عقل يسرد لـ “البوصلة” مشاهدات وفد الحركة الإسلامية الإغاثي في تركيا وسوريا (صور)

عقل يسرد لـ “البوصلة” مشاهدات وفد الحركة الإسلامية الإغاثي في تركيا وسوريا (صور)

عمّان – رائد صبيح

منذ اللحظة الأولى لكارثة الزلزال المزدوج الذي ضرب كلاً من سوريا وتركيا وما خلفه من أعدادٍ كبيرةٍ من الضحايا ودمارٍ هائل، هبّ الأردن رسميًا وشعبيًا لإغاثة المتضررين في هذا الحدث الهائل الذي لم تشهده المنطقة منذ عقود.

وفي ظلّ الجهود الكبيرة المقدمة أردنيًا للإغاثة، مدّت الحركة الإسلامية وكما هو العهد بها يد العون والإسناد من خلال كوادرها ومن خلال اللجنة الصحية المركزية في حزب جبهة العمل الإسلامي الذي شكّل وفدًا طبيًا إغاثيًا ضمّ أطباء وممرضين وصيادلة متخصصين للمشاركة في جهود الإغاثة.

الأردنيون مبادرون وسبّاقون

عضو الوفد الطبي ونقيب الممرضين الأسبق منير عقل سلط الضوء في تصريحاته لـ”البوصلة” على الجهود الكبيرة والهائلة التي اضطلع بها الوفد منذ اللحظة الأولى لقرار المشاركة بجهود الإغاثة والسفر من العاصمة عمّان إلى المدن التي ضربها الزلزال في تركيا وسوريا وما تمّ تقديمه للمتضررين بأيدي الأردنيّين الخيّرين، وما وثقه الوفد من صورٍ لجهود الإغاثة.

وقال منير عقل: بمبادرة من اللجنة الصحية المركزية في جبهة العمل الإسلامي وبإصرار من قيادة الحزب للمساهمة في تخفيف المعاناة عن المنكوبين جراء الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، وتقديم ما يمكن ان نقدمه من إغاثة طبية لهم، تم تشكيل وفد طبي اغاثي يتكون من ١٨ طبيبًا وممرضًا وصيدلانيًا.

وتابع حديثه بالقول: وبتنسيق بين اللجنة وجمعيات الإغاثة الطبية التركية مع مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) ، سافر الوفد يوم الخميس السادس عشر من شهر آذار الماضي إلى إسطنبول جوآ، ثم كان من المقرر أن يسافر الوفد جوا من إسطنبول الى انطاكيا مركز ولاية هاتاي، إلا أن الوفد فوجئ وهو في المطار أن الرحلات إلى هاتاي قد ألغيت، فأصر الوفد على إتمام رحلته فاستقل حافلة وسافر برا إلى انطاكية مسافة ١٤٠٠ كلم (وهذه من التحديات التي واجهتنا).

وأضاف، وصلنا انطاكيا بعد ١٧ ساعة سفر ليلا، ونزلنا في بلدة قريبة من انطاكيا تدعى الرحمانية متاخمة للحدود السورية وفيها معبر باب الهوى المنفذ الوحيد الى الشمال السوري. وفي يوم الوصول وبالتنسيق مع مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية دخلنا عبر معبر باب الهوى الى الشمال السوري المنكوب.

مشاهدات الوفد في انطاكيا مركز ولاية هاتاي

ويروي عقل لـ “البوصلة” مشاهدات الوفد من مدينة انطاكيا التي يبلغ تعداد سكانها حوالى مليون نسمة.

ويضيف: لا يوجد بيت فيها يصلح للسكن، فجميع البيوت إما تهدمت جراء الزلزال أو تصدعت، والحكومة التركية بذلت جهدا جبارا وخارقا لإدارة الأزمة حيث استوعبت الصدمة في الأيام الثلاثة الأولى وتم التعامل مع الكارثة رغم حجمها المهول بكل اقتدار.

ويلفت عقل إلى أنّ تركيا فيها ٨١ ولاية، وعدد الولايات التي تضررت من الزلزال فقط ١٠ ولايات،  ونظامها الصحي ضخم ومتماسك لا سيما وأن فيها ما يقرب من ١٦٠٠ مستشفى بسعة اجمالية حوالي ٢٤٠ الف سرير منها ٣٧ الف سرير للعناية المر كزة.

وينوه إلى أنّ هذا النظام الصحي استوعب جميع الإصابات على مختلف درجاتها والتي بلغت حسب الأرقام الرسمية اكثر من ١٢٠ الف إصابة، كذلك سلسلة الامداد الغذائي والاعاشي تم توفيره للمتضررين من قبل الحكومة مجانا ، ونشطت الجمعيات الخيرية المنتشرة في تركيا وابرمت اتفاقيات مع كبرى الأسواق الغذائية لتلبية احتياجات المتضررين في مناطق الزلزال وتحويل المطالبات المالية عليها .

ويؤكد عقل أنّ التحدي الأكبر أمام الحكومة التركية كان تحدي الايواء وتسكين المتضررين الذين هدمت بيوتهم او تصدعت، حيث تعاملت الحكومة التركية مع هذا التحدي على ثلاث مستويات.

ويوضح بأنّ المستوى الأول تمثل في تأمين من يريد منهم للسفر إلى ولايات أخرى عند أقاربه أو من استطاع تامين سكن آخر، وأمّا المستوى الثاني فكان عبر إيواء المتضررين في سكن الطلاب الجامعي في الجامعات التركية بعد تحويل الدراسة عن بعد حتى نهاية الصيف، حيث يوجد في تركيا حوالي ٢٠٧ جامعات تضم نحو ثمانية ملايين طالب، معظم هذه الجامعات فيها سكن داخلي للطلاب.

ويتابع عقل حديثه عن المستوى الثالث لمواجهة الزلزال من قبل الحكومة التركية عبر إقامة مخيمات إيواء وفرت فيها للمتضررين كل سبل الحياة الأساسية من وجبات طعام وماء، وتحملت  الدولة التركية  نفقات ذلك كله.

مشاهداتنا في شمال سوريا (ادلب وريف ادلب)

لكنّ عقل الذي صدم بحجم الكارثة والمأساة التي خلفها الزلزال في الأراضي السورية، فيتابع سرد القصة في حديثه لـ “البوصلة” بالقول: أما في شمال سوريا فصدمنا بحجم الكارثة والمأساة، حيث زرنا ثلاثة مستشفيات كبرى في إدلب وهي مستشفى إدلب الوطني ومستشفى إدلب الجامعي ومستشفى  الشفاء، ووجدنا نقصا هائلا في المستلزمات والمستهلكات والعدد الجراحية.

ويستدرك بالقول: حتى أن الاطباء أحيانا يقفون عاجزين عن علاج المصابين لعدم توفر المستلزمات والعدد الجراحية مثل جراحة العظام والدماغ والترميم والتجميل وجراحة الفكين والوجه.

ويعبر عن حزنه الشديد من أنّ “هناك نقصًا في كفاءة أجهزة التصوير الشعاعي وبعض أجهزة المختبر لأنها قديمة جدا وقد خرجت عن الخدمة منذ سنين، كذلك عدم توفر فلاتر غسيل الكلى لمرضى الفسل الكلوي بشكل يتناسب مع عدد المرضى، علاوة على قدم أجهزة غسيل الكلى وعدم توفر الصيانة وقطع الغيار المناسبة نتيجة الحصار المفروض على الشمال السوري وانقطاع سلسلة التزويد الطبي لقلة الامكانيات وعدم وجود جهات مانحة سواء كانت عربية او دولية”.  

جهود جبّارة قدّمها الوفد

ويقول عقل: من جهتنا فقد قدم الوفد شاحنة مستلزمات ومستهلكات وأدوية طبية لمستشفى إدلب، وعمل الفريق في العيادات الميدانية في مخيمات الايواء وقدموا الخدمة الطبية والعلاجية للمتضررين جراء الزلزال.

ويتابع بالقول: “والشيء نفسه في جنوب تركيا قدم شاحنة مماثلة للمتضررين جراء الزلزال ، وعمل الفريق الطبي في العيادات المتنقلة في مخيمات الايواء وقدموا الخدمة الطبيةوالعلاجية للمحتاجين وتم توزيع الطرود الغذائية عليهم”.

ويختم عقل حديثه لـ “البوصلة” بتوجيه رسالة للعالم أجمع ليقف أمام مسؤولياته تجاه المناطق المنكوبة خاصة في سوريا، ويقول: “وعلى العالم الذي يدعي التحضر أن يتحرك لإنقاذ ثلاثة ملايين انسان يسكنون الشمال السوري يعانون منذ عشرة سنين وتوفير أبسط الاحتياجات الطبية لهم”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: