عربيات: هذا ما نجنيه من غياب “التأثير التربوي” عن مجتمعنا

عربيات: هذا ما نجنيه من غياب “التأثير التربوي” عن مجتمعنا

عمّان – البوصلة

قالت الخبيرة التربوية بشرى عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة” إنّ من أخطر ما يواجهه مجتمعنا اليوم “غياب التأثير التربوي”، الأمر الذي انعكس بدوره على كثيرٍ من السلوكيات السلبية المشاهدة اليوم والتي أوصلتنا لمرحلة أن تتحوّل لحوادث قاتلة تهدد حياة أبناء مجتمعنا.

وقدمت عربيات قراءة بالرؤية المشاهدة لهذه السلوكيات الخطيرة قائلة: بدأَ يغيبُ مفهوم التربية في المجتمع بشكلٍ لافت، وذلك من خلال كثير من السلوكيات التي نلاحظها ونشاهدها بشكلٍ يوميّ، هذه السلوكيات لا حصر لها لكن سوف أشير لجزءٍ منها لما لها من آثارٍ سلبية ظهرت بصورة واضحة، من هذه السلوكيات استمرار استخدام الهاتف الخلويّ أثناء قيادة السيارات بشكلٍ يُعرضُ جميع مستخدمي الطريق للخطر، ناهيك عن تغيير المسرب بشكلٍ مفاجئ، والسرعة الزائدة، الأمر الذي تسبَّبَ ويتسبب في حوادث مرورية أودت بحياة الكثير من الناس.

وتابعت بالقول: “هناك خبر قرأته قبل أيام،  ضبط أحد الأشخاص يدخِّن الأرجيلة أثناء القيادة على إحدى الطرق الخارجية، لكني رأيتُ شخصياً هذا المشهد في عمَّان قرب إشارات نفق الصحافة، أضف إلى ذلك السير بشكل مخالف في شوارع فرعية من المفروض أنها باتجاه واحد، قيادة الكلاب للسيارات بدلاً من أصحابها، كل ذلك وأكثر يدل على عدم وجود أي تأثير للتربية سواءً داخل البيوت أو في المدارس”.

المستشارة بشرى عربيات: تربية بدون تأثير ليست تربية بل هي تخطيط وتدبير للتدمير

قراءة الأسباب

وأضافت الخبيرة التربوية بالقول: “لا بد من وجود سبب  ولربما أسباب عملت على غياب التأثير التربوي داخل وخارج البيوت، ولعلَّ أكثر سبب بدأ يطفو على السَّطح هو إدمان استخدام الأجهزة التكنولوجية بشكلٍ لا يخدم التعليم، بل إن معظم الإستخدامات لا ترقى لمستوى الطموح، معظم هذه الإستخدامات كانت سبباً في نقص التربية أو انعدامها في كثيرٍ من الأحيان”.

واستدركت بالقول: “ذلك لأنه لا توجد رقابة على كثيرٍ من المواقع الإباحية، ناهيك عن عدم وجود الوعي الكافي للمستخدمين، وبالتالي لا يمكن أن نرى آثاراً تربوية إيجابية، فقد أصبحت الجريمة مألوفة نتيجة خروج فتيات عن المستوى الأخلاقي، ولن أقول الديني أيضاً، فقد تراجع مفهوم رقابة رب العالمين، للأسف الشديد طبعاً، وأصبح غطاء الرأس أحيانًا ستاراً لأفعال لا أخلاقية، الأمر الذي دفع بالأب أو الأخ لجرائم القتل، بالطبع هذا ليس مبرراً للقتل لكنه نتيجة حتمية لما يحدث من تأثيرات سلبية للنقص في التربية”.

ولفتت عربيات إلى أن “الدور التربوي للمدارس غاب منذ سنواتٍ عديدة، فقدنا المعلم المربي، وفقدنا القائد التربوي المربي، الأمر الذي نتج عنه فوضى مجتمعية في المدارس والجامعات، حتى أن تصرفات الطلبة في الشوارع وأثناء خروجهم من المدرسة أو الجامعة لا تشير إلى أنهم أمضوا ساعات داخل الصرح التربوي، ولا شك أن سبب ذلك يعود إلى فقدان القدوة، وفقدان الإهتمام بتعديل أي سلوك سلبي”.

من مشاهدات مخالفات السير الخطرة.. كلابٌ خلف المقود بدلاً من أصحابها

وقالت: “ولذلك لا ولم ولن يوجد أي تأثير تربوي على الطلبة، لتصبح المدارس مكاناً للتحفيظ، وبالتالي تصبح الجامعات مكاناً يتم فيه رسم مخطط كرتوني لما يُسمَّى بالشهادة الجامعية، لكن في كلتا الحالتين شهادة ورقية خالية من الهمم، مليئة بالهموم، فارغة من العلم، مليئة بأصناف من الجهل، فارغة من التربية، لكنها مليئة بفوضى لا أخلاقية انتشرت بشكلٍ متسارع في المجتمع الأكبر، فترى الشاب والفتاة هائمة لا تعرفُ هدفاً، وإن قرروا الزواج كان حليفهم الفشل”.

وأكدت عربيات أنّ أي تربية بدون تأثير، تشبه إبرة التخدير التي قد تخفف الألم لساعات، لكنها تعملُ على نزف ووجع وألم لا حدَّ له في حال تمَّ استخدامها بشكلٍ خاطئ، تربية بدون تأثير، سينتج عنها أكبر تدمير، تربية بدون تأثير، سوف تعمل على تراجع في الفكر والتعبير، تربية بدون تأثير، سوف ينتج عنها فساد وخراب قد لا نتمكن من السيطرة عليه مهما حاولنا التفكير والتدبير.

وختمت حديثها لـ “البوصلة” بالقول: “خلاصة الأمر، أن من يقول عن عملية التربية بدون تأثير أنها تربية، أقول لهم: لا، هذه ليست تربية، بل هي تخطيط وتدبير للتدمير”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: