“عين الحلوة” ينزف.. مطالبات بالتهدئة وتحذيرات من مؤامرة تستهدف المخيمات الفلسطينية #عاجل

“عين الحلوة” ينزف.. مطالبات بالتهدئة وتحذيرات من مؤامرة تستهدف المخيمات الفلسطينية #عاجل

رصد – البوصلة

لم يصمد اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه الاثنين الماضي بعد اجتماع عُقد بين القوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة بلبنان واستمرت الخروقات حتى استيقظ المخيم صباح اليوم الخميس على شلالٍ من الدماء أودى بحياة  15 شخصا وإصابة أكثر من 150 جريحا مع استمرار الاشتباكات المسلحة بين حركة فتح وجماعات إسلامية في المخيم.

وحذرت أطرافٌ فلسطينيةٌ عديدة ومراكز دراسات ومتابعون للشأن الفلسطيني من خطورة ما يجري في المخيم باعتباره “مؤامرة” تستهدف المخيمات الفلسطينية ووجودها، لا سيما بعد ما ظهر من حجم السلاح الذي يتمّ تهريبه لداخل المخيم لأطراف النزاع، ما أدى لـ “مواجهات عنيفة” شهدها أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان استخدمت فيها مختلف الأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية التي طاولت أماكن متفرقة من مدينة صيدا، وأدت لموجة نزوحٍ واسعة لأبناء المخيم.

حماس والجهاد ترفضان

أكدت حركتا حماس، والجهاد الإسلامي، الليلة الماضية، على رفضهما لاستمرار الاشتباكات المسلحة في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان.

 جاء ذلك خلال استقبال أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، بحضور رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية عضو المكتب السياسي إحسان عطايا، وفدًا قياديًّا من حركة “حماس” برئاسة نائب رئيس الحركة في الخارج وعضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، ضم: رئيس دائرة العلاقات الوطنية في الخارج علي بركة، وممثل الحركة في لبنان أحمد عبد الهادي.

وتوقف الجانبان عند خطورة ما يجري في مخيم عين الحلوة من اشتباكات مستنكرة أدت إلى وقوع العشرات من القتلى والجرحى من أبناء المخيم والجوار، وتدمير المنازل والممتلكات، وتهجير الأهالي، وتعطيل حياة الناس والإضرار بمصالحهم، وإقفال المدارس والمؤسسات. وفق بيان لحركة الجهاد.

دعوات لتثبيت الهدنة حفاظًا على الوجود الفلسطيني

من جانبه، دعا مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في تقدير موقف بعنوان: “أحداث مخيم عين الحلوة والاحتمالات المتوقعة”،  وصل “البوصلة“، إلى تثبيت وقف إطلاق النار في عين الحلوة برعاية فلسطينية لبنانية وسحب المسلحين من الشوارع ومن مدارس وكالة الأونروا وعودة الطلاب إلى مدارسهم. وأشار التقدير لضرورة العمل على حلّ مشكلة المطلوبين للدولة اللبنانية على وجه السرعة، كما دعا لإعادة النازحين فوراً، والتعويض على الخسائر البشرية والمادية.

وأوصى التقدير بتثبيت دور هيئة العمل الفلسطيني المشترك التي تضم جميع الفصائل الفلسطينية، وعدم التفرد بقرارها. كما أوصى بتفعيل دور الاتحادات والنقابات ومؤسسات العمل المدني والشعبي في خدمة المجتمع الفلسطيني في لبنان، وتعميق أجواء التكافل والتضامن، وتقديم نموذج حضاري متقدم لفلسطينيي لبنان.

كما اختتم التقدير بالدعوة إلى المحافظة على الوجود الفلسطيني في لبنان ورفع الغطاء عن أي أطراف تسعى للعبث بأمن المجتمع الفلسطيني، وتشويه صورته، وزيادة معاناته واستنزافه، والتسبّب بتفكيك مخيماته، وحرف بوصلته عن أجندته الأساسية في العودة وتحرير أرضه ومقدساته.

تحذيرات من مؤامرة

وأثارت مواقع إخبارية لبنانية تساؤلات حول كميات الأسلحة الكبيرة التي يتم إدخالها للمخيم على مرأى من الجيش اللبناني: “من أين يأتي كل هذا السلاح إلى مخيم عين الحلوة؟”.

ولفتت إلى أنّ عمليات التهريب المتعدّدة الأنواع، ومن بينها تهريب السلاح إلى جميع المتنازعين، حيث تبيّن أن كميات هذه الأسلحة المستعملة في المعارك “التصفوية” يفوق حجم تلك، التي يمكن توظيفها لمحاربة العدو على الحدود

واستهجنت أنّ السلاح الذي يدخل إلى مخيم عين الحلوة لا يسقط بـ “البراشوت”، بل يسرّب ويهرّب بسحر ساحر على حد وصفها، خصوصًا أن الجهات التي تمرر هذا السلاح تعرفها الجهات الأمنية اللبنانية، التي تقف غير قادرة على الردع.

بدورهم، وجه نشطاء فلسطينيون رسائل عاجلة لأهالي مخيم عين الحلوة يطالبونهم بضرورة الانتباه لما يجري، مؤكدين أن “ما يجري في مخيم عين الحلوة اليوم، هو ذاته ما جرى في مخيم اليرموك في دمشق من تدمير ممنهج، بهدف عريض، وهو إنهاء أية حالة عسكرية تمثل خطراً ولو بسيطاً على كيان يهود، وعلى الأنظمة التي تحميه من جوانبه! ثم استمرار السير في حالات التطبيع المعلنة معه، لا سيما بعد أن تم وضع لبنان على سكة التطبيع منذ إنجاز ترسيم الحدود البحرية ثم الآن الحدود البرية!”.

وطالبوا أهل المخيم بضرورة “الأخذ على يد أدوات الاقتتال، من كل الأطراف، لوقف هذا العبث، وامنعوا أبناءكم في عين الحلوة وغيره من المخيمات من الاستجابة لدعاة التأجيج والقتل، من كل الأطراف، واصرخوا في وجه كل من حمل السلاح في هذه المعركة، لأنّ الدماء زكيةٌ ويحرم إراقتها.

دعوة لتطويق الانقسام

الكاتب الفلسطيني محمد عايش حذر من كارثية ما يجري في مخيم عين الحلوة قائلا: إنّ الفلسطينيين يحتاجون لتطويق أي انقسام، كما أن الخلافات البينية الفلسطينية التي كان الاحتلال الاسرائيلي سبباً رئيسياً لها، يجب أن تظل هناك، ويجب أن لا تتوسع إلى الفلسطينيين في الخارج، خاصة مخيمات اللاجئين في لبنان التي سبق أن عانت كثيراً ولسنوات طويلة خلال فترة الحرب الأهلية في أواخر القرن الماضي.

وقال في مقالة له بصحيفة “عربي21” اللندنية إنّ الأكيد أن الانقسام والاقتتال الداخلي لا يُمكن أن يصب في مصلحة أحد، وكما أن الانقسام داخل الأراضي الفلسطينية لا يمكن أن ينتهي بإقصاء طرف ولا بانتصار آخر، فالأمر كذلك في المخيمات وفي كل دول الشتات، إذ سيظل التباين السياسي قائماً بين الناس لأنها طبيعة البشر، وستظل الخلافات في التقديرات قائمة، ولا يصح سوى أن يتقبل كل طرف منافسه ويعترف بوجوده ويعمل معه فيما يتم الاتفاق عليه، لأن فلسطين واحدة وهي تتسع للجميع.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: