البوصلة – محمد سعد
تجاوز سعر برميل نفط برنت مستويات 95 دولاراً،الاسبوع الماضي وهو أعلى مستوى منذ تشرين ثاني 2022، فيما لم تصل الأسعار حاجز 100 دولار منذ نهاية آب 2022.
ويشكل النفط ومشتقاته، حصة من سلة المستهلك حول العالم، مع دخوله في قطاعات كالنقل والصناعات المختلفة أبرزها الغذائية، ما يعني أن عودة ارتفاع التضخم قد تكون قريبة، بحلول الربع الأخير 2023، أو الربع الأول 2024.
بدوره رجح خبير الطاقة عامر الشوبكي، أن تشهد أسعار المحروقات في الأردن ارتفاعات متتالية خلال فصل الشتاء، وذلك بسبب الارتفاع العالمي الكبير، إضافة إلى الضريبة الثابتة على المحروقات.
هذا النمو في الأسعار، يتزامن مع بدء الولايات المتحدة إعادة بناء مخزوناتها من النفط والمشتقات، إذ سحبت نحو 200 مليون برميل من مخزونات الخام منذ آذار 2022 حتى النصف الأول من العام الجاري.
وتحتاج واشنطن إلى إعادة بناء المخزونات، ما يعني زيادة في الطلب، وسط مؤشرات على استعادة الاقتصاد الصيني عافيته، إذ تعد بكين أكبر مستورد للخام بمتوسط يومي يتجاوز 10 ملايين برميل.
ومن المتوقع أن يصل الطلب على النفط إلى مستوى قياسي يبلغ 102.2 مليون برميل يوميا هذا العام، بزيادة 2 بالمئة عن العام الماضي، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
وقال الشوبكي في تصريحات صحفية وصلت “البوصلة“، إن الأسعار الحالية قريبة من أسعارها التاريخية ومن المتوقع أن يكون هناك ارتفاع جديد على أسعار المحروقات في الأردن.
وأشار إلى أن هناك قلق حول رفع أسعار مادة الكاز قبل فصل الشتاء، مما يزيد من أعباء المواطن، مؤكدا أن هناك سلع مرتبطة بشكل مباشر مع أسعار المحروقات كالنقل، مما يؤدي إلى التوجه إلى رفع أسعارها.
ولفت إلى أن الأسعار ستكون أعلى بكثير مما هي عليه حاليا، مرجحا أن أسعار النفط عالميا ستكون في الفترة القادمة أعلى بكثير.
هل تكسر أسعار النفط حاجز الـ 100 دولار مجدداً؟
وقالت بلومبرغ إيكونوميكس في تقرير لها صدر هذا الأسبوع، إن تحليلها يفترض أن معظم الارتفاع في أسعار النفط ينبع من قيود العرض؛ أضيف له ارتفاع في الطلب مع قرب موسم الشتاء.
بالتزامن مع ذلك، يقول مايك ويرث، الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون الأمريكية للطاقة، إنه يعتقد أن النفط سيتجاوز 100 دولار للبرميل قريباً، وسط تقلص الإمدادات.
وقال الشوبكي، إن الضريبة المفروضة على المحروقات هي سبب رئيسي لهذه الأسعار وليس فقط الأسعار العالمية.
ودعا الحكومة إلى مراجعة الضرائب المفروضة، وإيجاد بدلائل لها كتخفيض النفقات، مشيرا إلى أنه بإمكان الحكومة أن تعكس أسعار النفط العراقي على المواطن.
وعادة يرتفع الطلب على الديزل في كل من أوروبا والولايات المتحدة في فصل الشتاء، إذ يعتبر بديلا عن الغاز الطبيعي لأغراض التدفئة، وبديل عن الغاز في أي نقص لدى القطاعات الإنتاجية.
وارتفاع أسعار النفط تعنى ارتفاع أسعار جميع السلع، وليس فقط أسعار مشتقات النفط من سولار وبنزين وغيرهما، بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ الأمريكية عنوانه “ليس الوقود فقط: ارتفاع أسعار النفط يرفع أسعار جميع السلع”، رصد تأثير تخطي برميل النفط 100 دولار للبرميل على كل شيء، من تعريفة ركوب سيارات الأجرة إلى لعب الأطفال.
