لبنان.. مغتربون يساندون أقاربهم لأداء الحج وتقديم الأضاحي

لبنان.. مغتربون يساندون أقاربهم لأداء الحج وتقديم الأضاحي

خلقت الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيشها لبنان منذ أكثر من 3 أعوام تحديات كبيرة أمام احتفال المواطنين بعيد الأضحى بشكل طبيعي وأداء فريضة الحج بالأراضي المقدسة.

فحالة التضخم المتزايدة أرخت بظلالها على الوضع المعيشي مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية والتهام مدخرات الكثير من اللبنانيين، وجعل رحلة الحج بالنسبة للأغلبية الساحقة منهم حلما بعيد المنال.

وتعصف بلبنان أزمة اقتصادية حادة منذ 2019 أدت إلى انهيار مالي وتدهور معيشي، بينما تسعى الحكومة إلى عقد اتفاق مع صندوق النقد الدولي للتوصل إلى برنامج استدانة ووقف الانهيار.

ولكن من رحم الأزمات تولد المبادرات الإنسانية ويظهر التكافل الاجتماعي بأبهى حلله وخاصة في هذه الأيام المباركة.

وضمن حالة التكافل هذه ظهرت مساع من لبنانيين يقيمون بالخارج بهدف التخفيف على أهلهم بالداخل وخاصة بمدينة طرابلس (شمال)، من خلال مساندتهم بتوفير تكلفة الأضحية أو المساهمة في تسديد بعض نفقات أداء فريضة الحج للمتعثرين.

بدأ العديد من أهالي طرابلس والشمال اللبناني عموماً يتحضرون إلى تقديم الأضاحي في عيد الأضحى ليتم ذبحها وتوزيعها على المحتاجين والأقارب والأصدقاء والفقراء مستعينين بأقارب لهم يقيمون في الخارج خاصة أستراليا ودول الخليج العربي.

رحلة الحج

وفي هذا الإطار، يقول صاحب حملة “الموحد” لتنظيم رحلات الحج في طرابلس، حسام مرحبا، إن تكلفة الحج من لبنان تراوح بين 4 إلى 6 آلاف دولار، فكلما ارتفع مستوى الخدمات ازدادت التكلفة.

وأضاف “مرحبا” لمراسل الأناضول، أن “هذه التكلفة باهظة خاصة في ظل الوضع الاقتصادي المأساوي الذي يعيشه المواطنون، ولولا مساهمات اللبنانيين بالخارج في هذا الجانب لما ذهب الكثير من الحجاج لأداء مناسك الفريضة”.

وتابع أن “الكثير من أهل الخير من المواطنين المقيمين في الخارج وقفوا إلى جانبنا هذا العام في تسديد معظم التكاليف عن الحجاج المتعثرين”.

من جهته، قال الحاج مصطفى خالد طرطوسي، لمراسل الأناضول، إن “العدد الأكبر منا كحجاج تلقى الدعم المالي لأداء الفريضة من المغتربين وخاصة في مدينتنا طرابلس الفقيرة”.

بدوره ذكر الحاج علي الشامي، أن “هذه المناسبة غالية على قلوب المسلمين جميعا”.

ولفت إلى أن هناك الكثير من الناس لا تسمح أوضاعهم المادية الصعبة بأداء فريضة الحج خاصة في ظل ارتفاع الأسعار، لذلك أغلب من ذهبوا إلى الحج هذا العام كان بمساهمة من أبنائهم وأقاربهم بالخارج.

التكافل بالأضاحي

عبدالله البوش، مدير الأنشطة الخيرية والرعاية في مؤسسة “بيت الزكاة والخيرات”، اعتبر “مشروع الأضاحي من أهم النشاطات التكافلية ويختلف عن بقية المشاريع المتعلقة بتقديم المساعدات، لأن له نكهة الخاصة من الراغبين بتطبيق هذه السنة النبوية”.

وقال إنه “في ظل الأزمة الحالية فإن مشروع الأضاحي لم يعد كما كان سابقا. البعض حاليا يجتهد قدر الإمكان في تطبيق هذه السنة فيحاول الانتقال من شراء الأغنام إلى المشاركة في حصة أو سهم في بقرة في محاولة لتخفيف التكلفة، ولهذا السبب تراجع أعداد الأضاحي”.

وأشار إلى أن لبنانيين يقيمون في إسبانيا وأستراليا سيقدمون مساهمات بذبح أضاحي خلال هذا العام في أماكن إقامتهم ليتم إرسالها بعد العيد إلى ذويهم في لبنان.

وشدد البوش على أن المساعدات والتكافل الاجتماعي من المغتربين كان قائما قبل الأزمة وتضاعف بعدها بشكل كبير.

وأوضح أنه على مستوى طرابلس وشمال لبنان فإن الجالية الأكبر من أبناء هذه المناطق يقيمون في أستراليا ودول الخليج العربي، وهم يدعمون دائما أهاليهم بشكل متواصل خاصة بموضوع الأضاحي.

ولفت إلى أنه رغم إطلاق حملة الأضاحي عبر الكثير من الجمعيات، لكن الأعداد أقل من العام الماضي وهذا بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: