لماذا يحاول الاحتلال المشاركة في إدارة الأقصى وكيف يستغل أعياده الدينية لذلك؟

لماذا يحاول الاحتلال المشاركة في إدارة الأقصى وكيف يستغل أعياده الدينية لذلك؟

البوصلة – محمد سعد

حذر أستاذ دراسات بيت المقدس عبد الله معروف من مدى خطورة مفهوم الشراكة في إدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك، مما يعني بالضرورة انتهاء فكرة الوضع القائم في المسجد.

وقال معروف وهو مسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى،ان دخول الاحتلال شريكا في إدارة شؤون المسجد الأقصى هو انتقال للمرحلة التالية التي تقتضي إزاحة دائرة الأوقاف الإسلامية شيئا فشيئا حتى تختفي تماما من الصورة وينفرد الاحتلال بإدارة شؤون المسجد الأقصى كاملة، مؤكدأ أن هذه الفكرة “الخطيرة” هي التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي الوصول إليها منذ سنوات.

وكشف وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية محمد الخلايلة، الاسبوع الماضي، إنّ موظفي المسجد الأقصى يتعرضون دائما للاعتقال والإبعاد والضرب والمضايقات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الاقتحامات والمضايقات التي تحصل بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلية تدنس المسجد الأقصى من داخله أحيانا.

ومنعت قوات الاحتلال الشهر الماضي، موظفي لجنة “إعمار المسجد الأقصى” من العمل في جميع أقسامه في الأقصى بشكل كامل رغم الحاجة الماسة، بسبب أعمال الحفريات المتواصلة أسفل الأقصى وفي محيطه، والتي نجم عنها تساقط حجارة، وتسرب مياه في المسجد وأروقته.

واكد معروف في مقال له رصدته “البوصلة“، ان الاحتلال لم يكن يواجه في السنوات الماضية مقاومة جادة لعملية إبعاد وتهميش لجنة الإعمار، لينتهي الأمر فعليا بإصدار سلطات الاحتلال قرارا بمنع موظفي لجنة الإعمار من إجراء أية عملية صيانة مهما كانت بسيطة داخل المسجد.

وأضاف، “اليمين الإسرائيلي، ولا سيما تيار الصهيونية الدينية، لم يكل يوما من المطالبة بفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المسجد الأقصى فورا وطرد دائرة الأوقاف الإسلامية من المكان واعتبارها “كيانا إرهابيا” واستمر هذا التيار بهذه المطالبات منذ أن كان أتباعه يعدون بالعشرات حتى اليوم وأتباعه يعدون بمئات الآلاف على الأقل”.

ويرى معروف، ان “عملية السيطرة الإسرائيلية على الأقصى حسب رؤية التيار المتدرج لا بد أن تمر عبر بوابة الشراكة في إدارة شؤون المسجد أولا، إذ لا يعقل أن تقرر “إسرائيل” بين ليلة وضحاها أن تلغي دائرة الأوقاف وتتسلم منها الأقصى ببساطة لتدير شؤونه، دون أن تحسب حساب الهزات العنيفة التي يمكن أن تنتج عن مثل هكذا قرار مفاجئ، وعلى رأسها إمكانية إقدام الأردن على إلغاء معاهدة وادي عربة”.

من حساب الهيئة الإسلامية العليا-القدس على الفيسبوك

ويوضح الباحث، “نجد شرطة الاحتلال اليوم تقحم نفسها في عدة ملفات داخل المسجد الأقصى، وقد يبدو بعضها بسيطا أو هامشيا، لكنه بالنسبة لها أساسي لتأكيد سلطتها ووجودها في المسجد. فعلى سبيل المثال، يقتضي النظام المعمول به تحت إجراءات الاحتلال إغلاق بوابات المسجد الأقصى في صلوات العشاء والفجر باستثناء باب الأسباط وباب الناظر وباب السلسلة، وكان حراس دائرة الأوقاف الإسلامية يعملون على إغلاق البوابات وتنظيمها بهذا الشكل يوميا بعد صلاة المغرب، لكن أفراد شرطة الاحتلال الإسرائيلية بدؤوا مؤخرا يتجولون على البوابات و”يأمرون” حراس الأوقاف بإغلاق البوابات”.
“الشيء نفسه يتم في مرحلة إغلاق المسجد الأقصى بعد صلاة العشاء وتسيير دوريات التفتيش داخله، التي تصر سلطات الاحتلال على تسييرها حاليا بشكل منفرد عن حراس المسجد الأقصى، وهذا يدل على أن الاحتلال يسعى بهذه العملية لإحكام السيطرة على إدارة المسجد سعيا للانتقال لمرحلة الانفراد به”، وفق معروف.

ودعا إلى أخذ أي تدخل إسرائيلي في شؤون إدارة المسجد الأقصى المبارك مهما بدا صغيرا أو هامشيا على محمل الجد والعمل على التصعيد ضده ووقفه فورا، وأما ترك الأمور تسير كما يريد الاحتلال باعتبار أن تحركاته هامشية ولا تؤثر بالمجمل على الإدارة الإسلامية للمسجد الأقصى، فإنه يعني ببساطة تكرار ما جرى مع لجنة إعمار الأقصى، واستفراد الاحتلال بالمسجد، وفي النهاية إلغاء دائرة الأوقاف الإسلامية تماما، وعندها لن يكون هناك وقت للندم.

موسم العدوان السنوي على الأقصى

بدوره أشار الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص إلى اقتراب ما سماه “موسم الأعياد الطويل للصهاينة الذي يمتد على مدى 22 يوماً ما بين السبت 16-9-2023 وحتى السبت 7-10-2023″، وهو موسمٌ تتخذه جماعات الهيكل المتطرفة منصة لتصعيد عدوانها على المسجد الأقصى في كل عام.

وحذر ابحيص في تصريحات له وصلت “البوصلة“، من تحويل الاحتلال هذه “الاعياد” إلى “مناسبة للوصول بالعدوان على الأقصى إلى ذروات غير مسبوقة، ولتكريس حقائق جديدة فيه بإدخال الأدوات الدينية التوراتية وفرض نفخ البوق ومحاكاة القربان وفرض القرابين النباتية”، داعيا إلى توجيه كل الأنظار إلى هذا العدوان، والاستعداد لمواجهته وصده بكل الأدوات الممكنة.

واكد أنه “على مدى سبع محطات ممتدة لعشر سنوات راكمت معركة الأقصى في مسيرتها المتجددة ما بين 2013-2023 خمسة عناصر قوة هي: الإرادة الشعبية بالاعتكاف والرباط والاعتصام والتظاهر، والعمليات ذات الدافع الفردي، والتفاعل الخارجي عبر الحدود والحراك الشعبي في العالم الإسلامي، وانخراط المقاومة في قطاع غزة في الوقت والطريقة التي تراها مناسبة، وتنضم إليها اليوم المـقـاومة العلنية المسلـحة الآخذة بفرض نفسها في بؤر محددة في الضفة الغربية”.
وطالب ابحيص باستحضار هذه العناصر والدفع بكل سبيل ممكن نحو استعادة فاعليتها، والسعي إلى إضافة عناصر جديدة لها؛ فمعركة الأقصى باتت بلا شك اليوم أكثر إلحاحاً وتحدياً من أي وقتٍ مضى.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: