كيف يؤثر انهيار “كريدي سويس” على مخططات محمد بن سلمان؟

كيف يؤثر انهيار “كريدي سويس” على مخططات محمد بن سلمان؟

أزمة "كريدي سويس" تبخّر 1.17 مليار دولار من الاستثمارات السعودية

نشرت صحيفة “تليغراف” البريطانية، مقالا حول انهيار بنك “كريدي سويس” السويسري، وتأثير ذلك على مخططات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في تحقيق وجود قوي في قطاع الخدمات المصرفية العالمي.

وتعود القصة إلى عام 2021 عندما استثمر البنك الأهلي (بنك السعودية الوطني) مليارا ونصف المليار دولار في كريدي سويس، ليصبح أكبر مساهم في البنك السويسري.

وتشير الصحيفة إلى أن تعليقا من الرئيس السابق للبنك السعودي الوطني عمار الخضيري، تسبب في الهبوط الحاد لأسهم كريدي سويس، ما أدى في النهاية إلى تدخل الحكومة السويسرية وتنظيم صفقة إنقاذ عاجلة من قبل بنك يو بي إس.

وكانت النتيجة هي خسارة البنك السعودي الوطني لمبلغ 1.2 مليار دولار من استثماره.

وقبل ذلك، عندما افتتح كريدي سويس أول مكتب له في السعودية، أعلن برونو ضاهر، رئيس إدارة الثروات في المصرف بالشرق الأوسط أن المملكة “سوق رئيسة للنمو”. وكان هذا الفرع المصرفي رمزا لتعميق العلاقات بين المقرض السويسري والسعودية، وفق الصحيفة.

إلا أن العلاقات سرعان ما تدهورت، بعد أن لعب المستثمر السعودي دورا رئيسيا في أزمة المقرض السويسري الذي يعود تاريخه إلى 167 عاما بعد أن أثارت تصريحاته تهافتا على بيع أسهم البنك.

وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين كريدي سويس والسعودية، تعمقت في السنوات الأخيرة عندما فتح محمد بن سلمان المملكة أمام الشركات الأجنبية.

وبحسب الصحيفة، فإن ابن سلمان لم يلتفت إلى مستشاريه الماليين الذين أثاروا مخاوف بشأن هذا الاستثمار، خصوصا بعد سلسلة من الفضائح في كريدي سويس، إذ وجه في تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، البنك الأهلي السعودي المدعوم من الحكومة لضخ 1.5 مليار دولار في البنك السويسري المأزوم، بحسب التقرير.

وكانت البنوك السويسرية ملاذا للعائلات السعودية الثرية منذ سنوات. لذلك، أراد محمد بن سلمان أن يكون الاستثمار بمثابة خطوة أولى قوية للسعودية في القطاع المصرفي العالمي، إلا أن انهيار البنك قد يغير من مخططاته.

وقبل أيام، قدم رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي السعودي، عمار الخضيري، استقالته من منصبه، وقال البنك الأهلي السعودي في بلاغ إن الخضيري سيترك منصبه “لأسباب شخصية”، على أن يحل محله الرئيس التنفيذي سعيد محمد الغامدي، فيما تم تعيين طلال أحمد الخريجي رئيسا تنفيذيا بالإنابة.

وتأتي استقالة الخضيري بعد أيام من تصريحاته التي ساعدت في انخفاض أسهم المصرف السويسري إلى أدنى مستوى له على الإطلاق.

وجاءت التصريحات بعد أن ذكرت تقارير صحفية أن البنك الأهلي السعودي المدعوم من الحكومة خسر جزءا كبيرا من استثماراته في “كريدي سويس”، بعد استحواذ مجموعة “يو بي إس” على المصرف السويسري.

واستحوذ البنك الأهلي السعودي على ما يقرب من 10 بالمئة من “كريدي سويس” مقابل 5.5 مليار ريال (1.46 مليار دولار) في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، مستفيدا من طفرة أسعار النفط العام الماضي، وذلك بتوجيه من ولي العهد محمد بن سلمان، وفقا لما نقلته الصحيفة الأمريكية عن أشخاص مطلعين على الأمر.

وأبرم السعوديون الصفقة عندما كانت أسعار النفط أقل بقليل من 100 دولار للبرميل، حيث أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى اضطراب في أسواق الطاقة.

وكان مسؤولو البنك الأهلي السعودي خارج المناقشات، حيث إنهم سمعوا عن المحادثات مع “يو بي إس” عبر وسائل الإعلام، بحسب وسائل إعلام غربية.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: