لمواجهة خطر “الفصح” العبري.. تجدد دعوات الاعتكاف في الأقصى

لمواجهة خطر “الفصح” العبري.. تجدد دعوات الاعتكاف في الأقصى

البوصلة – خاص

جددت المرابطة المقدسية هنادي الحلواني،الاثنين، دعوتها للمصلين الفلسطينيين إلى الإقبال الواسع على الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك في ليالي العشر الثانية من شهر رمضان.

وقالت حلواني: “لأول مرة منذ احتلال الأقصى، يفتح فيه باب الاعتكاف مبكرًا في العشر الثانية من رمضان بعزم المعتكفين”.

وبينت أن الاعتكاف في الأقصى قائم ومستمر لليلة الرابعة على التوالي، مضيفة أن الليلة الماضية لم تشهد محاولات لطرد المعتكفين بعد التراويح.

التضييق على حرية ممارسة العبادات في المسجد الأقصى بدأ منذ احتلال مدينة القدس عام 1967، حين وجهت حكومة الاحتلال الإسرائيلية رسالة إلى مدير الأوقاف وقتها حسن طهبوب بضرورة وضع كافة وثائق مديريته تحت تصرف وزارة الأديان الإسرائيلية.

ومنذ ذلك العام أيضا مُنع الاعتكاف في المسجد الأقصى وكان يقتصر على ليلة القدر في شهر رمضان المبارك فقط.

وتأتي هذه الدعوات تزامنًا مع استمرار السماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام الأقصى خلال أيام شهر رمضان، ودعوات “جماعات الهيكل” المزعوم لاقتحام المسجد في عيد “الفصح” العبري الذي يوافق 15-20 رمضان، وذبح “قربان” العيد في باحاته.

الباحث في شؤون القدس زياد أبحيص يذكر أن الاحتلال كان يمنع المصلين من الاعتكاف في الأقصى في غير ليلة القدر، وتراجع عن ذلك في أواخر التسعينيات عندما أصر المصلون على الصلاة والرباط في ساحات المسجد وعدم استسلامهم لاعتداء قوات الاحتلال عليهم، الأمر الذي دفع الاحتلال للنزول عن الشجرة والسماح بالاعتكاف في العشر الأواخر.

واضاف ابحيص، “بحلول عام 2013 ومع بدء محاولة الشرطة الصهيونية فرض التقسيم الزماني التام بإغلاق الأقصى أمام المسلمين في الأعياد اليهودية، كان الاعتكاف وسيلة الشباب المقدسي في استباق الإغلاق الصهيوني”.

اصدمت دعوات مقدسية أطلقت لمواصلة الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك حتى نهاية شهر رمضان المبارك، بقرار مدير المسجد الشيخ عمر الكسواني بمنع الاعتكاف واعتباره مقتصراً على العشر الأواخر من الشهر الكريم.

مقدسيون انتقدوا قرار الاوقاف الأردنية مع تأكيدهم لعدم تقويض دورها على المقدسات في القدس المحتلة.

تتبُّع مسيرة الاعتكاف وسياسة الاحتلال في منعه والفعل المقدسي والفلسطيني لاستعادته يوصل إلى نتيجتين رئيستين بحسب الباحث ابحيص، الاولى أن الاعتكاف شعيرة حاول الاحتلال التخلص منها لكن الرباط الشعبي تمكن من استعادتها و”لو بشكل خجول”، والثانية أن الاعتكاف كان وسيلة أساسية في منع تفريغ المسجد من المصلين.

ينشط المقدسيون وفلسطينيو 48 كل عام في الدعوة للاعتكاف في الأقصى والرباط فيه برمضان (الجزيرة)

يؤكد ابحيص، “التسليم بأن هذه الشعيرة تخضع للتحكم الصهيوني هو عملياً تسليمٌ ضمني بالتقسيم الزماني له، وإذا كان تمكن من منعها طوال السنوات الماضية فلماذا يسمح له بالاستمرار في ذلك؟ أليست الإرادة التي فككت البوابات الإلكترونية وفتحت مصلى باب الرحمة قادرة على فتح باب الاعتكاف في رمضان وفي كل مواسم العبادة؟”

ويؤكد أن “كون الأقصى مغلقا ليلا أمام قاصديه منذ عام 1967 فهذا وضع شاذ وعدوان مسكوت عنه، وعمر هذا العدوان لا يمكن أن يضفي عليه المشروعية، لذا يجب أن يبقى إغلاق الأقصى أمام المعتكفين أمرا مرفوضا إسلاميا، ولا بد لدائرة الأوقاف وللحكومة الأردنية أن ترفضه”.

وأصدرت مؤسسة القدس الدولية بيانا تطرقت فيه إلى أن الاعتكاف في الأقصى شعيرة إسلامية لا يقبل فيها شروط أحد، وأن حراس الأقصى هم درعه الحامي ويجب عدم الزج بهم في محاولات تفريغه من المعتكفين.

ودعت المؤسسة في بيانها إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والاعتكاف فيه بأعداد كبيرة، وزارة الأوقاف الإسلامية في القدس إلى إعلان رفضها لتفريغ المسجد الأقصى من المعتكفين.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: