رصد – البوصلة
يقرأ السياسي زكي بني ارشيد في حلقته الثانية من برنامج “فكر وسياسة”، المتغيرات السياسية في دولة الاحتلال وتأثيرها على مستقبل الكيان الصهيوني وقدرته على البقاء والاستمرار.
ويؤكد بني ارشيد أنّ من أبرز الموضوعات التي يجب الحديث عنها وتناولها، هو مشروع دولة الاحتلال في فلسطين.
ويقول: إنّ هذا المشروع تأسس على بناءً على أسس ونظريات ليست صائبة وغير صحيحة، ابتدأها ثيودور هيرتزل في كتابه الدولة اليهودية والتي تنبأ وبشر بمستقبل واعدٍ لها يقوم على أساس التعاون بين الشعب الفلسطيني والشعب اليهودي.
وتابع بالقول: فشلت هذه النظرية بعد قيام عدد من الثورات من قبل الشعب الفلسطيني، ذهاباً إلى جابوتنسكي وهو المنظر الثاني لهذا المشروع، والذي بنى نظريته على أنّ أرض فلسطين هي أرضٌ بلاش شعب، لشعبٍ بلا أرض.
واستدرك بني ارشيد بالقول: “أي أنّه قام على فكرة الإحلال والإنزال والتغير والإزاحة والتهجير القسري لمجاميع الشعب الفلسطيني، ماذا جرى في هذا المشروع وإلى أين وصل حتى هذه اللحظة، وما هو مستقبل أو القراءة المستقبلية لهذا المشروع”.
ويلفت إلى أنّ المشروع الصهيوني وصل ذروته بعد احتلال العديد من الأراضي عام 1967م وسيناء وأرض الجولان، وفي عام 1982 عندما اجتاح لبنان ووصل إلى بيروت واحتلها، ثم بدأ بعد ذلك يتراجع.
ويشدد على أنّ المشروع الصهيوني أصيب بنكسات كان أبرزها وأكثرها أثرًا في هذا المستقبل هو الانزياحات اليمينية المتطرفة، تطرفًا يمينيا أو دينيًا، حتى وصلنا لنقطة الحكومة الصهيونية القائمة حاليًا برئاسة بنيمين نتنياهو، والتي أصبحت عبئًا على المجتمع العبري والمجتمع الدولي، المجتمع الغربي بالخصوص سواءً كان أوروبيًا أو أمريكيا.
ويستشرف بني ارشيد في هذه الحلقة إمكانية تفكك الدولة الصهيونية بسبب ما يعصف بها من أزمات داخلية، وإمكانية أن يهاجر كثيرٌ من الصهاينة ويعودوا إلى البلاد التي وفدوا منها.
ويؤكد أنّ أزمة التعديلات القضائية والإصلاح القضائي التي يصر عليها نتنياهو تجعلنا أمام نسخة جديدة من ضعف هذه الدولة بتراجع الحريات والديمقراطية، وهناك ملاحظات أخرى تؤثر على بقاء هذا المشروع تتعلق بالجهة المقابلة التي رفض الاحتلال الاعتراف بها وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في الوجود.
(البوصلة)