كشمير.. أيتام الحرب يعانون العزلة والألم

كشمير.. أيتام الحرب يعانون العزلة والألم

البوصلة – تعيش عائشة بلال (7 سنوات) في منطقة كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، مع جديها وعمها، بعد أن فقدت أبويها بسبب الصراع المستعر في المنطقة لأكثر من ثلاثة عقود.

عائشة، الطالبة في الصف الأول الابتدائي، تعيش في قرية “هيف” الواقعة على بعد 16 كيلومترًا من البلدة الرئيسية في منطقة شوبيان الجنوبية.

وبمناسبة “اليوم العالمي لأيتام الحرب” الذي يحتفل به في 6 يناير/ كانون الثاني من كل عام، زارت الأناضول عائلة الطفلة لنقل صورة واقعية عن معاناة أيتام الحرب.

محمد يوسف مهند، جد الطفلة، قال للأناضول: “كثيرا ما تسأل عائشة عن والديها، وتصر على اصطحابها إليهما، لكننا نختلق قصصاً أخرى لتحويل انتباهها نحو أشياء أخرى”.

** المأساة

كانت عائشة في عامها الأول فقط عندما انضم والدها بلال محمد مهند إلى الجماعات المسلحة في كشمير عام 2016.

وقبل انضمامه، كان يعمل بالأجر اليومي في قسم هندسة الصحة العامة في المنطقة.

قالت عائلة بلال إنه قبل انضمامه إلى الجماعات المسلحة، تم احتجازه لأول مرة بموجب “قانون السلامة العامة” بتهمة مساعدة المسلحين، “وهو ما لم يفعله”، حسب قولهم.

ويقول والده: “لقد كان (بلال) متزناً جداً ويخشى الله، لكن المضايقات المستمرة دفعته للانضمام إلى الجماعات المسلحة”.

في 6 مايو/أيار 2018، قُتل بلال مع أربعة من زملائه، بمن فيهم القائد الأعلى صدام بادر.

وبعد عام واحد، عاشت زوجته شاهينة أختر، ظروفاً صحيةً خطيرة، لتأتيها المنية في 16 مايو 2019 بسبب ورم في الدماغ.

في ذلك الوقت، كانت عائشة تبلغ من العمر خمس سنوات فقط، بينما كانت أختها الكبرى تبلغ 14 عامًا.

** تكلفة الصراع

غالبًا ما تتحدث عائشة، أثناء لعبها في غرفة المنزل، عن والدها، لكنها لم تفهم بعد أنه ذهب بعيدًا ولن يعود.

يقول عمها عادل: “تصر أحيانًا على أن نشرح لها سبب عدم وجود والدها هنا. ولكن ليس لدينا إجابات”.

وفقاً لدراسة أجرتها “منظمة حماية الطفولة” عام 2014، وهي منظمة إنسانية مقرها لندن، فإن العدد التقديري للأيتام في منطقة جامو وكشمير، سواء ممن تيتموا بسبب النزاع أو الوفيات الطبيعية للآباء، يبلغ حوالي 214 ألف يتيم، يعيش 15 بالمائة منهم في دور الأيتام في جميع أنحاء المنطقة.

وذكرت الدراسة أن 37 بالمائة من الأيتام فقدوا أحد الوالدين أو كليهما بسبب النزاع، بينما 55 بالمائة تيتموا بسبب الوفاة الطبيعية لوالديهم، و8 بالمائة تيتموا لأسباب أخرى.

يعتبر فقدان الطفل لوالديه أكبر نكسة نفسية، وفقًا لخبراء الأطفال.

قالت إيشا مالك، التي تتعامل مع حالات أطفال النزاع، إن هناك قضايا مختلفة يواجهها الأطفال بعد فقدان لوالديهم.

وأضافت: “يواجه الأطفال صعوبات اقتصادية وفقدانهم للتعليم وأنواع مختلفة من الصدمات، لذلك يجد هؤلاء الأطفال أنفسهم عاجزين للغاية”.

ووجدت دراسة أجراها عالم الاجتماع الشهير في كشمير بشير أحمد الدبله، شملت 300 يتيم، أن 48 بالمائة من هؤلاء الأطفال الأيتام واجهوا صعوبات اقتصادية بعد وفاة آبائهم.

وذكرت الدراسة أن “أكثر من 13 بالمائة أنكروا الحب والعاطفة، بينما واجه 22 بالمائة منهم نكسات نفسية”.

قال جد عائشة: “نحاول أن نكون داعمين لهن، ولكنهن يفتقدن والديهن”.

تحاول عائشة وشقيقتها الكبرى التغلب على آلام الانفصال عن والديهما، لكن الأخت الصغيرة لم تفهم بعد حقيقة أن والديها لم يعودا موجودين.

وفي إطار الصراع على كشمير، خاضت باكستان والهند 3 حروب أعوام 1948 و1965 و1971، ما أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص من الطرفين.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: