علماء شريعة: ذكرى الإسراء والمعراج “بوابة أمل” بقرب تحرير القدس

علماء شريعة: ذكرى الإسراء والمعراج “بوابة أمل” بقرب تحرير القدس

د. أحمد الشحروري لـ “البوصلة”:

– الأمّة أرّخت للإسراء والمعراج بذكرى الفتح الصلاحي لأنها متعطشة للعزة

– الإسراء والمعراج عنوانٌ لسيادة الأمة الإسلامية ورفعتها

د. إبراهيم الجرمي لـ “البوصلة”:

– الإسراء والمعراج تاريخ الأمّة وحاضرها ومستقبلها

-الإسراء والمعراج يعيد الأمل دائمًا للأمة والثقة بوعد الله

عمان – رائد صبيح

أكد علماء في الشريعة في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” أنّه يجب على المسلم أن يجعل من ذكرى الإسراء والمعراج منهج حياة لتعلم الدروس والعبر، واستلهام الأخلاق التي تبعث في الأمّة السيادة والعزة كمعاني أكدها هذا الحدث العظيم في تاريخ الأمّة.

وشددوا على أنّ الربط بين الإلهي بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى في إشارات ورسائل للأمّة بالغة الأهمية لكي يتراجع المثبطون والمتخاذلون إلى دينهم ورشدهم، مؤكدين أنّ دروس الإسراء والمعراج تبعث الأمل في نفس المؤمن بقرب وعده الله وثقته بنصره وقرب فتح بيت المقدس وتحريرها وعودة الحقّ لأصحابه.

ربط وثيق بالفتح  الصلاحي

قال أستاذ الشريعة في جامعة الزيتونة الأردنية الدكتور أحمد الشحوري في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” إن يوم السابع والعشرين من رجب عام 583 هجرية كان موعد الأرض مع بشرى السماء، في ذكرى الإسراء والمعراج، وما التصق بذاكرة المسلمين من فتح صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس في هذا التاريخ.

وأضاف الشحروري أن “الأمّة متعطشة للعزة ولذلك أرّخت للإسراء والمعراج بالفتح الصلاحي، والأمّة التي احتفلت بالفتح الصلاحي تنتظر بمنته وعزته أن تحتفل بهزيمة يهود على ساحة المسجد الأقصى قريبًا”.

واستدرك بالقول: “لكن لا بد أنستذكر أن الإسراء والمعراج كان عنوان السيادة والرفعة، فأمّا السيادة فنأخذها من صلاة النبي عليه السلام إمامًا للأنبياء جميعًا، فإن أمّته هي إمام الأمم من بعده، وينبغي لهذه الأمّة أن تمارس دورها في السيادة للتاريخ والحضارة والمجد والعزة التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قبلها ربه في حادثة الإسراء والمعراج”.

وتابع الشحروري بالقول: “أمّا الرفعة فلأن حدث الإسراء ارتبط بالمعراج، فقد شاء الله أن يعرج بنبيه من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى فكانت الرفعة عنوان هذه الأمة، خصوصًا وأن الصلاة فرضت في السماوات العلى، ولذلك فإن الصلاة في اليوم خمس مرات هي عنوان رفعة المسلم، وارتقائه بروحه ولقائه بربه جلّ في علاه وابتعاده عن معاني التراب والطين، والتصاقه بالمجد والملكوت الإلهي الذي بدونه سيفقد معنى روحه ويبقى بأصله الطيني الذي يخلد به إلى الأرض وما هذه هي وظيفة المسلم”.

الفتح المنتظر لبيت المقدس  

وأضاف أن ذكرى الإسراء والمعراج في هذا العام، تمر بنا ونحن نتشوف في هذا العام 2022 للنبوءة التي تبشرنا بأنّ الفتح المنتظر وطرد اليهود المنتظر سيكون في هذا العام، وعام 1443 هجرية ملتقى هذين العامين، سيكون الفرج بحسب النبوءة.

وقال: “نحن لا نصدق ولا نكذب ولكننا نرجو من الله عز  وجل أن يكحل عيوننا بحرية المسجد الأقصى، وأن ينيلنا بركة الفتح، وأن يجعلنا من جنده ولو على الأقل بالفرح بنصر الله عز وجل فإننا إن شاء الله منتظرون، ونربط قلوبنا على ذلك، ونربي أبناءنا على هذه الثقافة، ونربط نساءنا بحبل مودة المسجد الأقصى وفدائه بالأرواح والثمين من كل ما نملك”.

ووجه الشحروري “تحية عطرة ومباركة إلى نساء القدس اللواتي يرابطن في صلاة الفجر دفاعًا عن هذا المسجد وتثبيتًا للرباط في سبيل الله ليظل هذا المسجد منارة طوال الزمان”.

وختم بالقول: نسأل الله أن تكون مشاركتنا لهم في صلاة الفجر وصلاة الجمعة قريبة، إنه هو السميع القريب.

تاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها

من جانبه قال الدكتور إبراهيم الجرمي في تصريحاته لـ “البوصلة” إن ذكرى الإسراء والمعراج ذكرى عظيمة تتعلق بتاريخ الأمة وواقعها حاضرها ومستقبلها.

وأضاف بالقول: “ضروري أن نعيش هذا الزمن، فليس الموضوع تباكٍ على أمجادٍ مضت، وليس النظر إلى المستقبل الموعود، فهذا ربطٌ من الله سبحانه وتعالى بين المساجد في كتاب الله، وهذه رسالة وإشارة في غاية الأهمية “من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى”.

واستدرك بالقول: “فهنا يجب أن يتراجع المتخاذلون ويتراجع المثبطون وأن يفيئوا إلى دينهم وكتابهم”.

وتابع حديثه، قال عليه الصلاة والسلام: “لا تزال طائفة من أمّتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين، لا يضرهم  من خالفهم ولا من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك”.

ونوه الجرمي إلى أن هذه فرصة لمعرفة الدروس المتكررة في الإسراء والمعراج، وأهمها أن جنود الله لا يعلمها إلا هو، “وما يعلم جنود ربك إلا هو”.

وأضاف، “لذلك ربنا عز وجل سخر البراق للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يمكن أن يسخر لنا ما يشاء من جنود والقوة التي أودعها في الحياة، ولكن الإنسان يستنفد أسبابه ليرى أسباب الله تفعل في الخفاء وهو لا يدري”.

وقال الجرمي: “من أعظم الدروس فكرة الأمل وأنه إذا ضاقت الأرض على النبي صلى الله عليه وسلم كفرانًا بدعوته، فإن أبواب السماء تفتحت لدعوته، وهكذا”، مستدركًا: “أنت لا تدري إذا دعوت وبذرت في أرض وظننت أنها ليست طيبة، فلعلها تأتي في منطقة يكون فيها الخير، فإذا بها تنبت ويكثر الزرع فيها”.

ونوه إلى أن من أعظم الدروس ختم النبوة، حيث ختمت النبوات بمحمد صلى الله عليه وسلم وصلى بإخوانه الأنبياء، فدعوته كدعوتهم، وما أرسلنا من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون، فالأنبياء يصدق بعضهم بعضًا، وأما المفكرون والسياسيون والعلماء فيكذب بعضهم بعضًا.

وتابع حديثه بالقول: “من الدروس فكرة القدرة الإلهية التي لا تقادر، ولا يمكن للإنسان أن يقف عليها، فلا يحشر الإنسان والمسلم والمفكر قضايا المعجزات في قوانين العلم، وقوانين الحياة من فيزياء وكيمياء فهذه للإنسان، والله أودعها ولكنه مالك الحياة والقوانين فهو يفعل ما يشاء، فلا تقل كيف كان وكيف أسري به وكيف عرج به، فهذا درسٌ في الإيمان أن الله لا يسأل عن كيف”.

وختم الجرمي حديثه بالقول: هي فرصة أن نتذكر مثل هذه المعاني الرائعة، أعاد الله علينا وعليكم هذه الذكرى ونحن في أحسن حال على مستوى الفرد والمجتمع.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: