د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

لعيون الصهيونية فلتسقط الديمقراطية

د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

ضاق نَفَس الدولة الأمريكية كثيرا فبدأت السلطات المحلية تبطش بطلبة الجامعات المعتصمين مناصرة للشعب الفلسطيني واحتجاجا على حركة الإبادة الجماعية التي تتم على يد الجيش الصهيو أمريكي طوال أكثر من مئتي يوم حتى الآن، ولم تفلح على كل حال في ثني المعتصمين عن جهدهم في الوقوف ضد الصلف الرسمي الأمريكي، ولكنها دفعت بكرة الثلج المتدحرجة حتى وصلت إلى جامعات بريطانيا وفرنسا وغيرها من دول الغرب، ولن يكون الحال ثمة بأحسن مما تعاملت به سيدة الصلَف العالمي مع طلابها، إنهم جميعا مستعدون لتقديم الديمقراطية التي تشدقوا بها طويلا قربانا يضحون به لصالح نفاقهم لبِنتِهم وسيدتهم الحركة الصهيونية المدلّلة.

وإذا ما سئل بصير بالسياسة العالمية عن الفعل الجامعي الأهلي وردّ الفعل الحكومي في الغرب فإنه لن يتردد في وصف النظام الغربي العجوز بالإفلاس وقلة الحيلة، لقد ظل هؤلاء المنافقون يكذبون كذبة الحريات واحترام الحق في الاختلاف حتى ضجت في وجههم غضبة الصهيونية أن كفى تزويرا وتمثيلا فإن مصالحي لا تتحمل ملهاتكم التافهة التي تُدعى “ديمقراطية”، وأن كل فعل على الأرض يهدد مصالحي محكوم على فاعله بالزوال ولو كان حليف الأمس واليوم.

طال زمان الإملاءات الغربية الملهمة للعرب في حركتهم باتجاه الحريات، فالغرب ينصح حلفاءه دائما بأن يتعاملوا مع الحريات بحسّ أمني، يمدون حبل هذه الحريات في اتجاه ويقلّصونه في اتجاه آخر، يطلقون للحرية العنان عندما تحقق أهدافهم ويفركون أذنها إذا آلمتهم، فما من إدارة عربية اختارت طريق الانتخابات ومجالس الشعب مثلا إلا وهي تستلهم بركات الديمقراطية الغربية وتثني عليها وتعلن تقليدها، حتى إذا تحمست الشعوب لها ورأت فيها مجالا للتنفس أُخِذت على حين غرة وأُلبِست تهمة الاندساس مرة وتهمة تعريض المصالح الوطنية للخطر مرة أخرى، وتهمة التعامل مع جهات أجنبية مرة ثالثة.

وهذه هي الأخبار لتوّها تعلن أن طلبة جامعات عربية بدأوا حركة باتجاه الاعتصام والتظاهر تأييدا للقضية الفلسطينية، وبلغني أن  هذا ما سوف يسلكه طلبة الجامعات الأردنية إذ تعتزم الحركة الطلابية تحديد يوم في  الأسبوع الحالي للاعتصام، وقلبي على طلبتي الموظفين في أماكن ذات صلة ستحكم عليهم وظائفهم -في ظل حالة غير عادية في الأجواء – بعدم الدوام في محاضراتي، وسيفوتهم في مبحث المواريث تحديدا كيف نوزع إرث من ماتوا  فاقدين نخوتهم مبدّلين إحساسهم الأمني بإحساسهم الإنساني تجاه مَن حولهم!!

لقد جاء اليوم الذي يشبِه فيه التابع المتبوع فكلاهما في طريق خدمة هدف واحد يتّبعون أسلوبا واحدا، فأنت حرّ في قاموسهم، لكن احذر أن تُخطِر في بالك فكرة يعدّونها خطرا على النظام وتدخلا فيما لا يعنيك، ولا يجوز أن يعنيك الحديث في السياسة، كما لا يجوز أن تعنيك أخطاء قاتلة تُرتَكب يتم من خلالها تفريط مكشوف بحقوقك وحقوق أبنائك وأحفادك !! ولا يعنيك أبدا أن تكشف جرائم الصهاينة وحركتهم الإجرامية في سبيل العبث بالحياة والأحياء.

إن شعوب العالم الثائرة شبابا وشيبا، متعلمين وحرفيين، ستبقى ضعيفة تسير إلى تحقيق هدفها المنشود بخطى متعثرة انتصارا للحق الفلسطيني ما لم تفلح في ابتكار أدوات ضغط على أنظمة العالم السياسية تجبرها على النزول عن شجرة عنادها والتصالح مع الظروف المواتية لإعادة الأمور إلى نصابها وتمكين الشعوب الغلبانة من العودة إلى ديارها، ورضّ رأس الأفعى الصهيونية بحجر الحق والعدل والحرية الحقيقية المجردة من الأوهام، الخالية من الأحلام، وليرجع شذاذ الآفاق إلى ديارهم التي وفدوا إلينا منها أو ليَنْفقوا كهوامّ الأرض بحجَر حقنا المبين، ولن تنفعهم  ديمقراطية مزوَّرة صنعوها ليلعبوا بأبصارنا ويُعمّوا على بصائر شعوبنا التائهة ببهتان إعلامهم وسطوة أجهزتهم، لكن لن يطول أمد انتظار الحلقة الأخيرة من مسلسل جبروتهم، ولا يصح إلا الصحيح، ولو بعد حين.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts