لماذا تصدرت الإمارات دول المنطقة بجذب الاستثمارات الأجنبية؟

لماذا تصدرت الإمارات دول المنطقة بجذب الاستثمارات الأجنبية؟

تفوقت الإمارات العربية المتحدة على دول المنطقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في سباق جذب استثمارات أجنبية مباشرة خلال العام الماضي (2022).

أحدث تقارير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد” أظهر أن الإمارات جذبت قرابة 23 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية خلال العام 2022، وهو أعلى رقم في تاريخ الدولة مقارنة مع قرابة 20 مليارا في 2021.

هذا النمو الذي حظيت به الإمارات يتناقض مع وتيرة الاستثمار الأجنبي عالميا، الذي تراجع بنسبة 12 بالمئة من 1.48 تريليون دولار في 2021 إلى 1.3 تريليون دولار خلال 2022.

قوانين جاذبة

سبقت الإمارات دول مجلس التعاون الخليجي بإنشاء قوانين للشركات تكون جاذبة للاستثمارات الأجنبية خاصة غير النفطية، في محاولة مبكرة لتنويع الاقتصاد بعيدا عن الطاقة.

ومنذ عام 2008 حتى النصف الأول من 2023، عدلت الإمارات قوانين الشركات والاستثمار عدة مرات، في محاولة للوصول إلى قانون جاذب لمختلف رؤوس الأموال الأجنبية.

من أبرز تعديلات قانون الاستثمار، إمكانية التملك الكامل للشركات 100 بالمئة للمستثمرين الأجانب وفي كافة المناطق الحرة البالغ عددها 40 منطقة بالدولة.

كما سمحت الدولة الاستثمار في غالبية الأنشطة الاقتصادية للمستثمرين الأجانب؛ وتزيد الأنشطة الاقتصادية المتاحة عن 2000 نشاط، واستثنى القانون عددا محدودا للغاية من الأنشطة ذات الأثر الاستراتيجي.

كذلك، يمكن تملك كافة الأشكال القانونية للشركات، مثل: الشركات المساهمة العامة، والمساهمة الخاصة، وشركات ذات المسؤولية المحدودة، وشركات التوصية البسيطة، وشركات التضامن.

ومن بين التعديلات الجوهرية عدم اشتراط وجود وكيل مواطن، وسيطرة المستثمرين على مجالس الشركات المساهمة؛ كما أن القانون لا يشترط حداً أدنى لرأس المال.

أيضا، تفرض الإمارات ضريبة دخل متدنية على الشركات تبلغ 9 بالمئة على الشركات التي تدر ربحا يتجاوز 365 ألف درهم (100 ألف دولار) سنويا، وتعتبر النسبة ضمن الأقل عالميا، بحسب وزارة الاقتصاد.

كذلك، استحدثت الإمارات إقامة ذهبية للمستثمرين، وسهولة التعاقد مع العمالة المهنية، وتعرفة جمركية منخفضة، إلى جانب الحوافز للقطاع الصناعي.

تنافس إيجابي مع السعودية

ومنذ عامين، بدأت السعودية تنفذ تعديلات وتسهيلات على الاستثمارات الأجنبية ضمن رؤية المملكة 2030، في محاولة للتحول إلى مركز إقليمي للاستثمارات الأجنبية.

هذا التوجه لدى المملكة دفع الإمارات لتقديم أكبر قدر من التسهيلات للمستثمرين الأجانب، في تنافس يصب لصالح المنطقة والعمالة في كلا البلدين.

يأتي التوجه السعودي مع عزم ولي العهد محمد بن سلمان تحقيق كافة الخطوط العريضة لرؤية 2030، الهادفة لخفض الاعتماد على إيرادات النفط، مصدر الدخل الرئيس الحالي لبلاده وبناء اقتصاد متنوع.

وتستثمر الحكومة السعودية 220 مليار دولار في مشاريع تهدف إلى وضع الرياض ضمن أكبر 10 اقتصادات في العالم، وتقدم رواتب تنافسية معفاة من الضرائب للموظفين الراغبين في الانتقال إليها، وهو الأمر المطبق بالإمارات.

الإمارات وجهة للأموال الروسية

وتظهر سجلات الجمارك الروسية أن الإمارات أصبحت مركزا تجاريا أساسيا للذهب الروسي، منذ أن أدت العقوبات الغربية المفروضة بسبب الحرب في أوكرانيا إلى قطع طرق التصدير التقليدية بالنسبة لموسكو.

كذلك، وجد أثرياء روس وأوكرانيون في الإمارات وجهة للاستثمار واستئناف أنشطة الأعمال في بيئة مستقرة، تقع في قلب العالم وقريبة من أسواق آسيا وأوروبا وإفريقيا.

وشهدت سوق العقارات السكنية الفاخرة في دبي تداولات بقيمة 14.7 مليار درهم (4 مليارات دولار) في الربع الأول 2023، بحسب بيانات دائرة الأراضي والأملاك في دبي.

وتعكس هذه الأرقام، حجم سوق العقارات الفاخرة في الربع الأول البالغة نسبته 21.7 بالمئة من إجمالي سوق العقارات السكنية في دبي، وسط إقبال من المستثمرين الروس على الشراء.

كذلك، أورد تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” خلال وقت سابق من العام الجاري، أن متعهدي مطاعم من موسكو وسانت بطرسبرغ يتسابقون الآن على افتتاح مشاريعهم وشركاتهم في دبي.

وتظهر إحصاءات الحكومة الروسية أن الروس قاموا بـ 1.2 مليون رحلة إلى الإمارات في 2022 مقارنة بمليون رحلة في عام ما قبل الوباء في عام 2019.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: