لماذا يتجاهل الاحتلال الحصانة الأممية للأونروا بغزة ويستهدفها بالقصف؟

لماذا يتجاهل الاحتلال الحصانة الأممية للأونروا بغزة ويستهدفها بالقصف؟

عمّان – رائد صبيح

يواصل الاحتلال الصهيوني في عدوانه الأخير “السيوف الحديدية” على غزة استهداف المدنيين والآمنين، وحتى مراكز ومدارس الأونروا التي يحتمي فيها النازحون من البيوت والأحياء المدمرة، على الرغم من أنها تعدّ أماكن تحظى بحماية القانون الدولي الذي يضربه الاحتلال بعرض الحائط، مستهدفًا بذلك الرد على عملية “طوفان الأقصى”، التي بددت أسطورة الجيش الذي لا يقهر وأذلته ومرغت أنفسه في التراب.

رئيس جميعة حق العودة كاظم عايش أكد في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّه وعلى مدار تاريخ الصراع الفلسطيني مع الصهاينة وهم بشكلٍ مستمرٍ يخترقون القوانين الدولية والشرعية الدولية، ولا يحترمون حقوق الإنسان ولا أية حقوق أخرى، طالما يتعلق الأمر بمصالحهم وأطماعهم.

وأضاف عايش، أنّنا لا نستغرب قصف الصهاينة لمدارس الأونروا وأي مؤسسات تابعتة للأمم المتحدة، على الرغم من أنّ هذه المؤسسات محصنةٌ دوليًا، وحدث في عدوان سابق على غزة قصف لمثل هذه المنشآت ووقع فيها كثير من الشهداء والإصابات بين الناس الذين لجأوا إليها.

وتابع بالقول: الآن في معركة طوفان الأقصى، أصيب الكيان الصهيوني بنوبة من الجنون، وما عاد يستطيع أن يتصرف بعقلانية، بل الهوس الذي أصابة نتيجة الخسارة الفادحة والمصيبة التي حلّت على رأسه.

ونوه إلى أنّ جيش الاحتلال كالمجانين يضرب يمينًا وشمالاً، وإحصائية النساء والأطفال الذين استشهدوا في هذه الحرب، تدل على مدى ما أصابه نتيجة المعركة الأخيرة.

Image

دولة متمردة على القانون الدولي

وشدد على أنّ هذا يؤكد باستمرار على أنّه دولة متمردة على القانون الدولي وهذا شأن الكيان الصهيوني، الذي لا يحترم قرارات الشرعية الدولية ولا الأمم المتحدة، ولا حتى قرارات مجلس الأمن، ولا اي ميثاق، حتى المواثيق والمعاهدات التي وقعها مع الدول العربية لم يلتزم بها.

ولفت عايش إلى أنّ هذا وضع القدس أكبر شاهد على انتكاسة الاحتلال وعلى نقضه للعهد مع العرب والمسلمين ومع كل العالم.

وقال: لا أستغرب أن يفعل هذا العدوّ كل الجرائم وكل المنكرات التي تقشعر منها الأبدان ويشمئز منها الإنسان فهذا طبعه وهذه عادته، وليس غريبًا عليه.

الصمت والتواطؤ العربي

وعبر عايش عن أسفه الشديد لمن وصفهم بـ “الذين يسارعون فيهم” ويتضامنون معهم ويعتقدون أنّ قدرهم بيد الصهاينة، وكل ما أصاب الصهاينة مصيبة يسارعون في التقرب منهم، ظنّا منهم أن هؤلاء يملكون أقدارهم، وهذا دليل على فقدان الكرامة وفقدان الرجولة وفقدان الانتماء لهذه الأمّة وقضاياها، وللدم الذي يسفك على أرض فلسطين الآن.

ولفت إلى أنّ هؤلاء يحاولون أن يتبرأوا منه ويبتعدوا عنه ويقوموا بواجبهم تجاهه، فهذا الأمر مؤلمٌ ومؤسف، وأظنّ أنّ هذه العرب لم تكن آثارها فقط سيئة على الكيان الصهيوني بل أصابت الكثيرين بنتائجها.

Image

الأونروا: قرابة 188 ألف لاجئ خلال العدوان الأخير

وأكدت وكالة الغوث الدولية الأونوروا  تصاعد النزوح الجماعي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في مختلف أرجاء قطاع غزة، ليصل إلى أكثر من 187,518 شخصا (أرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية)، ومن المتوقع أن يزداد أكثر. ولا يزال حوالي 3,000 فلسطيني في غزة مهجرين في أعقاب التصعيد السابق.

ولفتت إلى أنّ حوالي 137,500 نازح داخليا يقيمون في 83 مدرسة تابعة للأونروا في كافة مناطق قطاع غزة. ومع استمرار الغارات الجوية المكثفة، يبحث المزيد والمزيد من النازحين عن مأوى في مدارس الأونروا. ويتم بذل كل جهد ممكن لتوفير الخدمات الأساسية للنازحين داخليا. ومع ذلك، فإن الظروف صعبة، حيث إن بعض الملاجئ مكتظة، ومحدودية توافر المياه الصالحة للشرب. حيث ان ليست كل المدارس البالغ عددها 83 مدرسة هي مخصصة كملاجئ للطوارئ وبالتالي فهي غير مُعدة لاستقبال النازحين داخليا.

وأوضحت أنّ مكتب الأونروا لإقليم غزة، حيث يتواجد موظفون محليون ودوليون، تعرضت لأضرار جانبية بسبب الغارات الجوية في منطقة الرمال وسط مدينة غزة.

وأشارت إلى أنّه وبالإجمال، فقد تضررت 18 منشأة تابعة للأونروا منذ 7 تشرين الأول.

وأكدت الأونروا في تقريرها أنّ من بين الشهداء 90 طفلا على الأقل، وإصابة 2,900 آخرين بجروح، ونوهت إلى استشهاد موظفين يعملان في الأونروا إضافة إلى خمسة طلاب من طلبة مدارس الأونروا.

ونوهت إلى أنّه قد أصيب أربعة نازحين كانوا يحتمون في مدرسة تابعة للأونروا في مدينة غزة.  وبالإضافة إلى ذلك، أصيب عدد غير مؤكد من النازحين الذين كانوا يحتمون في مركز تأهيل المعاقين بصريا التابع للأونروا بجروح بسبب الغارات الجوية على المباني المجاورة.

وأوضحت أنه تم العثور على شظايا في مركز صحي في المنطقة الشمالية، والعثور على شظايا في مدرستين في رفح والمناطق الوسطى، كما لحقت أضرار جانبية بثلاث مدارس وبمركز تأهيل المعاقين بصريا في مدينة غزة.

1100 قتيل صهيوني

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 700 شهيد، بينهم 140 طفلا و105 سيدات بين ما يقدر بـ 4 آلاف جريح، جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة، بينما أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن عدد القتلى الإسرائيليين في المواجهة مع الفصائل الفلسطينية وصل 1100، والجرحى 2616.

Image

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: