لماذا يتم العبث بالثوابت بذريعة إنقاذ الاقتصاد؟ (فيديو)

لماذا يتم العبث بالثوابت بذريعة إنقاذ الاقتصاد؟ (فيديو)

عمّان – البوصلة

انتقد أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري ما أسماه “العبث بالثوابت” تحت ذريعة إنقاذ الاقتصاد، مؤكدًا أنّ من يمارسون هذا العبث يفتقرون للرؤية بعيدة المدى وينظرون إلى موطئ اقدامهم فحسب متجاهلين النتائج الكارثية على الاقتصاد والعباد بسبب فشل سياستهم وإدارتهم للاقتصاد.

وقال الشحروري في حلقة جديدة من سلسلة حلقات “رمضان يجمعنا” التي تبث “البوصلة” حلقاتها تباعًا خلال أيام الشهر الفضيل: إن الدولة فشلت في إدارة الملف الاقتصادي وتتذرع اليوم بتبرير تصدير منتوجاتنا للعدوّ المحتل بذريعة إنقاذ المزارعين، كما تتاجر بمنتوجات محرمة مثل الدخان والمعسل والخمر وغيرها في الوقت الذي تدفع أضعاف ما يدخل للخزينة على علاج الأمراض الناتجة عنه من سرطانٍ وغيرها من الأمراض الاجتماعية.

وطالب بضرورة إعادة النظر بالسياسات الاقتصادية حتى يتم تصدير منتجاتنا للعالم العربي والإسلامي والغربي عبر إعادة الثقة بهذه المنتوجات بدلا من تصديرها للاحتلال، محذرًا من أنّ استمرار السياسات ذاتها سيؤثر بشكلٍ كبير على بلدنا بما لا تحمد عقباه.

نظرة قاصرة

وقال الشحروري في هذه الحلقة: أحب في الليالي الرمضانية عادة أن يكون حديثي روحانيًا، لكن لا بأس نحن أبناء بيئتنا وظروفنا، ولا بد في ظلال رمضان أن نحلّ مشاكلنا وخصوصًا إن كانت مشاكل وجودية وإذا كانت متعلقة بإثبات الذات والولاء والبراء ممّا سوى الله.

ويتابع بالقول: قصتنا الليلة أن بعض الممسكين بزمام الاقتصاد في بلادنا، سواءً ما كان منه في السوق العامّة من بضائع عادية، أو في الاقتصاد الزراعي، هؤلاء ينظرون إلى موطئ أقدامهم وليست لديهم النظرة البعيدة.

ويضيف، أعطيكم مثالاً عندما تتدعي الدولة أو أي دولة ما أننا نتاجر في “المعسل” و”التومباك” و”الدخان” لأننا نجني منه أرباحًا ويأتينا منه ضرائب ولأن عليه جمارك إن أتينا به من الخارج فإنه يرفد الخزينة.

ويستدرك، إذن الدخان يرفد الخزينة والتومباك يرفد الخزينة، والخمر وما يسمّونه المشروبات الروحية أيضًا يرفد الخزينة، إذن “هات وكثّر”.

ويؤكد الشحروري أن هذا كلام من لا ينظر إلى مآلات الأمور وليس فيه حكمة أبدًا، لأنّك تتيح الدخان في السوق والخمر بأشكاله المختلفة في السوق وتجد بعض الضرائب والدخول الاقتصادية، لكنّك تنفق على مرضى السرطان أحيانًا أضعاف المبلغ الذي يدخل إليك من الدخان والخمر.

ويتساءل: أين الحكمة في هذا؟ أنت تجلب بعض الدخول من السلع المحرمة ولكنّك تنفق عليها علاجًا للنّاس بل علاجًا لمشاكل كثيرة مثل السرقة والزنا لأن الخمر أم المصائب والمنكرات ومن يتعاطاها يفقد عقله ويمكن أن يزني بالمحارم ويمكن أن يسرق ويمكن أن يعتدي على الأرواح.

“إذن، أين تذهب أنت بهذه المنطقية الاقتصادية العوراء، يا أيها الإخوة إن الأمر يحتاج منّا إلى شيء من التأمّل”، على حد تعبيره.

ويقول: لا شك أن الله سبحانه وتعالى في مرحلة من مراحل تحريم الخمر لمّا قال: ويسألونك عن الخمر والميسر، قل فيهما إثمٌ كبيرٌ ومنافع للناس”، فقال المفسرون المنافع هي المنافع الاقتصادية، ثمّ تكمل الآية: “وإثمهما أكبر من نفعهما”، فالاثم المتحصل من الخمر والقمار أكبر بكثير من نفعها.

ويشدد على أنّ الاقتصادي الناجح ينظر إلى الفائدة التي تحصل والضرر، فإذا كان الضرر أكثر فإنّه يضحي بالفائدة.

لماذا فشلنا بتسويق منتجاتنا الزراعية؟

ويوضح بالقول: إننا نفشل فشلاً ذريعًا في تسويق مزروعاتنا داخليًا وخارجيا ورأينا فيديوهات إلقاء البندورة في القمامة حتى لا ينزل سعرها من بعض التجار المجازفين.

ويستدرك الشحروري، “هذا ملف لا أريد الدخول فيه لأن فيه خبايا واسرارًا، وله أسباباً كثيرة جدًا، لكن إننا وبامتياز في إدارة الزراعة داخليا وخارجيًا”.

ويتابع، كنا نصدر للعالم العربي والأجنبي من منتوجاتنا الزراعية فماذا حصل؟ فشلنا فشلاً جزئيًا أو كليًا، فها نحن نصدر الزراعة والمنتوجات الزراعية إلى أعدائنا، فنطعم الذين يقتلوننا ونطعم من يعتدون على حرياتنا ونطعم الذين يريدون أن يأسرونا ويأسروا وطننا ويعتبرون الأردن وطنًا محتلاً بالنسبة لهم وأنهم يريدون تحريره في يومٍ من الأيام.

ويستهجن قائلا: “نحن بداعي إنقاذ الاقتصاد نريد أن نصدر زراعاتنا للشيطان، فهذه مصيبة، أليس فينا رجلٌ رشيد، يعيد النظر في سياسات التسويق الداخلية والخارجية، ولماذا يضرب العرب عن أخذ مزروعاتنا ومنتوجاتنا، ولماذا تضرب دول أجنبية وتمتنع”.

ويقول: فلنراجع سياساتنا ولنراجع أساليبنا التسويقية، ولنراجع جودة منتجنا كذلك، ولنراجع الأسباب جميعًا التي تجعلنا نيأس من تعامل إخوتنا العرب والمسلمين معنا، لنندفع لعدونا ونحتج بأن هذه ضرورة ونريد أن ننقذ المزارعين فننقذهم شكليًا ولكننا نغرق البلد على المستوى القريب والمتوسط والبعيد.

ويؤكد بالقول: إذن، الله عز وجل سائلنا عن إدارتنا الاقتصادية في الزراعة وغير الزراعة، والله سائلنا عن تولية السفهاء لأمرنا لأننا بتوليتهم نلقي بأيدينا إلى التهلكة ونجازف باقتصادنا كله ونقوي عدونا على أنفسنا وجوديًا واقتصاديًا، ماديًا ومعنويًا، اللهمّ هل بلغت، اللهم فاشهد.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: