كيف يرى نشطاء وخبراء تصاعد “العنصرية ضد العرب” في تركيا ؟

كيف يرى نشطاء وخبراء تصاعد “العنصرية ضد العرب” في تركيا ؟

البوصلة – محمد سعد

تصاعد الحديث عبر منصات التواصل الاجتماعي عن تراجع في أداء الحكومة التركية في مكافحة العنصرية ضد العرب في اليلاد وسط تحذيرات من هدم ما بناه الرئيس الترجي رجب طيب أردوغان وحزبه لتركيا من مكانة في قلوب العرب والمسلمين، بحسب النشطاء.

ومنذ أسابيع، تشهد تركيا حملات لملاحقة المهاجرين غير النظاميين، وشملت الداخلين إلى الأراضي التركية بطرق غير رسمية، ومَن لا يملكون أوراقًا ثبوتية لأي سبب من الأسباب، فضلًا عن المقيمين خارج الولاية التي حصلوا فيها على هوية الحماية المؤقتة من السوريين، ورُحّلت أعداد كبيرة من المهاجرين، أغلبهم من الأفغان والسوريين.

واكد الخبير في الشأن التركي سعيد الحاج، وجود “أخبار متواترة وبشكل شبه يومي عن ممارسات تجاه السوريين والاجانب ومنهم السياح بشكل يتجاوز كل منطق وقانون وعقل، ضمن ما يفترض انه “مكافحة الهجرة غير الشرعية””.

وحذر الحاج من نتائج هذه الحملة قائلا، “ما يحصل يسيء لتركيا ويضر سمعتها وسياحته”.

 وكان وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا تعهّد في تصريحات سابقة بإنهاء وجود المهاجرين غير النظاميين في المدن التركية خلال أربعة أو خمسة أشهر.

ووصف أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر محمد مختار الشنقيطي، “العنصرية المتنامية في تركيا ضد السوريين والأفغان، ومحاربة اللغة العربية دون غيرها من لغات العالم في بعض البلديات التركية” بأنها ظاهرة مَقيتة.

وأضاف الشنقيطي، في تغريدة له عبر تويتر، “هي هدم لما بناه الرئيس #أردوغان وحزبه لتركيا من مكانة في قلوب العرب والمسلمين في أرجاء العالم. فهل من تحرك حازم ضد العنصريين قبل فوات الأوان؟”.

بدوه أشار الكاتب التركي إسماعيل ياشا الى تصاعد العنصرية ضد العرب والأفغان في تركيا، وكشف في مقال له نشر عبر موقع عربي21، جذور الحملة الطائفية والعلمانية المعادية للإسلام، واستغلالها شعارات القومية التركية في حربها الأيديولوجية ضد الإسلام، وتراخي السلطة التركية مع العنصرية لاعتبارات حزبية وسياسية

وشدد المقال على ان الحكومة التركية حاولت حل المشكلة وقدمت خطوات إيجابية وتبنت مواقف مشرفة لصالح اللاجئين؛ إلا أنها في المحصلة لم تنجح في اختبار مكافحة العنصرية، بل استسلمت في كثير من الأحيان لحملات التحريض أو ظلت أمامها عاجزة، مكتفية بنفي الإشاعات.

واكد باشا انه يقف وراء الحملة العنصرية أجهزة استخبارات أجنبية تسعى إلى تأجيج مشاعر العنصرية وتحريض الشارع ضد الحكومة، من خلال نشر الإشاعات والأنباء الكاذبة، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام التقليدية. ومن المؤكد أن تلك الحملات يمكن تصنيفها تحت عنوان الحروب الباردة والاستخباراتية.

وتؤكد أوساط رسمية تركية أن الحملة على المهاجرين غير النظاميين غير جديدة، بل استكمال لحملة بدأت أواخر عام 2019.

“الحملة غير المبررة والمستهدفة للسوريين تحت شعار مكافحة الهجرة غير الشرعية مسيئة لتركيا، يقول الكاتب الصحفي أحمد زيدان.

وأضاف زيدات في تغريدته “مقاطع الفيديو عن ضرب وتعذيب السوريين مضرة جداً بتركيا وسمعتها قبل غيرها وأن مقاطع الفيديو ذكّرت السوريين بالشبيحة”.

بدوره، أوضح جيسي ماركس، كبير المناصرين لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة اللاجئين الدولية، أنّ تركيا لديها تاريخ طويل عادل للسكان الذين يحتاجون للحماية وعلى رأسهم الأفغان والسوريون.

وقال ماركس من العاصمة عمان، في تصريحات لتلفزيون العربي: إنّ المنظمة سمعت تقارير عن بعض الحالات القليلة التي تمّ خلالها ترحليهم من الأراضي التركية وعدم السماح لهم بالعودة.

وأضاف أنّ السوريين يشعرون بحالة من عدم اليقين حول مستقبلهم في ظلّ تطبيع العلاقات بين النظام السوري وتركيا، ومن الضروي أن يكون هناك حوار مفتوح مع الدول التي تعمل مع تركيا لايجاد حلول ناجعة مع مفوضية اللاجئين لتقديم الخدمات اللازمة لهؤلاء المعرّضين للترحيل.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: