتها امتثالاً لأمرِ ربِّ العالمين؟

ولفتت إلى أنّ “ملايين من الناس تقصدُ بيت الله الحرام من مختلف أنحاء العالم، وفي المقابل عشرات الملايين تُلبِّي النداء حتى لو كانت بعيدة، قد يكونُ منعها المرض أو ضيق ذات اليد، لكن الخير لا ينتهي من النفوس الزَّكِيَّة، فقد أشار المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى معنى ذلك في أن الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يومِ القيامة، وفي كل صباح ينادي منادٍ أن يا ساعيَ الخيرِ أقبل، فما أجملها من معاني روحانية، وما أعظمه من دين، فالحمدلله على نعمةِ الإسلام، وكفى بها من نعمة”.

المستشارة بشرى عربيات: علينا جميعاً كمربِّين ومؤثرين إيجابياً نشر معاني العطاء والخير

غرس معنى العطاء

وأكدت عربيات على أنّه “لا بد أن نشيرَ إلى معنى العطاء في كل حال، وفي كل وقت، حتى لو كان مقداره بسيطاً، لكننا متأكدون من أن الله يضاعفُ لمن يشاء، لذلك علينا أن نغرسَ في نفوسِ أبنائنا قيمة العطاء، سواءً آباء وأمهات، أو معلمين ومعلمات، كلٌّ في موقعه، وأن نُعظِّمَ الإنجاز والعطاء مهما كان بسيطاً”.

وقالت عربيات: إنني أرى في تبرع الطفل بما في حصَّالتِهِ من نقود قبل أيام لصالح سبيل معان، والذي يوفر للحجيج الماء والطعام أثناء رحلة الحج برَّاً مروراً بهذه المحافظة، أرى فيه نموذج للخير والعطاء، ولا شك أن هناك أشخاص علَّمت وربَّت هذا الطفل، فكان فرِحاً بتبرعه الذي ربما يراهُ البعضُ بسيطاً، لكن لا أحد يعلم كم هو عند الله عظيماً، كما في قوله تعالى: “ليُنفق ذو سعةٍ من سعته”.

إقرأ أيضًا: خبيرة تربوية تطالب بالتصدي لمظاهر “أزمة الأخلاق” في مجتمعنا

وتابعت، “لذلك أقول بارك الله في هذا الطفل النموذج الطيِّب، وبارك الله في أهله وذويه، وبارك الله في أهل محافظة معان، الذين يقدمون أجمل المعاني الذين لم ينسوا سبيل معان بالرغم من الظروف الإقتصادية الصعبة، لكني أراهم فرحين بهذا العطاء – حتى لو لم أراهم عن قرب – لكن معنى العطاء يخترق الفضاء، ويعلو في السماء، ليصلَ كلَّ بيتٍ وكل نفسٍ تثق بأنَّ الخير في أمةِ محمد صلى الله عليه وسلَّم إلى يوم القيامة “.

وختمت المستشارة التربوية بالقول: نعم، الخيرُ بنا فطرة، فطرتّ الله التي فطرَ الناسَ عليها، لا تبديلَ لخلقِ الله، لذلك علينا جميعاً كمربِّين، ومؤثرين إيجابياً نشر معاني العطاء والخير، وأن لا ننسى أن نشكرَ هذه الفئة المعطاءة، فمن لا يشكر الناس، لا يشكرُ الله!

إزرع خيراً، واحصد فكرة

لا تيأس، فالخيرُ بنا فِطرَة

وكلُّ عامٍ وأنتم بخير

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: