كورونا.. عادات رمضانية تغيب عن قطر

كورونا.. عادات رمضانية تغيب عن قطر

البوصلة – يحل شهر رمضان الكريم هذا العام في قطر وبمختلف أرجاء العالم الإسلامي، في ظل متغيرات كثيرة فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد، وتدابير الحد منه.

وللشهر الفضيل طعم مختلف في قطر كمثيلاتها في العالم الإسلامي، فله طقوسه الخاصة على جميع الأصعدة، وخصوصا الاجتماعية والثقافية.

وقبل أيام من حلول رمضان، تتزين الأسواق احتفالات ببهجة الشهر الكريم، فيما تحرص العائلات في قطر على فتح مجالسها العائلية طوال الشهر الكريم لاستقبال الضيوف والأقارب وتبادل الزيارات الرمضانية.

كما تتزين موائد الإفطار القطرية بأهم الأطعمة التراثية؛ من الثريد والهريس والخبيص والخرفوش والمرقوق والبرنيوش وكبسة اللحم أو الدجاج أو السمك.

** موائد رمضان

تنتصب في معظم شوارع العاصمة الدوحة في رمضان خيام بيضاء أمام بيوت العائلات القطرية كأحد طقوس رمضان، بل تصمم الخيام خصيصا لهذا الشهر.

ويتناول الإفطار في تلك الخيام مئات العمال والمحتاجين والمقيمين الأجانب في الدوحة، حيث يلجئون لها بسبب ضيق وقتهم وعدم قدرتهم على تجهيز الطعام في البيوت بحكم انشغالهم في العمل وبعدهم عن ذويهم، كونهم مغتربين.

وليست فقط العائلات هي التي تقوم بنصب هذه الخيام، بل إن المؤسسات الخيرية تلعب أيضا دورا كبيرا في ذلك، من خلال انتشار خيامها في الكثير من الأحياء والمدن القطرية.

لكن هذا العام، أعلنت بلدية الدوحة إلغاء جميع الخيام الرمضانية، وتوزيع ما كان يقدم في الخيام بطريقة التوصيل المباشر للمحتاجين، وذلك اتساقا مع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا.

** “الغبقة”

“الغبقة” هي إحدى العادات الرمضانية القديمة التي ألغتها كورونا، وهذه العادة لا تزال موجودة في المجتمع القطري والخليجي تعزيزاً للتعارف والترابط الاجتماعي، كما تطورت لأشكال متعددة مع الحداثة.

وتعني “غبقة” عند الخليجيين العشاء الرمضاني المتأخر، الذي يسبق وجبة السحور، وهي أيضا كلمة عربية أصيلة من حياة البادية، ويرجع أصلها إلى “الغبوق”، وهو حليب الناقة الذي يشرب ليلًا.

** خيام رمضان للشركات والمؤسسات

لم تقتصر إقامة “الغبقات” الرمضانية في قطر على المجلس والبيوت بين العائلات والأصدقاء والأقارب، بل انتقلت إلى الفنادق والخيام الرمضانية سواء من الأشخاص أو المؤسسات.

ووجدت مؤسسات الدولة والشركات ومنظمات المجتمع المدني في “الغبقات” فرصة لتعزيز علاقات منتسبيها وتحسين العلاقة بين المسؤولين والعاملين.

ورغم إقامتها في الفنادق، إلا أن نوعية المأكولات المقدمة دائماً ما يكون على رأسها الأطعمة التراثية والمحلية.

وكانت الفنادق تتسابق في إقامة الخيام الرمضانية التي تصمم خصيصاً لشهر رمضان ويغلب عليها الطابع التراثي، وتُقيم المؤسسات المختلفة فيها فعاليتها وغبقتها السنوية. 

** “قرنقعوه”

في اليوم الرابع عشر من شهر الصيام، يحتفل الأطفال في قطر بليلة “القرنقعوه”، وهي بمثابة الاحتفال الترفيهي الذي يتوج جهود هؤلاء الأطفال في الصيام خلال الشهر الفضيل.

وتأتي هذه الكلمة من العبارة الخليجية “قارا”، التي تعني صوت طرق الأشياء مع بعضها البعض.

ويرتدي الأطفال ملابسهم التقليدية مباشرة بعد الإفطار وصلاة المغرب، ويحملون أكياساً مُلونة عادة ما تكون من القماش ثم ينطلقون في جولة في الأحياء المجاورة ويغنون أغنية القرنقعوه ويضربون حجرين ببعض لخلق إيقاع مميز.

وفي الماضي، كان الأهالي يقدمون التمر والأرز والقمح والمكونات المستخدمة للطبق القطري التقليدي المسمى “الهريس”، أما في الوقت الحالي فيقدم للأطفال المكسرات والحلويات.

** مِدْفَع رمضان

مدفع رمضان أو مدفع الإفطار هو من التقاليد الراسخة في قطر التي تشير إلى غروب الشمس ونهاية يوم من الصيام.

ويتجمع كل يوم في عدد من الميادين في قطر حول مدفع رمضان ليشاهدوا لحظة إطلاقه والاحتفاء بالأجواء الرمضانية المختلفة.

العادات الرمضانية تغيب في شهر صيام هذا العام، على أمل أن تعود العام المقبل بعد خلاص العالم من “الجائحة المريعة”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: