لافروف: حل القضية الفلسطينية يكمن في قرارات الأمم المتحدة وأمريكا هي من تعطله

لافروف: حل القضية الفلسطينية يكمن في قرارات الأمم المتحدة وأمريكا هي من تعطله

 في مؤتمر صحفي شامل في مقر الأمم المتحدة، قال سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، ردا على سؤال من “القدس العربي” فيما إذا كان من حق الفلسطينيين أن يقاوموا الاحتلال والاستعمار الأجنبي أسوة ببقية الشعوب التي رضخت للاستعمار: “بالنسبة للقضية الفلسطينية إن الحل يكمن في قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة التي اعتمدت خلال سنوات تزيد عن السبعين عاما. والذي عطل الحل في إقامة دولة فلسطينية هي الولايات المتحدة”.

وردا على سؤال ثان حول تصريح السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، في مؤتمرها الصحفي يوم 14 أيلول/سبتمبر الحالي حين تكلمت عن احترام الميثاق والقانون الدولي وفي نفس المؤتمر الصحفي أعلنت أن قرار الحكومة الأمريكية السابقة عام 2019 بالاعتراف بضم الجولان لإسرائيل ما زال قائما وساري المفعول ولم يجر أي تعديل أو تغيير عليه، “فما هو تعليقك على هذا الخطاب المزدوج الذي يكشف ازدواجية معايير الدول الغربية؟”.  فقرأ لافروف تبرير الوزير الأمريكي بلينكين للاعتراف بضم الجولان من قبل إسرائيل، ولكنه غير اسم إسرائيل بروسيا والجولان بإقليم دونباس وبشار الأسد بزيلنسكي، مؤكدا  ضم المنطقة لروسيا لأهمية ذلك للأمن الروسي (يقصد إسرائيل) وأن القانون الدولي موضوع آخر.  وإذا تغير الوضع سنعيد النظر في هذا القرار، ولكننا بعيدون جدا عن تلك اللحظة”.  ثم عاد لافروف وقرأ التصريح الحقيقي لبلينكن حول ضم الجولان الذي تلاه في مقابلة مع وولف بليتزر (سي أن إن) في شباط/فبراير 2022، حيث استبعد القضايا القانونية مشيرا إلى “ازدواجية المعايير لدى الولايات المتحدة”. وقال: “هذا هو الجواب على سؤالك”.

وانتقد وزير الخارجية الروسي بشدة تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشأن خطف روسيا المزعوم للأطفال من أوكرانيا التي كانت مفاجئة ولا تستند إلى أدلة، حسبه.  وقال إننا استقبلنا فرجينيا غامبا، ممثلة الأمين العام للأطفال والنزاعات المسلحة، وأجبناها على جميع الأسئلة التي طرحتها.  وأضاف: “يجب على الأمم المتحدة أن تعمل دون تحيز وبشكل حيادي”.

وعن اتفاقية حبوب البحر الأسود قال لافروف: “إن الممرات الآمنة التي فتحتها روسيا لنقل الحبوب في البحر الأسود استُخدمت لإطلاق المركبات المسيرة ضد سفننا”.  وأشار إلى أن روسيا لم ترفض مقترحات الأمين العام للأمم المتحدة بشأن استئناف اتفاق الحبوب، مضيفا: “بكل بساطة هي غير واقعية”. وصرح أن بلاده لن تعود إلى اتفاقية الحبوب لأن الغرب خدعنا وكذلك لن نعلن وقف إطلاق النار من طرف واحد”.

وأكد لافروف أن معظم دول الجنوب تؤيد قيام نظام عالمي جديد والذي يولد أمام أعيننا مباشرة حيث يتشكل مستقبل البشرية من خلال “الصراع الحاصل بين الأغلبية العالمية، التي تدعو إلى توزيع أكثر عدالة للمنافع العالمية والتنوع الحضاري، وأولئك القلائل الذين يستخدمون أساليب القهر الاستعمارية الجديدة للحفاظ على هيمنتهم الزائلة”. وقال إن تقديم الدول الغربية السلاح المتطور لأوكرانيا هو نوع من الاستثمار وليس صدقة. فهذا يزيد من تأثير الولايات المتحدة على أوروبا.

  كما دعا لافروف إلى ضرورة “إصلاح منظمة الأمم المتحدة واعتماد آليات منصفة فيها”، مؤكدا أن هناك حاجة لإعادة النظر في آليات التصويت بمجلس الأمن.  وقال لافروف إن البشرية تقف الآن أمام مفترق طرق ويجب تجنب انهيار آليات التعاون الدولي التي أنشأها أجدادنا“.

ودعا لافروف لإعادة حقوق التصويت في الصندوق والبنك الدوليين والاعتراف بالثقل الذي تمثله بلدان الجنوب، معتبرا أن دول الغرب ترفض مبدأ المساواة وهي عاجزة كليا عن التفاوض وتنظر باستعلاء إلى بقية العالم.

وشدد وزير الخارجية الروسي على أن القادة الغربيين “انتهكوا تعهداتهم التي تنص على عدم تعزيز أمنهم على حساب أمن الآخرين وعدم السماح بالهيمنة العسكرية والسياسية في أوروبا لأي دولة أو مجموعة دول أو منظمة، وذلك من خلال توسيع عضوية تحالف الناتو ليصل إلى حدود بلاده”.

وردا على سؤال لماذا لم يحضر خطابي الرئيس الأوكراني في الجمعية العامة ومجلس الأمن قال لافروف إن زيلينسكي “لم يكن في مزاج جيد وبدت عليه علامات الإحباط” خلال خطابه حول أوكرانيا في مجلس الأمن الدولي. وأضاف لافروف خلال المؤتمر الصحفي بعد خطابه في الجمعية العامة في دورتها الـ78 : “لم يكن زيلينسكي في مزاج جيد، وبدت عليه علامات الخيبة والإحباط والكآبة إلى حد ما، شاهدته على التلفاز لاحقا، فقد كنت منهمكا في أشغالي الخاصة، وبطبيعة الحال جميعنا نعلم ما سيقوله، لماذا نضيع الوقت؟ كان لدي 33 اجتماعا ثنائيا مقررا في جدول أعمالي، وجميعها كانت أكثر فائدة من خطاب زيلينسكي”.

وقال لافروف: “زيلينسكي ومن يقودونه في واشنطن ولندن وبروكسل يقولون بصوت واحد: ليس هناك أساس آخر للسلام سوى صيغة زيلينسكي، وصيغة زيلينسكي غير قابلة للتحقق على الإطلاق، والجميع يعرف ذلك”.

(القدس العربي)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: