علي سعادة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

لاعبون كسالى يسرقون هتافات الجماهير

علي سعادة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

المشهد السياسي عندنا يلخص كالتالي: يوجد  فراغ كبير، بعض الأذكياء، وبعض المحظيين، تمددوا أو سمح لهم بالتمدد في هذا الفراغ الذي أحدثته الدولة على مدى سنوات حين أقصت أو حجمت أي شخصية شعبية أو حزبية أو نقابية أو حتى ثقافية حاولت الظهور والتقدم.

التمدد في هذا الفراغ الاصطناعي أوجد شخصيات هزيلة ومائعة وهشة سياسيا وفكريا، وهي شخصيات يتم تسويقها إعلاميا وشعبيا بشكل يسمح لها بتشكيل الحكومات ورئاسة البرلمان والأعيان وجميع المناصب القيادية العليا في الأيام القادمة.

التبرك بعتبات الحكومات غير المقدسة ولرجال السلطة والنفوذ أوجد دائرة مغلقة تماما من المسؤولين الذين جلسوا على كرسي المسؤولية، وكان سبب وجودهم الوحيد هو عدم الكفاءة السياسية لبعض رؤساء الحكومات، والذي أوجد حكومة موظفين وليس قياديين وسياسيين.

لذلك بات كثير من أجهزة الحكومة خارج التغطية أو خارج الخدمة، وضرب الجهاز الإداري بالضربة القاضية بعد أن تسلم المناصب القيادية في كثير من الوزارات من يفتقدون للكفاءة، ميزتهم الوحيدة أنهم “مسنودون” من جهة أو أكثر من جهة.

حالة إحباط لا توصف تعيشها الكفاءات في جهاز الدولة الذين لا ينظر إليهم صاحب القرار، وإذا حدث وأن ترقى فهو بالكاد يحصل على رئيس قسم، بانتظار أن يسقط عليه بالبراشوت أو بطائرة مسيرة مسؤول يأتي ليجرب حظه في قيادة هذه المؤسسة أو تلك، وإذا فشل، كما هو متوقع، ينقل إلى مكان أخر أفضل منه.

بعض الوزراء يفشلون في وزاراتهم لأن مراكز القوى الفاعلة بالوزارة تحاصرهم وتقيدهم وتعمل على إفشالهم أن هم حاولوا التغيير، أو الاجتهاد بما يعرض مصالح “المترهلين” للخطر، وفي بعض الوزارات مدير مكتب الوزير لم يتغير منذ سنوات طويلة حتى بات يقال بأن هذا الشخص هو الوزير الفعلي، وبأن مدراء الإدارات “المشرشين” أو “العتاولة” يرسمون خط مسير هذا الوزير أو ذاك.

الوزراء يعرفون أن “مدة صلاحيتهم محدودة/ مؤقتة”، وجاؤوا في غفلة من الزمن، وأنهم أحسنوا التمدد في الفراغ، أو قام أحدهم بتفريغ مساحات لهم، حتى يتمددوا، لذلك لا يبذلون أي جهد في التغيير وإعادة بناء ما تهدم أو إعمار الخراب ويطبقون قاعدة “سكن تسلم”.

في جميع الاستطلاعات التي أجريت جاءت النتائج سلبية بخصوص الثقة بالحكومة وبالأحزاب وبالبرلمان، وما يجري حاليا من صناعة لبعض الأحزاب، هو تمدد آخر في الفراغ وليس نتيجة تطور سياسي أو اجتماعي، لن يلبث أن يضمحل ولو بعد حين.

التمدد لا يزال يتواصل وتفريغ المساحات أمام البعض ليتقدموا أشبه بلاعب وسط ذكي يحسن تفريغ المساحات للاعبين كسولين ينتظرون من يمدهم بالكرات “المقشرة” لتسجيل الأهداف التي يصنعها غيرهم، لكنهم وحدهم من يحصدون الشهرة والنجومية وهتافات الجماهير.

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts