“عرين الأسود”.. تحول نوعيّ وحالة مقاومة خرجت عن المألوف

“عرين الأسود”.. تحول نوعيّ وحالة مقاومة خرجت عن المألوف

البوصلة – شكّلت مجموعات “عرين الأسود” تحولاً نوعيًا في أداء المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية من حيث شموله لنواحٍ عديدة، وبحالة فريدة خرجت عن النسق المألوف.

ورغم عدم توفر معلومات كافية ودقيقة عن هذه المجموعات التي باتت تنشط في العديد من مدن وبلدات الضفة وخاصة في البلدة القديمة بمدينة نابلس، والتي لمع اسمها في الأشهر القليلة الماضية؛ تحظى “عرين الأسود” بحالة دعم شعبي غير مسبوق، كونها أصبحت المجموعة التي تصنع الأخبار اللحظية بعد موجة عملياتها الأخيرة ضد قوات الاحتلال والمستوطنين.

وأمام تنامي ظاهرة المجموعة في نابلس؛ ضاعف الاحتلال من التحريض عليها، وطالب السلطة بأن تقوم بواجبها في “ضبط الحالة الأمنية” مهددًا بإعادة اجتياح المدينة.

في الشهر الماضي، أقدم جهاز الأمن الوقائي على اعتقال الأسير المحرر مصعب اشتية من نابلس وهو أحد أعضاء المجموعة، وينتمي لحركة “حماس”، مع رفيقه في الجبهة الشعبية، عميد طبيلة، وهو ما خلق حالة من الغضب الشعبي العارم.

حالة فريدة

ووفق مختصين بالشأن الفلسطيني والأمني، فإن مجموعات “عرين الأسود” نموذج فريد للمقاومة المسلحة تجاوز الحزبية والفصائلية بمجموعات من المقاومين الجدد من مختلف الأطياف السياسية والفكرية جمعهم الميدان وظروف المرحلة للدفاع عن شعبنا ومقدساته.

ويقول الكاتب والمختص بالشأن الأمني إبراهيم حبيب إن “عرين الأسود” نموذج مقاوم فريد يختلف عن الحالات السابقة بالضفة المحتلة وغزة.

ويضيف حبيب خلال حديث لوكالة “صفا”:” أن مجموعات “عرين الأسود” نموذج محترم تعالت فيه عن الفصائلية وصولاً لحالة إجماع وطني، وضمت مقاومين تجمعهم راية الوطن للدفاع عن شعبنا ومقدساته في ظل عربدة الاحتلال ومستوطنيه بالضفة والقدس”.

ويشدد على أن هذه الحالة يجب أن تُعمم على كافة مدن وبلدات الضفة وغزة على الرغم من وجود جسم مقاوم جامع في غزة -غرفة العمليات المشتركة-.

ويوضح أن هذه المجموعات يمكن أن تشكل حاضنة لكل الشباب الفلسطيني الذي يريد أن يعمل للوطن بعيدًا عن حالة الملاحقة التي قد تتعرض لها من الاحتلال والسلطة.

وبحسب المختص بالشأن الأمني، فإن هذه المجموعات يصعب ضربها واختراقها، لعدم وجود هيكلية تنظيمية.

أيقونة الثورة

الكاتب المختص بالشأن الفلسطيني أحمد أبو زهري، يشير خلال حديثه لـ”صفا” إلى أن هذه المجموعات المسلحة نقلت العمل الفردي إلى عمل أكثر تنظيمًا في الميدان.

ويضيف: “على صعيد العمليات استطاعت المجموعة اختيار أهدافها بعناية فائقة فأوقعت خسائر محققة في الجنود والمستوطنين، وأربكت حسابات المؤسسة الأمنية داخل كيان الاحتلال كونها استطاعت أن تخلق وحدة حقيقية في الميدان؛ فهي جمعت كل الأطياف ضمن صفوفها”.

ويعتبر أن مجموعات العرين تخطت أي حدود حزبية وشكّلت مصدر إلهام للشباب الثائر، بحيث أصبحت عنوان وأيقونة للانتفاضة والثورة.

ووفق الكاتب أبو زهري، فإن مجموعات “عرين الأسود” ستكون قادرة وخلال فترة قريبة على إشعال ثورة مسلحة في الضفة عبر تشكيل عشرات الخلايا في كافة المناطق واستهداف أهداف أكثر نوعية وتغيير المعادلة في مواجهة العدو، “خصوصًا أنه وفي كل يوم ينضم لها العشرات من المسلحين ونشاطها يتسع بشكل ملحوظ”.

وطالب أبو زهري بدعم هذه المجموعات وطنيًا وماليًا وتسليحًا وغيره، “وهذا واجب على القوى والمجموع الوطني، كونها أصبحت تمثل الأمل لجماهير شعبنا في الضفة بعد أن تغول العدو واستباح كل شيء من خلال جرائمه”.

وكانت صحيفة “معاريف” العبرية نشرت تقريرًا مطوّلاً تحت عنوان: “عرين الأسود”، أعده معلِّقُها للشؤون العسكرية “تال ليف رام” خلص فيه إلى أن جيش الاحتلال ومخابراته عاجزون عن فهم هذه المجموعة من المسلّحين في منطقة نابلس، وصياغة خطوات فعّالة لمواجهتها.

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن منظومة المجموعة صعبة للغاية بالنسبة للمنظومة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية، لأنها على عكس المنظمات القائمة والمعترف بها، فهي تُشكل مفهوما جديدا وغريبا من ناحية اتّساع نطاقها.

وطبقا للصحيفة، فإن المجموعة لا تعمل تحت راية معيّنة، وهي تسعى إلى قيادة خط وطني جديد ضد الاحتلال.

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: