في الذكرى الـ86 لاستشهاده.. هل خرج القسّام قبل موعد نضوج الثورة أم كشف أمره مبكّرا؟

في الذكرى الـ86 لاستشهاده.. هل خرج القسّام قبل موعد نضوج الثورة أم كشف أمره مبكّرا؟

 البوصلة – بمناسبة الذكرى السادسة والثمانين لاستشهاد المجاهد عز الدين القسام التي صادفت يوم الجمعة الماضي نظمت لجنة المتابعة العليا يوما تطوعيا لصيانة وتنظيف المقبرة التي يرقد فيها في حيفا.

وشمل اليوم التطوعي أعمال ترميم وصيانة وتنظيف في المقبرة التاريخية التي تعرضت عدة مرات لانتهاكات مريعة وتواجه مخططا إسرائيليا لبناء منشآت تجارية عليها. وقد قدم حفيد القسام، أحمد محمد عز الدين القسام من مكان إقامته في جنين الفعاليات السياسية والأهلية التي تواصل اعتنائها بمقبرة القسام في حيفا.

ويستذكر المؤرخ بروفيسور مصطفى كبها أن القسّام (1882 -1935) استشهد هو وثلاثة من رفاقه قرب قرية نزلة الشيخ زيد (طورة الشرقية) الواقعة غربي بلدة يعبد قضاء جنين.

وفي حديث لـ”القدس العربي”، يستذكر كبها أن الشيخ عز الدين القسام شيخ أزهري من مواليد بلدة جبلة في سوريا وسبق أن شارك في ثورة إبراهيم هنانو في سوريا عام 1920 وطورد من قبل الفرنسيين ولوحق وحكم عليه بالإعدام  فقدم إلى حيفا في فلسطين عام 1921. وقد عمل القسّام معلما في مدرسة البرج الإسلامية ومأذوناً شرعيا لقضاء حيفا وخطيبا في جامع الاستقلال القائم حتى اليوم. ويشير كبها إلى أنه بعد هبة البراق في العام 1929 عمل القسام على إنشاء خلايا سرية مسلحة عملت أساساً في منطقة حيفا والجليل الأسفل.

الكف الأسود

ورجح أن خروج الشيخ عز الدين القسّام وصحبه من حيفا تمّ في الثاني أو الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 1935 ومعه 15 عضواً من أعضاء تنظيم جماعة الكف الأسود كانوا ينتمون إلى النواة الضيقة للمجموعة المقربة جداً من قائدها (في حين كان عدد المجموعة الأوسع قرابة 200 مقاتل وهم:

محمود سالم المخزومي من قباطية قضاء جنين، داود أحمد قرية بيتا قضاء نابلس، يوسف سعيد أبو درة من السيلة الحارثية قضاء جنين، صالح طه الصفوري من صفورية قضاء الناصرة، حسن الباير من برقين قضاء جنين، أسعد المفلح من أم الفحم قضاء جنين، داود حطاب عودة من الكبابير قضاء حيفا، يوسف الزيباوي من الزيب قضاء عكا، معروف الجابر من يعبد قضاء جنين، نمر السعدي من طبعون قضاء الناصرة، محمد يحيى يوسف من سبسطية قضاء نابلس، عربي بدوي من قبلان قضاء نابلس، محمد أبو قاسم من حلحول قضاء الخليل، حنفي عطية (عامل مصري عمل في حيفا) وأحمد عبد الرحمن من قرية اقتابا قضاء طولكرم.

كما يرجح كبها أن القسّام كان قد قرر توقيت الخروج بعد الهبة الشعبية التي أثارتها عملية اكتشاف السلاح المهرب للجماعات اليهودية المسلحة في سبتمبر/ أيلول من نفس السنة في ميناء يافا لكنه يشير لوجود الكثير من الأسئلة المحيّرة التي لم يصل الباحثون فيها إلى أجوبة شافية رغم كثرة الخائضين فيها.

ويتابع “تتمحور الأسئلة حول ماذا كان القسّام ينوي أن يعمل بالفعل من هذا الخروج المبكر (قبل أن يتكامل تنظيمه الثوري شعبية) ومع هذا العدد القليل من رجاله؟ وهل كان بالفعل ينوي إعلان الثورة المسلحة على الملأ، الشيء الذي يعني التنازل عن آليات العمل السري الذي سار عليها سنوات عدة؟ وهل استشار القسّام أحداً من زعماء الحركة الوطنية قبل خروجه وإقباله على هذه الخطوة المصيرية كالحاج أمين الحسيني مثلاً الذي كانت تربطه به، بحكم عمله وبحكم ماضيهما الاستقلالي المشترك، علاقات وطيدة وخاصة؟.

ضابط تركي

للإجابة على هذه الأسئلة كلها، علينا أن نؤكد من البداية أن القسّام كان ينوي، بالفعل، القيام بثورة مسلحة أو على الأقل عمل عسكري له دوي يكون من شأنه اقناع بريطانيا بالعدول عن تأييد مشروع الوطن القومي اليهودي ومنح الفلسطينيين بعض مظاهر الاستقلال والسيادة”.

ويقول كبها إن بعض الدلائل تشير إلى ذلك منها استقدام ضابط تركي كبير، سبق وخدم في الجيش العثماني، وذلك لإعطاء أعضاء المجموعة تدريبات حسب الأصول العسكرية الصحيحة، وكذلك محاولته إقامة نقاط ارتكاز في القرى والأرياف يكون من شأنها معاضدة حيفا (التي قرر أن تكون مركزا لنشاطه الثوري) وقت اندلاع الثورة.

ويضيف “أفادت التقارير أنه بعث، أثناء سنة 1935، إلى بعض القرى التي كان لمجموعته فيها أعضاء (صفورية وطيرة الكرمل ونورس) بعض العتاد الحربي وأوامر تتضمن الاستعداد والتدرّب. وقد كان يبغي من وراء ذلك، كما يبدو، الخروج إلى هذه القرى في الوقت المناسب لتكون مراكز تجميع وتجنيد وتدريب للمناطق المحيطة بها ومن ثم الانقضاض على حيفا، بعد استكمال الاستعدادات، لتكون مركزاً للثورة وواجهة لها، وذلك كما أفاد صبحي ياسين أحد أعضاء جماعة الكف الأسود والذي لم يرافق الشيخ القسّام في رحلته الأخيرة.

نظرية صبحي ياسين

وينبه كبها أنه اعتماداً على ما كان للقسّام من تجربة طويلة في المجال الثوري ومقارعة الاستعمار الأوروبي فإنه من المنطقي الافتراض بأنه كان واعياً حتماً لمحدودية خطة من هذا القبيل وعدم جاهزيتها، وعليه فإنه من الصعب القبول بما يقوله صبحي ياسين (والذي سار على أثره باحثون كثيرون) تكتيتكياً على الأقل، بل يمكن الافتراض أن الخروج كان بقصد استمرار الحضّ على الثورة وتجنيد أعضاء جدد للمجموعة بحيث يتم جعلها أكثر شعبية واتساعاً بعد ما كانت محصورة قبل ذلك في صفوة من اتباعه وتلاميذه.

وبطبيعة الحال، كان القسّام مدركاً لمخاطر هذه الخطوة والتي كان أهمها خطر انكشاف المجموعة قبل النضج التام بعد وضعها تحت مساحات أوسع من دائرة الضوء، كما يؤكد كبها الذي يقول أيضا إنه قد يكون قول ياسين صحيحاً على مستوى الحسابات الاستراتيجية للقسّام الذي نوى، كما يبدو بعد استكمال الاستعدادات، مهاجمة مدينة حيفا من الخارج (بواسطة الشبان الذي نوى تجنيدهم في القرى) على أن يقوم سكانها العرب وبإرشاد من أتباعه الذين بقوا فيها (وكانوا يعدون بالعشرات من خيرة الشبان المقاتلين والمدربين) بتسهيل أمر دخولها.

ويرى أن ما يؤكد أن الخروج كان بقصد الوعظ والحض على الثورة والتجنيد وليس المباشرة بالثورة هو نوعية الخارجين معه الذين كانوا، بمعظمهم، من الدعاة والمدرّسين في المجموعة وليسوا من المقاتلين وهذا يدل بشكل واضح على المهام التي رسمها القسّام لهم والتي كانت تصب باتجاه استغلال قدراتهم بالاقناع والحض والدعوة وإثارة الحماس لدى جمهور سامعيهم من الشباب.

ويضيف المؤرخ كبها ضمن استخلاصاته “يمكن القول إن ما حصل مع المجموعة كان انحرافاً عن الخطة الأصلية أدى إلى وأدها وهي ما زالت في مراحل التنفيذ الجنينية فعملية قتل الشاويش اليهودي روزنفيلد بالقرب من سيرين في الأيام الأولى للمسيرة أدت إلى الكشف المبكر عنها وتعقب القوات البريطانية لها الشيء الذي قاد القسّام إلى محاولة تغيير الخطة واللجوء إلى المناطق الحرجية الوعرة في منطقة يعبد للتستر فيها ريثما تهدأ الأحوال ومن ثم مواصلة السير أو تجميد الخطة لفترة زمنية ما. ولكن ذلك لم يحصل لأن المجموعة لم تستطع الزوغان فكان الاصطدام”.

مراحل الثورة حسب تخطيط القسام

ويوضح بروفيسور كبها المختص بتاريخ فلسطين الحديث أنه إذا افترضنا أن ما حصل كان خروجاً عن المخطط فقد بقي أن نذكر بأن الخطة الأصلية، كما يبدو، كانت تتكون من ثلاث مراحل أساسية: الأولى كانت تقضي بخروج القسّام، مع دعاته ووعاظه، إلى القرى العربية الواقعة بين حيفا والناصرة وجنين والتجول فيها بغرض شحذ همم الناس وتهيئتهم لدعم الثورة العتيدة. أما المرحلة الثانية فكانت تجنيد الشباب القادرين على حمل السلاح لصفوف الثورة وتدريبهم، في حين كانت المرحلة الثالثة تقتضي القيام بعمل يكون من شأنه تسبب دويّ وضجة لاستقطاب من تبقى من الشبان الذين لم يستجيبوا للدعوة الأولى.

ويرجح كبها أن هذا العمل كان محاولة احتلال مدينة حيفا التي كانت إلى جانب كونها إحدى ثلاث كبريات المدن الفلسطينية آنذاك، أكبر ميناء في البلاد ومجمعاً صناعيّاً كبيراً. ويرجح أيضا أن تأثير احتلالها، أو إثارة القلاقل فيها على الأقل، لن يقتصر على الشبان العرب (جمهور الهدف الأساسي للقسّام وجماعته) وإنما سيتعداهم إلى سائر سكان فلسطين وسيغضب حتماً سلطات الانتداب البريطانية التي رأت في حيفا ومينائها مكانا استراتيجياً بالغ الأهمية وسيضرب عملية تهويد المدينة التي عملت المؤسسات الصهيونية آنذاك عل تنفيذها بخطىً سريعة وبإصرار واضح.

العلاقة مع المفتي

أما فيما يتعلق بعلاقة القسّام مع قيادات الحركة الوطنية وخاصة المفتي، فيفترض كبها أنه لو أراد القسّام أن يستشير أحداً من زعامات الحركة الوطنية الفلسطينية لكان ذلك المفتي، الحاج أمين الحسيني، وذلك لكونه الزعيم الأبرز من جهة، ولكونه رئيساً للمجلس الإسلامي الأعلى الذي كان القسّام موظفاً فيه ويتبع المفتي من الناحية الإدارية.

ويقول إن هناك مصدران حاولا إلقاء الضوء على علاقات المفتي والقسّام ومنهما استقى معظم الباحثين معلوماتهم عن هذا الموضوع: الأول كتاب صبحي ياسين عن الثورة والذي جاء فيه أن القسّام قبل خروجه أوفد مبعوثاً إلى المفتي يستشيره بإضرام نار الثورة المسلحة، وقد كان رد المفتي على ذلك بأن الوقت لم يحن بعد لإعلان الثورة وقد دعا القسّام للتريّث.

أما المصدر الثاني فكان إميل الغوري، أحد المقربين من المفتي وعضو الحزب العربي (الحسيني) فقد جاء في كتابه (فلسطين عبر ستين عاماً) بأن المفتي هو الذي عمل على تنظيم وتسليح المجموعات المسلحة التي عملت في الشمال في الفترة الواقعة بين السنوات 1931 -1935.

كما ويضيف الغوري بأن علاقات خاصة ربطت القسّام بالمفتي منذ مجيئه إلى حيفا وعمله إماماً لمسجد الاستقلال. ويتابع “كي نستطيع البت، بشكل أوضح، في طبيعة العلاقات التي ربطت الشيخ القسّام بالمفتي نرى ما قاله معاصرون للحدث، فقد جاء في مقابلة أجرتها المؤرخة بيان نويهض- الحوت مع محمد عزت دروزة (مدير الأوقاف الإسلامية، عضو حزب الاستقلال، عضو اللجنة العربية العليا وأحد البارزين في ديوان الثورة الذي كان مقره في دمشق) ما نصه: “أنا لا أعرف يقيناً عن العلاقة بينهما، إنما القسّام كان واعظاً في حيفا والوعاظ كانوا مرتبطين بالمجلس الاسلامي الأعلى الذي يرأسه الحاج أمين فيجوز أن تكون له صلة من هذه الناحية، وقد أرسل القسّام لي في موضوع الخلية الجهادية التي يرعاها وقال إنه يريد أن يواجه الحاج أمين أيضاً ولا أدري هل واجهه أم لا”.

ويبدو أن قول دروزة هذا جاء ليدعم ما قاله في أحد كتبه (حول الحركة العربية الحديثة) بأن القسّام انتمى إلى حزب الاستقلال الذي كان عزت دروزة أحد زعمائه البارزين. ويرجح كبها أيضا أن دروزة في قوله هذا يعتمد على العلاقة المميزة التي ربطت القسّام بالزعيم الاستقلالي الحيفاوي رشيد الحاج إبراهيم الذي كان آخر من رآه القسّام في حيفا واستمع إلى وصيته التي جاء فيها: “إني واثق من نفسي وأن صوتي سيجد صداه في كل مكان عند أول صيحة ونستودعك الله راجين من المولى تعالى أن يوفقنا بأعمالنا في سبيل الوطن”.

ويشدد كبها على أن اتباع القسّام الذين كتبوا فيما بعد، فقد نفوا أية علاقة لزعيمهم بأي حزب من الأحزاب وأكدوا أنه عمل بمعزل عن الخلافات الحزبية وحسب ما أملته علية نفسه الثائرة التواقة للتغيير. ويقول إنه من الطبيعي أن نرى هذا النفي من قبل أتباع القسّام وذلك من منطلق عدم رغبتهم في أن تشاركهم في أمجاد القسّام جهة أخرى. ويضيف “علماً بأن معظم هذه الأقوال التي ظهرت والتي تنفي أية علاقة للقسّام بالقيادات الأخرى جاءت في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات وهذه الفترة تعتبر، بلا شك، فترة قمة المد الثوري الفلسطيني الذي كان أهم سماته التنديد بالقيادات التقليدية ومحاولة تصويرها بأنها سبب ما آلت إليه الحركة الفلسطينية من نكبات”.

تشييع القسام في حيفا

وبهذه المناسبة استحضر الشيخ سالم صقر إمام مسجد “أبو بكر” في بلدة كفركنا داخل أراضي 48 فقال لـ”القدس العربي” قبل رحيله عن 100 عام إنه ذهب عام 1935 إلى حيفا لزيارة شقيقته عائشة وحينما اعتلى الحافلة في صباح يوم الجمعة 20.11.1935 التقى  براجي أبو عرابي من بلدته وكان راجعا من حيفا وبيده جريدة “فلسطين” الصادرة في مدينة يافا مدبجة بعنوان رئيسي بالخط الأحمر: “استشهاد الشيخ المجاهد عز الدين القسام”.

وتابع الشيخ صقر “طلبت صحيفة فلسطين منه فقد صعقني الخبر ورغبت بقراءة التفاصيل… وصلت حيفا وإذا بثلاث جنازات تتجه من المدينة  إلى قرية بلد الشيخ وهي للشيخ القسام وأبو عبد الله الزيباوي من الزيب وحنفي عطية عامل من مصر استقر في حيفا بحثا عن لقمة العيش. منوها إلى أن الجنازات كانت متوسطة ومن خلفها كانت تسير أورطة من الجيش الإنكليزي وكان المشّيعون يهتفون ضد بريطانيا ويرددون شعر للشاعر نوح إبراهيم شاعر الثورة لاحقا:

عز الدين يا مرحوم … موتك درس للعموم

آه  لو كنت بدوم … يا رئيس المجاهدين

عز الدين يا خسارتك … متت فدا امتك

مين بنكر شهامتك … يا رئيس المجاهدين”

كما يستذكر الشيخ صقر أنه بذات يوم الجمعة ذهب لمسجد الاستقلال حيث كان يعطي فيه القسام الدروس الدينية والسياسية وأضاف “عند قيام المؤذن طاهر الدريني من أم الفحم أصلا برفع صلاة الظهر قام المصلون بأداء صلاة الجمعة وقد حضر الشيخ محمد باشا كاتب من المحكمة الشرعية ولما صعد المنبر قال “أشهد أن محمد رسول الله” ولم يتمالك نفسه وبكى فبكى المصلون معه وأنا منهم لأن القسام كان عزيزا على الناس”.

وقال الشيخ الراحل سالم صقر إنه خلال زياراته السابقة لحيفا كان دائما يزور مسجد الاستقلال لسماع دروس وخطب الشيخ القسام الذي أحببه واحترمه ويذكر أنه صلى بمعيته في شهر رمضان واحد 27 مرة صلاة التراويح”. ومضى في شهادته “كان المرحوم يبدأ الصلاة بتلاوة آيات من سورة البقرة، يعتمر المرحوم عمامة كسائر علماء الأزهر وكان وسيم الطلعة رقم واحد بالخطابة فخطاباته حماسية وتدعو لاستقلال البلاد وطرد الانكليز ومؤثر جدا بالناس وكان النور يشع من وجهه ويتمتع بملكة الكلام وألفاظه فصيحة ولهجته سورية. وفي الدرس الأخير الذي سمعته في عام استشهاده أذكر أنه حثّ المصلين على النهوض والتحرر من الانتداب”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: