بعد يوم واحد فقط من تصريحات متفائلة جدا بشأن خلو المملكة من فيروس كورونا، جاءت القرارات الحكومية الصادمة تحت عنوان إن العالم يمر بحالة غير مسبوقة!
وبعد يوم فقط من إعلان الإجراءات الحكومية القاسية بتعليق الدراسة في المدارس والجامعات، وإغلاق دور العبادة، أُعلن عن سبع إصابات!! فما الذي حدث يا ترى؟
إعلان وزارة الصحة بخلو المملكة من فيروس كورونا، والنشوة الإعلامية الرسمية التي رافقت شفاء أول مصاب، والصورة التي ظهر بها وزير الصحة وهو يودع المريض الحياري لدى خروجه من مستشفى الأمير حمزة، أدت إلى انتشار شعور بالراحة والطمأنينة لدى المواطنين، وثقة بقدرة الدولة على السيطرة على الفيروس.
هل كان ذلك الإعلان متسرعًا؟! هل تم التشاور بشأنه مع المختصين والفنيين، أم كانت حالة نشوة عابرة دون أي سند علمي أو فني؟!
ما حدث بعد ذلك الإعلان شكل صدمة للمجتمع، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أثار الأمر تساؤلات كثيرة، خصوصًا بعد ظهور 7 حالات حتى الآن، فكيف يمكن إعلان خلو المملكة من الفيروس، وهناك أشخاص في الحجر الصحي! وهناك أشخاص يخضعون للاختبار؟!
قد تلقي الحكومة باللائمة على الإعلام في تهويل، أو تحوير تصريح وزير الصحة، لكن المؤكد أن الحكومة لم تنف تلك التصريحات أو توضحها، وكأنها كانت راضية عن انتشار هذا التفاؤل الموهوم، ونشوة الانتصار المزعومة.
لقد تضررت سمعة الحكومة جراء ذلك، وضُربت مصداقيتها، واهتزت ثقة المواطنين بتصريحاتها، وساد شعور عام بعدم شفافيتها في هذا الملف. ومن المعلوم أن ثقة المواطنين بالتصريحات والإجراءات الحكومية هي الأساس في مواجهة هذا الفيروس.
لقد كان خطأً جسيمًا رغم كل الجهود التي بذلتها الحكومة، وعلى رأسها وزارة الصحة، وكان على المستشارين الفنيين والإعلاميين أن يُنبهوا على خطورة إشاعة أجواء متفائلة قد تنقلب فجأة.
لقد شكك مدير مركز الحسين للسرطان بإعلان وزارة الصحة، وحذر من خطورة ذلك، وكان على الحكومة ووزارة الصحة التقاط ذلك التحذير مباشرة، وتصحيح الخطأ، لكن هذا لم يحصل!
(البوصلة)
