د. أحمد شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

عن حماس والمثل الأعلى في الصراع

د. أحمد شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

كنت وسأظل مع التوافق بين أبناء الأمة لكيلا نخسر وحدة القلوب وصفاء النفوس ومتانة الصف، والأصل أننا نتفق ونختلف، وأن الخلاف لا يفسد للودّ قضية، (نلتقي فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)، ويسعنا أن نختلف في دائرة ما يجوز فيه الاجتهاد، فكل ما هو ظني يمكن أن تتعدد وجهات تفسيره، ولا بأس فإن مساحة الفكر البشري واسعة، واللغة حمالة أوجه، وكل ما يحتمل معناه يُحمد فيه الاجتهاد النظر لا ريب. لكن الاختلاف في البدهيات غير مقبول، بل يدل على انحراف الفهم وضعفه، فهذا رجل مهيب الطلعة يسأل أبا حنيفة رحمه الله: يا شيخ متى يدخل وقت صلاة المغرب؟ قال أبو حنيفة: إذا غربت الشمس، قال: فإذا لم تغرب؟ وكان أبو حنيفة قد ضم رجليه -وفيهما ألم- تبجيلا لمظهر الرجل  فلما سمع منه ما سمع قال رحمه الله: آن لأبي حنيفة أن يمدّ رجله !!    

كم من كائن في زماننا لا يسعك أمام ضمور فهمه وسقم منطقه برغم جمال بدلته إلا أن تمد رجلك؟!

الدنيا كلها عربا وعجما، أصدقاء وأعداء يقرون اليوم بحسب الوقائع على الأرض أن دولة الاغتصاب في ورطة ، إلا أن بعض قادة “السلطة” محتسبا متبرعا بالوقوف في صف العدو لدعم معنوياته المنهارة في الميدان يقول لإحدى وكالات الأنباء العالمية: (غير مقبول اعتقاد البعض أن طريقة حماس بإدارة الصراع مع إسرائيل كانت المثل الأعلى والأفضل).

 ولهذا المهيب الطلعة نقول: فما المثل الأعلى والأفضل  في إدارة الصراع مع إسرائيل يا صاحب “السيادة”؟

هل الأعلى والأفضل في إدارة الصراع مثلا أن نسلم العدو أسراه ونفضّها سيرة ويذهب كلّ منا إلى بيته؟! ربما يذهب العدو إلى ما يسميه بيته، لكنه عندها لن يترك أحدا ممن تنازل له في بيته ولا حتى في مقبرة من طبعه أصلا أن يجرفها ويقضّ مضاجع ساكنيها.

هل الأعلى والأفضل هو أن نعترف بهذا العدو عساه يرضى عنا فيعاملنا كما يعامل غيرنا عمّالا عنده بالقطاعي، حراسا لأمنه يأخذ تحت أسماعهم وأبصارهم من يريد من غرمائه المقاومين فيذهب به إلى السجن وتطحن آلته العسكرية غيره فيذهب به إلى المقبرة مشروع التجريف؟!

هل الأعلى والأفضل لكي يفرج عن أموال امتنع عن تسليمها للسلطة أن يشترط تسلّمه كشوفا بأسماء أصحاب الرواتب التي تدفع للموظفين حتى يتأكد أن ليس منهم “إرهابي” يؤمن بحتمية زوال الاحتلال وأزلامه؟! 

هل الأعلى والأفضل أن تتآمروا على أبناء جلدتكم بالتنسيق مع عدو الأمة ليسلمكم مفاتيح غزة؟ ومَن المنتصر عندئذ أنتم أم عدونا؟!

كان العرب يقولون: أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب، فأين هذه المعادلة منكم أيها “السادة” ولو كنا أصلا لا نوافق عليها  بإطلاقها؟ لكن أين أنت من أخيك وابن عمك وقد شاركا في صدّ العدو عن أرض غزة؟ هل نضالهما ضد العدو المعتدي مشروع في نظرك أم هم المعتدون؟!

كان في ماضي القضية الفلسطينية كفاح مسلح، قبل أن يكتشف بعضهم أنه كان يركض خلف سراب بمقاومته العسكرية، وفجأة وجد نفسه في صف العدو الذي كان يناكفه، وفي قبالتهما فصيل يتزعم المقاومة  لا يعتقد أن إدارته للصراع مع إسرائيل كانت المثل الأعلى والأفضل!! فلا نترككم حتى تخبرونا: ما هو المثل الأعلى والأفضل في التعامل مع هذا العدو المتغطرس الدموي الحاقد؟؟

ولأني قررت أن ألفظ الماء وأتكلم فإن خير ما يمكن أن أقول هو التذكير بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت”، ترى هل نجد أبلغ من هذا البيان البديع في الرد على سيادته في ظل اضمحلال سيادته؟؟!!

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts