لماذا يسعى الاحتلال لتصعيد الأوضاع رغم نتائجها الكارثية عليه؟

لماذا يسعى الاحتلال لتصعيد الأوضاع رغم نتائجها الكارثية عليه؟

عمان – البوصلة

لا تتفق أساليب الاحتلال في محاولة لملمة الأوضاع قبيل شهر رمضان المبارك بما يقوم به حاليا من محاولة لفرض هيمنة واهنة ومحاولة كسب نقاط إعلامية، فما الذي يدفع الاحتلال الذي خاض مشاورات ماراثونية مع حلفائه العرب لمحاولة تخفيف حدة الحراك الفلسطيني مؤخرا إلى الذهاب باتجاه خيارات تصعيدية مع بدء الشهر المبارك؟

استطاع الاحتلال إحداث اختراقات في الجسم العربي من خلال طرح نفسه كمركز تحالفات في وجه المخاطر التي تواجه عدة أنظمة عربية، وهو ما وصل أوجه في قمة النقب التي شارك فيها 4 وزراء عرب ووزير خارجية الولايات المتحدة باستضافة صهيونية.

ومع ذلك فإن القمة في الأساس كانت محاولة تحقيق انتصار إعلامي مبكر، فوجود دول عربية في صف الاحتلال تعني تراجع الزخم العربي للقضية الفلسطينية بحسب ما يحاولون التسويق له، إلا أن الرد الفلسطيني كان سباقا وفرديًا في آن واحد، فلم تحتج الفصائل الفلسطينية للرد إذ أن حالات المقاومة الفردية في الضفة الغربية والداخل المحتل ردّت بعدة عمليات متزامنة وسابقة ولاحقة للقمة تجعل كل هذا المجهود يذهب هباءً.

ولهذا فنحن نتعامل مع كيان متغرطس حين ينظر مسؤولوه للمرآة يروا ندوبا تحمل بصمات معركة سيف القدس وحي الشيخ جراح وعملية النقب والخضيرة وبني براك، وهو ما يعني سقوطهم المدوي أمام المستوطنين الذين انتخبوهم لحماية ما تبقى من سمعة هذا الكيان بعدما فرضت المقاومة حظر التجول في تل أبيب رمضان الماضي.

استراتيجية الانتصارات الصغيرة

وتحول الاحتلال بعد هزيمته في سيف القدس إلى استراتيجية الانتصارات الصغيرة، فتوقف عن التعامل مع ملف التهجير في القدس بشكل كبير وموحد وتحول إلى معارك صغيرة مع كل ناحية أو حي صغير أو حتى منزل لوحده لضمان تقليل حدة رد الفعل مستعينا بالقضاء التابع له وبقوة أمنية في القدس تنفذ له كافة ما يسعى له في مواجهة المقدسي الأعزل الذي يتسلح بإرادته وعزيمته.

ولا يبدو أن الاحتلال نسي الفشل الذي مني فيه بمنطقة باب العامود في العام الماضي حين حاول إغلاق الساحة بشكل كامل امام المقدسيين، فعمد أمس إلى تركيب حواجز عرضية لتضييق المساحة إضافة إلى خوض وزير الخارجية اقتحاما استفزازيا في المنطقة مساء الأحد لمحاولة ترميم الصورة المهشمة.

وفي الوقت ذاته تنطلق التهديدات الصهيونية للمقاومة في قطاع غزة وتصريحات وزير الحرب بيني غانتس بإعطاء الغزيين الطريقة في اختيار شكل شهر رمضان، وقرار رئيس الأركان تجهيز وحدات جيش الاحتلال لمعركة محتملة في قطاع غزة، فإن ذات الاحتلال يحاول الضغط عبر مصر على فصائل المقاومة لتتراجع عن أي محاولات للرد على هذه الاستفزازات.

وبالرغم مما تبدو عليه الصورة من يد عليا للاحتلال فيما يحدث، فالحقيقة واضحة بأن هذه التحركات تأتي من ضعف وشعور بالهزيمة ربما لم يتكبده الاحتلال بهذا الوضوح منذ سنوات طويلة، فهل يجرؤ قادة الكيان على رفع سقف التصعيد إلى معركة مفتوحة في الضفة والقطاع؟

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: