حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

عمال الصحافة متضررون أيضاً..!

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

ما الفرق بين عمال المياومة وعمال الصحافة؟ الطرفان اكتويا بنار الازمة التي فاجأنا بها «كورونا» فانقطعت معاشاتهم، المفارقة ان عمال المياومة وجدوا من «يهب» لنجدتهم عبر حزمة طويلة من المساعدات والمعونات – وهم يستحقون ذلك وأكثر-، فيما لم يجد عمال الصحافة من يفتح أذنيه لسماع أنينهم رغم مرور نحو شهرين على توقف رواتبهم.

ما الفرق بين الشركات الخاصة التي تعطلت عن العمل بأمر قانون «الدفاع» وبين المؤسسات الصحفية التي منعت من الصدور «الورقي» بأمر القانون بذاته ؟ المفارقة أيضا هي ان الحكومة خصصت لهذه الشركات قروضاً ميسرة بضمانتها فيما حرمت المؤسسات الصحفية من هذا «الامتياز»، أقصد امتياز « ما يمكن إنقاذه».

حين تدقق في المفارقتين ستكتشف – دون حاجة لمساعدة صديق – بأن «قيمة» الصحافة الورقية لدى بعض المسؤولين أصبحت في آخر «القائمة»، لا يهم الان لماذا، فسواء أكان ذلك بسبب انها «مضمونة» ولم تخرج من بيت الطاعة، او أنها أصبحت خارج «العصر» وبالتالي لا حاجة لبقائها، فالنتيجة واحدة ، وهي ان «اكرام الميت دفنه»، ستكتشف ثانياً أن مصير هؤلاء الصحفيين وعمال المطابع المهرة لم يعد مهماً، فقد تم استنفاد المصلحة من وجودهم، وعليهم ان يتحملوا «الإثم» الذي اقترفوه حين اختاروا هذه المهنة، واذا ما رغب بعضهم الاستفادة من أي دعم او حماية اجتماعية فليبادروا الى الاستقالة من هذه المهنة…وإشهار انضمامهم الى عمال المياومة.

لا يراودني أي شك بأن قرار ترك «الصحافة» الورقية في هذه الازمة وحيدة لكي تواجه «مصيرها» المحتوم قد اتخذ بدم بارد، وبأن من يدفع ثمنه ليس ، فقط  ، الصحفيين وعمال المطابع ، وانما الدولة الأردنية التي شكلت الصحافة «ذراعها» اليمين على امتداد اكثر من نصف قرن – وما تزال-، وبأن البديل الذي يبدو ان البعض يلوّح به للاستغناء عن هذه المؤسسات لن يقدم الاّ وجبات سريعة ومسلوقة، لا تقبل ولا تؤثر ولا تحفظ الذاكرة الوطنية ولا تستطيع ان تضبط الإيقاع الإعلامي العام الذي يغرد في كل الاتجاهات.

 من يلوم من؟ يعزّ علي بعد نحو ثلاثين عاماً من العمل في مهنة «الحرف الشريف» ان أسجل جردة حسابات بما فعلته المؤسسات الصحفية بنفسها، وما فعلته الحكومات بها ايضاً، يعزّ علي ايضاً ان اصارح إخواننا المسؤولين بأن «خنق» الصحافة وترك الصحفيين مكشوفي الظهر ، او رميهم الى سوق «العطالة» القسرية، سيكون أسوأ قرار يمكن ان يتخذ، اذ كيف يمكن لاحدنا ان يتصور بأن الدولة في لحظة ما استغنت عن اللسان الناطق باسمها، او الضمير الذي عبّر عن قيمها ومبادئها، او الحارس الأمين لإنجازاتها.

أعرف ان ثمة من يدفع اليوم باتجاه مرحلة جديدة لما بعد كورونا، عنوانها «التكيف» مع التجربة التي عشناها على امتداد الشهرين المنصرفين، حيث غابت الصحف الورقية، وبالتالي يمكن الاستغناء عنها للأبد، الصحف – يا سادة- لم تغب، والصحفيون والعمال فيها لم ينزلوا من فوق «الجبل» ولم يلقوا عصاهم بعد… ارجوكم لا تدفعوهم لفعل ذلك، وعندئذ ستكتشفون بأن الخطأ كان بحجم «الجريمة» وبأن القطار فات… ولن ينفع الندم، « فيداك أوكتا وفوك نفخ»!!

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts