عربيات: ما نراه في مجتمعنا يجعل المنطق حائرًا

عربيات: ما نراه في مجتمعنا يجعل المنطق حائرًا

عمّان – البوصلة

أكدت المستشارة التربوية بشرى عربيات: “إنّ الأحداث تتسارع في السنوات الأخيرة بشكلٍ يجعلُ الإنسان يقف حائراً أمام كل ما يرى ويسمع، حتى لو حاولَ أن يجدَ تفسيراً منطقياً لما يحدث، تنتابهُ الحيرة، ويشعرُ بالألم”.

وقالت عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة“: ونتيجةً لهذه الحيرة ولحجم الألم، سأتحدث بطريقةٍ تلقائيةٍ، بل ربما تكونُ عفويَّةٍ في بعض الأمور، سوف أنطلق كتربويَّة من المناهج التعليمية التي “تتغير” بشكلٍ متسارع حيث تتدفقُ المناهج التعليمية الجديدة لتحتوي العديد من الأخطاء العلمية، ناهيك عن كتابة معلومة عن السيرة النبوية في مثال رياضيات يتعلق بالكسورِ النسبيَّة! وهذا مؤشر مقلق للغاية، فما علاقة السيرة النبوية بالكسور النسبية؟

وتتابع بالقول: بما أننا على أبوابِ العطلة الصَّيفيَّة، نسمعُ ونرى تعطيلاً لبعض المدارس أياماً غير رسمية، والسبب معروف إما رحلة مدرسية، أو تزامن امتحانات البرامج الأجنبية، أو أي سبب آخر هروباً من المسؤولية الإجتماعية والتربوية والتعليمية، وتوفيراً لبعضِ المبالغ الماليّة، إذ لن تتحرك الباصات، ولن يتم تشغيل وسائل الإنارة والتدفئة والتبريد، كل ذلك على حساب العملية التعليمية، بل تجاوز البعض حد المسؤولية الصحية، فإذا حدث أن كُسرت يدُ طالبٍ على سبيل المثال، يقفُ طبيب المدرسة مذعوراً، وتتبرأُ المدرسة من المسؤولية، وتطلب من أولياء الأمر اصطحاب إبنهم إلى الطبيب! إن هذا أمرٌ غريب!

وتستدرك عربيات بالقول: ناهيك عن التجارب المخبرية الوهمية التي لا تدعم العملية التعليمية، ولعب الطلبة الكرة في شوارعٍ فرعيَّة! أضف إلى ذلك تدخين القاصرين، وعمالة الأطفال من الطلبة، والتي  ربما تكونُ أرقاماً قياسية!

المستشارة بشرى عربيات: كثيرٌ من المشاهدات التي نراها انعكس سلباً على المنظومة الأُسرية والتربوية

وتلفت إلى أنّ الأمر لا يخلو من السُّموم الفكرية المنتشرة عبر القنوات الفضائية، فالكل يعلم أن المعظم من أبنائنا الطلبة تمتلك الأجهزة الذكية، ومن البديهيات أن يتعرضوا لهذه السُّموم الفكرية، إنَّ هذا ربما يندرج تحتَ عنوان” هدمٌ جائر” للجيل الحالي والقادم، علماً بأنَّ الإنسان والإنسان فقط هو الثَّروة الطبيعية!

وتشير عربيات: إلى أنّ هناك مدارس ومراكز، وبأرقام فلكية، تمثل تجارة علنيَّة، وتتساءل: هل تعلمون أن هناك بعض المدارس الخاصة تمتلكُ مراكزاً تعليمية – ربما بأسماء وهمية – ومن يعمل في هذه المراكز هم نفس أعضاء الهيئة التدريسية، ويدفع الطلبة أقساطاً أو رسوماً للجهتين، ومن يدفع أكثر يكون في مقدمة الطلبة داخل الغرف الصفِّيَّة، أين وصل الحالُ بنا؟ أرى أنه أمرٌ مخجل لا يليق بالعملية التربوية!

وتقول: أضف إلى ذلك ضمان التوجيهي في بعض المدارس الخاصة، وكأنه أرضٌ زراعيَّة! وزيادة عدد المدارس الخاصة، التي قد تحصل على ترخيص لتدريس البرامج الأجنبية إضافةً إلى المناهج الوطنية ، حتى لو كانت هذه المدارس عمارة في أحياءٍ سكنيَّة، أساتذة ومعلمات بوظائف إدارية لتوفيرِ مبالغ مالية، تلاعب في أُسس النجاح والرسوب والحضور والغياب بطرقٍ تقليدية، تنمُّر بعض المعلمين والمعلمات ومدراء المدارس في العديد من  المدارس الخاصَّة والحكومية، والعمل على بث رسائل سلبية، يُطلقون ما يسمى بـ”دوسيهات” نسخة طبق الأصل من الكتب المدرسية، بحيث يتم بيعها بمبالغ رمزية!

وتنوه الخبيرة التربوية إلى أنّ كل ذلك وأكثر ينعكسُ سلباً على المجتمع بالتأكيد، بدءاً من الغش في لقمة العيش سواءً في الخضار والفاكهة والشُّقق السَّكَنيَّة، وزيادة عدد المخالفات المرورية – غير المرئية منها والمرئية – ، أطفال تغادرُ مدارسها قبل نهاية الساعات الرسمية، مقاهي منتشرة في الشوارع الرئيسية والفرعية، وهناك من يجلس في سيارته ويقف على قارعة الطريق – حتى لو كان مخالفاً للقوانين المرورية – ينتظر كوب القهوة أن يأتيه على “صينية”!

وتتابع بالقول: ناهيك عن التسوُّل قرب الإشارات الضوئية، هذا التسول المغلَّفُ بالورد والصحف والمناديل الورقية، وهناك تسوُّل من نوعٍ آخر، تقليد زي عمَّال الوطن والتجول بين السيارات، نعم تقليد، لأن عمال الوطن ذوي نفوسٍ أبيَّة!

وتشدد على أنّ كل ذلك  انعكس سلباً على المنظومة الأُسرية والتربوية، ذلك لأن هناك حملات إعلامية تنادي لخروج الفتاة والمرأة عن المبادئ الأخلاقية، بحجة المساواة والحرية! ترى طالبات في المراحل الأساسية تضحكُ بصوتٍ مرتفع أمام مدرستها وتقوم بتقليد المسلسلات الأجنبية! مشاهد يومية لفتيات وسيدات تضعُ كميات من المساحيق التي ربما تكفي لتخطيط ممرات إنسانية! والبعض منهنَّ ترتدي ألواناً – تقولُ أنه حجابٌ – بأشكالٍ مختلفة وغربية!

وتختم حديثها بالتأكيد على أنّ انهيار منظومة المجتمع التربوية تؤدي بالضرورة إلى تصاعد العنف المجتمعي والجرائم مما نقرأ أو نسمعُ عنه في الأحداثِ اليومية! 

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: