في ذكرى ميلادهما.. “هدية” إسرائيلية قاتلة لطفلين توأمين بغزة

في ذكرى ميلادهما.. “هدية” إسرائيلية قاتلة لطفلين توأمين بغزة

في ذكرى ميلادها وشقيقها التوأم أحمد، طلبت الطفلة جيهان نصر (8 سنوات) من والدتها، مساء الأربعاء وبإصرار غريب، أن تعد لها حفلة “ميلاد” صغيرة، رغم ضجيج انفجارات الغارات الإسرائيلية التي تدوي حولهم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

هذا الطلب الذي أتبعته الطفلة جيهان باشتراط وجود حلوى “السينابون” التي تشتهيها، قوبل برفض ناعم من والدتها التي أبلغتها أن الظروف غير مواتية لإعداد حفلة كهذه، بمناسبة مولديها وشقيقها التوأم الموافق 28 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام.

لكنها حصلت على وعد من والدتها بإعداد حفلة “ميلاد” جميلة، بعد انتهاء الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

أذعنت جيهان لهذا الوعد، لكنها لم تستطع أن تخبئه تحت وسادتها لتحلم به، لأن صاروخا إسرائيليا باغتها وشقيقها التوأم أحمد، وعددا من أفراد أسرتها وهم نيام، وأرداهم قتلى، فجر الخميس.

ويكثف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية والمدفعية على المنطقة الوسطى من قطاع غزة التي وصفها سابقا بأنها ضمن المناطق “الآمنة” في القطاع، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين قواته ومقاتلي الفصائل الفلسطينية قرب الحدود الشرقية.

وقبل أيام، طلب الجيش من سكان مخيم البريج وشمال مخيم النصيرات وسط القطاع، إخلاء منازلهم بشكل فوري والانتقال إلى مدينتي دير البلح ورفح، حسب منشورات ألقتها طائراته على مناطق وسط القطاع، وذلك تمهيدا لاستهدافها.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الجمعة “21 ألفا و507 شهداء و55 ألفا و915 إصابة معظمهم أطفال ونساء”، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

** ألم الفقد

وهي تبكي توأميها، تقول والدتهما سهير، إنها رزقت بطفليها التوأمين أحمد وجيهان، ابني الثمانية أعوام، بعد 5 سنوات قضتها بالدعاء والتوسل إلى الله.

وأضافت للأناضول: “كانت جيهان تطلب مني إعداد حفلة عيد ميلاد، وأنا أبلغتها بأنني بعد الحرب سأفعل ذلك”.

وتابعت، بصوت متحشرج: “كانت تقول لي أريد أيضا سنيابون يا أمي، وأنا أؤجل ذلك لبعد الحرب أيضا”.

وتعجز سهير عن وصف حالها بعد أن فقدت توأميها، خاصة وأن الطفلة جيهان، هي “الأنثى” الوحيدة بين 3 أشقاء ذكور، فيما رحلت دون أن تحقق لها “طلبها”.

وتصف الوالدة ابنيها التوأمين بـ”توأم روحي”، قائلة والدموع تملأ عينيها: “توأم روحي راحوا مني”.

** ليلة الحادثة

تقول الوالدة سهير إنها “نزحت وعائلتي الصغيرة من حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة إلى مخيم النصيرات، في 13 أكتوبر الماضي، هربا من الاستهداف الإسرائيلي بالمدينة”.

وتضيف: “نزحنا لمنزل عائلة صيدم في هذا المخيم، وهو منزل عائلة عمة أبنائي (شقيقة والدهم)”.

تقول سهير، إن ليلة استهداف المنزل خلدت طفلتها جيهان للنوم برفقة ابنة عمتها، بينما خلد ابنها أحمد للنوم مع حبيبته عمته.

وتابعت: “جميعهم ذهبوا في القصف الإسرائيلي، كنا الليلة الماضية نائمين حينما ضرب صاروخ إسرائيلي الطابق الثاني من العمارة التي نزحنا إليها، وكل الحجارة تساقطت على رؤوس أولادي”.

** خديعة المناطق “الآمنة”

وهي تجلس أمام جثامين الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال الغارة الإسرائيلية، تقول سهير إن الجيش سبق وأذاع أن كافة المناطق الواقعة جنوب وادي غزة “آمنة”.

وتصف سهير، والفلسطينيون بشكل عام، تصنيفات المناطق الآمنة بـ”الخديعة”، حيث يستهدف الجيش الإسرائيلي عشرات المباني السكنية في هذه المناطق الموزعة في مناطق مختلفة من القطاع.

وتتابع: “عشنا في هذا المنزل الذي يؤوي مدنيين حوالي 45 يوما، كنا آمنين (…) وفجأة لم أر إلا الحجارة تتساقط على رؤوس أبنائي”.

ولفتت إلى أن “اثنين من أبنائها هم من تبقوا من عائلتها”، دون الإشارة إلى مصير زوجها.

وختمت قائلة: “الله يوجع قلوبهم (تقصد الجيش الإسرائيلي)، أخذوا مني بنتي وحيدتي، التي تتعلق بها روحي”.

والجمعة، ذكر الإعلام الأمريكي، أن إسرائيل استخدمت مئات القنابل من طراز MK-84 ذات القوة التدميرية العالية في مناطق صنفتها “آمنة” للمدنيين بقطاع غزة، بعد حصول تل أبيب عليها من واشنطن.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”، استنادا إلى تحليل الأدلة البصرية المدعمة بالذكاء الاصطناعي، إن “إسرائيل استخدمت قنابل MK-84، إحدى أكبر القنابل وأكثرها تدميرا في مناطق صنفتها آمنة، للمدنيين في الأسابيع الستة الأولى من إطلاق هجماتها على غزة”.

ووفقا لخبراء الأسلحة والحروب، فإن العدد الكبير من الضحايا المدنيين سببه استخدام قنابل تزن قرابة طن واحد على منطقة ذات كثافة سكانية عالية مثل غزة.

(الأناضول)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: