في ذكراها الـ 59.. كيف يرى الفلسطينيون منظمة التحرير؟

في ذكراها الـ 59.. كيف يرى الفلسطينيون منظمة التحرير؟

البوصلة – رصد

يُحيي الشعب الفلسطيني في 28 أيار الجاري، الذكرى السنوية التاسعة والخمسين لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية (عام 1964)، التي تأسست بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس، نتيجة لقرار مؤتمر القمة العربية، الذي انعقد في القاهرة آنذاك، لتكون ممثلا للفلسطينيين في الوطن والشتات وفي مختلف المحافل الدولية.

كان الهدف الرئيس من إنشاء المنظمة، وفقا للميثاق الوطنى الفلسطيني هو تحرير فلسطين عبر الكفاح المسلح، إلا أن المنظمة تبنت عام 1974 فكرة إنشاء دولة ديمقراطية مؤقتاً في جزء من فلسطين، والذي عارضته بعض الفصائل الفلسطينية وقتها.

وقد تنامت الدعوات لإصلاح هياكل المنظمة وتمكين كل الفصائل من الانضمام إليها، وعرفت الأحداث الفلسطينية تطورا ملحوظا بعد التوقيع على إعلان القاهرة في آذار 2005 الذي نص على إجراء انتخابات محلية وتشريعية واعتماد الحوار لحل الخلافات، حين فازت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالأغلبية.

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، عريب الرنتاوي، أن منظمة التحرير الفلسطينية “فقدت شرعيتها”.
وقال الرنتاوي في تصريحات لوكالة “قدس برس”، إن “منظمة التحرير الفلسطينية ليست سلطة حاكمة، ولا مؤسسة تعمل على تحرير الأرض، بل هي ملحق بالسلطة الفلسطينية، والأخيرة هي من يتولى تحريكها والإنفاق عليها، ولم تعد هي المنظمة الأم، فعلاقة السلطة الفلسطينية بالمنظمة مثل علاقة الابنة التي ولدت أمها” على حد تعبيره.

وأعرب عن اعتقاد في تصريحاته “أنه حصل تهميش منظم لصالح تسمين السلطة الفلسطينية على حساب المنظمة”.

ولفت الرنتاوي إلى أن “القرارات الأخيرة بتفريغ المنظمة من مضمونها نتيجة الإجراءات المتنفذة للقيادة في السلطة الفلسطينية، عطلت دور المنظمة كإطار جامع تلتقي تحت مظلته كافة القوى والفصائل الفلسطينية، وبالتالي هناك حالة تهميش لكل المؤسسات بما في ذلك فتح، والمجلس الوطني، والمجلس التشريعي المعطل بعيد انتخابه، ولا يوجد استعداد للشراكة، ولا للعمل الجماعي داخل المنظمة، وهناك من يشتكي حالة التهميش داخل إطار المنظمة كالجبهة الشعبية نتيجة اتخاذ القرارات دون مشاورة” وفق ما أورد.

وأوضح الرنتاوي، الذي يرأس مركز “القدس” للدراسات، أن “هناك أصوات داخل حركة فتح تعترض على ما يجري، وجرى تهميشها مثل: ناصر القدوة، وحنان عشراوي وغيرهم، وبالتالي حال المنظمة اليوم لا يسر أحداً من الشعب الفلسطيني” على حد تقديره.

ورفض الرنتاوي ما تقوم به منظمة التحرير الفلسطينية من خلال “توجيه الإدنات المستمرة لفعاليات فلسطينيي الخارج، الذين ينظر لهم بوصفهم يقومون بمؤامرات على المنظمة، وهذا أمر غير صحيح، فطالما أن المنظمة في حالة فراغ، فإن هناك من سيأتي لملئ هذا الفراغ من أبناء الشعب الفلسطيني”.

بدوره أكد رئيس الهيئة العامة في “المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج” سمعان خوري، إنه في الذكرى الـ 59 لتأسيس منظمة التحرير أن السلطة وقياداتها  سيطرت بصورة كاملة على منظمة التحرير وعلى جميع مؤسساتها.

وقال خلال حديثٍ صحفي ” قيادة المنظمة والسلطة تنكرت لفلسطينيي الشتات.. ولم تأخذ بعين الاعتبار الفلسطينيين في دول الطوق والشتات، وهمشت جميع أبناء الشعب الفلسطيني في الخارج أي قرابة 8 مليون لاجئ”

وشدد أن قيادات السلطة  خطفت المنظمة من مضمونها وهو تحرير الأرض الفلسطينية” على حد تقديره.

وتابع “خوري”  “قيادة السلطة بسطت سيطرتها على منظمة التحرير، حيث دعت لانتخابات الرئاسة والتشريعي الفلسطيني في الضفة الغربية، وقطاع غزة دون القدس، بحجة أن الاحتلال لا يسمح بذلك”

ودعا “مؤتمر فلسطينيي أوروبا”، إلى إعادة إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية لتكون بالفعل المظلة التي يستظل بها الكل الفلسطيني.

وأكد المؤتمر في البيان الختامي له، امس السبت، أن منظمة التحرير الفلسطينية “هي إحدى أهم مكتسبات شعبنا، دونها تضحيات جسام معمدة بدماء الشهداء، هي ملك لشعبنا لا يجوز مصادرتها او إفراغها من محتواها وندعوا إلى إعادة إصلاحها”.

كما حثّ المؤتمر، الاتحادَ الأوروبي على “الانسجام مع قيم الحرية والعدالة التي قامت عليها دوله والوقوف إلى جانب شعبنا في معركة التحرير وعزل الاحتلال لعدم احترامه هذه القيم والضرب بها عرض الحائط في تعامله مع أبناء شعبنا، داعيا محكمة العدل الدولية والدول الموقعة على ميثاقها الأساسي وكل الهيئات الحقوقية العالمية إلى تحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جرائمه من قتل وجرائم تجاه أبناء شعبنا وهدم منازله واقتلاع أشجاره وحرمانه من أبسط مقومات الحياة الأساسية”.

وتأسست منظمة التحرير الفلسطينية، في 28 أيار عام 1964 بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في مدينة القدس، بقرار من مؤتمر القمة العربية، الذي انعقد في القاهرة في العام ذاته، لتكون ممثلا للفلسطينيين في مختلف المحافل الدولية، وهي تضم معظم الفصائل والأحزاب الفلسطينية تحت لوائها.
وكلف المؤتمر ممثل فلسطين آنذاك أحمد الشقيري بالاتصال بالفلسطينيين، وكتابة تقرير عن ذلك يقدم لمؤتمر القمة العربي التالي، فقام بجولة زار خلالها الدول العربية واتصل بالفلسطينيين فيها، وأثناء جولته جرى وضع مشروعي الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة، وتقرر عقد مؤتمر فلسطيني.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: